غلاف البستان
غلاف البستان


مجتمع الفضيلة يكره «المومس الفاضلة»

الثقافة ترتدى النقاب

أخبار الأدب

السبت، 27 نوفمبر 2021 - 04:49 م

من المدهش أن الجدل حول مسرحية جان بول سارتر «المومس الفاضلة» قد اندلع - كما يحدث غالباً فى مجتمعنا - ليس بسبب الاعتراض على عبارة أو قبلة أو تعرٍ، وإنما بمجرد أن أبدت فنانة رغبتها فى إعادة تجسيد شخصية البطلة فى المسرحية، أى أن الأمر لم يتعد حدود أمنية، قابلها أحد النواب بعاصفة من الاستهجان، مستنداً إلى لفظ «المومس» فى العنوان، مصرحاً بحماس بالغ إن اسم جان بول سارتر الكبير لا يجب أن يلهينا أبداً عن ذلك اللفظ «الخادش»!
وقبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعى طعن أحد الأشخاص نجيب محفوظ اعتراضاً على رواية «أولاد حارتنا» مع أنه لم يقرأها، وثار طلبة الأزهر أيضاً ضد رواية لم يقرأوها هى «وليمة لأعشاب البحر»، وبعد ظهور تلك المواقع ثار كثيرون ضد مسرحية لم يشاهدوها هى «المومس الفاضلة». الفارق الزمنى كبير بين تلك الأحداث، لكن شيئاً لم يتغير سوى التطور الذى واكب الإنترنت، ومعه تطورت القدرة على الصراخ والمطالبة بالمنع، ولم يعد الأمر مقتصراً على أصحاب الذقون، لكنه تعداه إلى كثير من فئات المجتمع.
فى هذا البستان ننطلق من أزمة «المومس الفاضلة» لنناقش سؤال الفن، ومن يحكم عليه، ولماذا ينصِّب الجميع أنفسهم أوصياء عليه، ومن يحمى الإبداع فى ظل خفوت صوت وزارة الثقافة؟


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة