داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

لكل مقام.. مقال

داليا جمال

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 08:30 م

 فجأة كده.. خرجت علينا إحدى النائبات الشابات حديثة العهد بالسياسة والعمل السياسى بالبرلمان تقترح مشروع قانون يقضى بوضع حد أقصى لكشف الاطباء بعياداتهم الخاصة!! وبشرط ان يكون فى متناول الفقراء!! بدعوى حقهم فى العلاج عند أكفأ الأطباء بعياداتهم بدون تكلفة تذكر!! وتطالب النائبة وزارة الصحة ونقابة الأطباء بعقاب من يخالف.. كيف يمكن ذلك؟ وما  الآلية لتنفيذ مقترحاتها؟


النائبة فشلت فى الاجابة عن ذلك عندما سألها المذيع عمرو اديب. وللحق فإن اقتراح النائبة فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب. فكيف نطلب من طبيب بلغت خبرته ثلاثين عاما فى ممارسة الطب بعد كفاح فى دراسة ماجستير ودكتوراه وزمالة من جامعات اجنبية وصرف على موقع عيادته وتجهيزها ملايين، ان يكون كشفه بعيادته الخاصة مثل كشف الطبيب المبتدئ،جنيهات قليلة لا تعينه على أعباء الحياة؟!


ان كانت حجة النائبة ان للفقراء حق العلاج عند أشهر واكبر الاطباء برغم امكانياتهم الضعيفة..

فالظاهر انها لا تعلم أن هؤلاء الاطباء اساتذة فى معاقل الطب فى مصر بالقصر العينى وكل المستشفيات التعليمية المنتشرة بانحاء الجمهورية ويعالجون غير القادرين بها بالمجان. فما الداعى إذن لمحاربتهم فى عياداتهم الخاصة؟ ام ان الهدف هو هروب الأطباء الأكفاء واصحاب الخبرة من البلد لتبقى مصر بلا اساتذة فى الطب ؟!


والسؤال الآن للنائبة وغيرها ممن يتشدقون بهذه النداءات العجيبة، لماذا لا يطبق نفس المبدأ على نواب الشعب اولا، ونلزمهم بقبول راتب يماثل راتب طبيب شاب فى مقتبل حياته، لأنهم نواب عن الشعب؟!


ونطالب بتطبيق نفس المبدأ على مصمم الديكور والمحامى والكوافير، والفنان والمطرب والمذيع، فاختلاف سعر الفيزيتا بين الأطباء طبيعى جدا، كحال جميع المهن والطوائف، فمنهم من يتقاضى الالاف ومنهم من يتقاضى مئات الملايين. وقد قال تعالى «هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب» صدق الله العظيم. بالطبع لا يجوز ان يستوى الذين لا يعلمون والذين يعلمون ولكنه يجوز عند النائبة الشابة التى تبحث عن فرقعة اعلامية على حساب علماء مصر من الأطباء! وعجبي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة