هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

أخلاق التوك توك!

أخبار اليوم

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 06:29 م

 

تكتسب بعض القرارات وكثير من الأحكام القضائية أهميتها من عمق تأثيراتها فى المجتمع، تمكث فى الأرض بما ينفع الناس ولاتذهب جفاء كالزبد.. لأنها عادة ما تسهم فى إحداث تحولات تاريخية فى مسيرة الشعوب.


أتحدث عن قرار حظر استيراد مكونات التوك توك الصادر من وزارة التجارة والصناعة، وحكمان قضائيان تاريخيان أود أن أطبع ملايين القبلات على رأس من أصدرهما من حراس العدالة.


الحكم الأول قضى بحبس ولى امر تلميذ لمدة عامين قام بصفع مدرس وقام بتقييده لنجله ليضربه بالحذاء والجميل فى الأمر صدور الحكم بعد ثلاثة أيام من الواقعة.


أما الحكم الثانى فأصدرته المحكمة الإدارية العليا بوقف مدير عام بالتعليم عن العلم ستة أشهر لتقاعسه فى واقعة تحرش طلاب بإحدى المدرسات.


حثيات الحكم شديدة الأهمية لكل من يهمه امر هذه الأمة حيث أكدت «ان بعض الأفلام غيرت من عقلية النشء وتقدم البطل على أنه انسان فوضوى خارج على القانون متحديا قيم وتقاليد المجتمع فيتخذ الطلاب من تلك الشخصية الفوضوية مثلا وقدوة، وأن اغانى المهرجانات معول لهدم القيم الأصلية فى المجتمع ونصل لخدش الحياء وسهم مصوب لقتل الفضائل ومكارم الأخلاق».


قد يتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول الرابط بين احكام قضائية تجسد بكل صدق أزمة غياب الأخلاق والذوق من مجتمعنا وترصد بوعى شديد اهم أسبابها، وبين قرار حظر التوك توك.


فى يقينى أن هذه المركبة العشوائية ومنذ أن احتلت شوارعنا هى اصل معظم الشرور والكوارث التى حلت بنا، فالتوك توك المتهم ربما الرئيسى فى جرائم تفشى المخدرات والتحرش والخطف وشتى أنواع الجرائم.


التوك توك هو الراعى الرسمى و»دى جي» متنقل لكل الإسفاف والهبوط الذى يطلق عليه اغانى مهرجانات، ومعظم سائقى هذة المركبة العشوائية - هم بالملايين - هم الجمهور الحقيقى لهذا الابتلاء الذى يسمى ظلما فنا.


إن قرار إعدام التوك توك البطئ عن طريق حظر استيراد قطع غيار وصدور أحكام قضائية ناجزة تعيد لمدرس هيبته وتدين جرائم ترتكب باسم الفن من المهرجانات وأفلام البلطجة هو بداية لثورة ضد أخلاق التوك توك تستعيد فيها مصر قيمها الاجتماعية الاصيلة، يكون فيها الشارع والمدرسة والأسرة ومن قبلهم الفن مؤسسات تربوية تربى النفوس وتهذب الوجدان.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة