السبت، 27 نوفمبر 2021 - 06:19 م

أثناء متابعتى للاحتفال الأسطورى الذى احتضنته أرض طيبة الطيبة بإعادة إحياء طريق الكباش، أقدم طريق ملكى فى العالم عمره ٣ آلاف سنة، قفزت إلى ذهنى تلك الكلمات الخالدة التى كتبها شاعر النيل حافظ إبراهيم، وشدت بها كوكب الشرق أم كلثوم «وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف ابنى قواعد المجد وحدى.. وبُناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى..

أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى.. ما رمانى رامٍ وراح سليمًا من قديم عناية الله جندى.. كم بغت دولة علىَّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدى».

لقد أبهرت مصر العالم بهذا الحفل الأسطورى الذى شاهده مليار ونصف مليار شخص حول العالم ونقلته ٣٠ شبكة تليفزيون عالمية.. تحدثت أم الدنيا عن نفسها وارتدت الأقصر أجمل ثيابها وهى تكشف عن كنوزها الأثرية.. الحضور الكبير لسفراء الدول كان لافتًا للنظر وعلى قدر الحدث.. الرئيس السيسى كان شامخًا واثق الخطى وهو يسير على طريق الملوك، والسيدة قرينته دخلت قلوب المصريين ولفتت الانتباه ببساطتها وأناقتها وابتسامتها الهادئة، وشعر الجميع بأن هذه السيدة مننا.

الاحتفالية أكدت أن المصريين قادرون على صُنع المعجزات.. الاستعداد كان جيدًا، والإضاءة مبهرة والأغانى معبِّرة والاستعراضات رائعة والنظام مثاليًا.
وجاءت الثمار سريعة، حيث فرض الحدث نفسه على جميع وسائل الإعلام العالمية وانعكس ذلك على زيادة التدفق السياحى، وزادت نسبة الإشغال بفنادق الأقصر، وعادت إليها عبارة «كامل العدد» لأول مرة منذ سنوات طويلة ولمدة ٦ شهور قادمة..

زادت الحجوزات بنسبة 38% وبلغ عدد الزائرين لمعبدى الأقصر والكرنك خلال اليومين الماضيين ٦ آلاف زائر يوميًا.

من حقنا أن نفخر بما قالته وكالة «اسوشيتد برس» الأمريكية بأن مصرأبهرت العالم وكشفت عن أثر عظيم، وسلطت الضوء على كنوزها الأثرية.
من حقنا أن نزهو بوصف شبكة «سى إن إن» للحدث بأنه «حدث تاريخى» يروى الكثير عن تاريخ مصر القديم.

من حقنا أن نتباهى بما أكدته وكالة «رويترز» بأن الحفل أبرز صورة أحد أهم المواقع السياحية فى مصر، حيث عُرضت تماثيل آلهة طيبة خلال عصر الدولة الحديثة؛ احتفالًا بالخصوبة وفيضان النيل.

وبما أكدته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» بأن إعادة افتتاح طريق الكباش سيجعل من محافظة الأقصر بمثابة «متحف مفتوح»، وهو أمر بالتأكيد سيترك أثرًا إيجابيًا على السياحة فى مصر.

لدينا كنوز أثرية يأتى السائحون لزيارتها من كل صوب وحدب ونأمل فى حدوث طفرة كبيرة فى التدفق السياحى مع الافتتاحات الجديدة وعلى رأسها طريق الكباش ومتحف الحضارة وقريبًا الحدث الأهم والافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير..

وليكن دافعنا فى ذلك أن آثارنا المسروقة أو المهربة والموجودة فى متاحف العالم، وتبلغ أكثر من مليون قطعة أثرية تجذب لزيارتها 250 مليون سائح من شتى أنحاء العالم سنويًا، والأشد إثارةً أن القيمة التجارية لتلك الآثار تبلغ أكثر من ٢٠ مليار دولار.

إن ما شاهدناه فى الأقصر يؤكد أن الأحفاد يسيرون على خطى الأجداد ويُعيدون الأمجاد.. كم أنت عظيمة يا مصر يا أرض النعم يا مهد الحضارة يا بحر الكرم.