صبري غنيم
صبري غنيم


رؤية

آباء زمان يختلفون عن آباء اليوم

صبري غنيم

الأحد، 28 نوفمبر 2021 - 06:34 م

 

- آباء زمان لهم رؤية، فهم يختلفون عن آباء اليوم فى تربية أولادهم، فقد نجح الحاج مصطفى ناصر فى تربيه ابنه محمد، الذى أصبح من أشهر المحامين فى مصر، فقد كان محمد أثناء الدراسة عينه على سيارة والده المرسيدس، كان الأب قاسيا مع ابنه حيث رفض ان يلبى له طلبه، وقال له: أنت لو انتبهت الى دراستك تستطيع ان تعمل وتشترى المرسيدس من مالك الحر بعد التخرج، وقد حدث وتحمل محمد متاعب المواصلات العامة، فقد كان يتشعبط فيها طوال سنوات دراسته حتى تخرج من الحقوق واستطاع أن ينشئ شركة للمحاماة وتخصص فى القضايا التجارية والتحكيم الدولي، وتحققت أمنيته واشترى المرسيدس، وبعد نجاحه امتدت شركاته لفروع أخرى فى دبى والأردن والسعودية، وبعد أيام سيفتح فرعا جديدا فى سلطنة عمان، فهو فخور بوالده الذى صنع منه هذا الرجل، فقد استفاد من قسوته على اعتبار ان «الدلع» يفتح الطريق الى الفشل..

- ويقول محمد ناصر، بكل فخر انه استفاد من سياسة والده ويؤكد ان آباء زمان فعلا يختلفون عن آباء اليوم الذين يضعفون أمام أولادهم، فقد كان والده شديد الاصرار على عدم الاستجابة له فى أى مطلب بعيد عن الدراسة، وهو اليوم مدين لوالده ولذلك كان القدوة والمثل الأعلى لإخوته حيث احتضنهم، فمنهم من يعمل معه فى المحاماة ومنهم من افتتح مكتبا للمحاسبة، ولأنه الابن الأكبر فقد مارس سياسة والده مع اخوانه الصغار، حيث نجح معهم، وقد تفوقوا فى حياتهم العملية، احدهما اصبح محاميا مشهورا يعمل معه والثانى يعمل محاسبا..

- محمد ناصر الان من أشهر المحامين المصريين فى قضايا الشركات والتحكيم الدولي، ويعمل معه أكثر من عشرين محاميا، ومعظمهم من الشباب، وتربية والده له كان لها تأثير على احتضانه للشبان الذين لديهم طموح وتحمله المسئولية مبكراً.. فكانت علاقته بإخوته نفس «الأسلوب» الذى تربى عليه من جدية وتحمل المسئولية وهو فى سن صغيرة..

- إن قصة محمد ناصر هى نموذج مشرف لكل شاب طموح، له بداية ونهاية مشرفة تحمل اسمه فى اكثر من بلد، فعلاً الرحلة الصعبة لأى شاب تصنع منه عضوا ناجحا فى أسرته، وتجعله مدينا دائما للأسرة التى لم تفسد عليه الحياة بتدليله يوماً سواء بتحقيق رغبته فى وسائل الترفيه، او ان يعيش حياة غير مرفهة، فعاش محمد ناصر حياة واقعية لا تعرف الدلع والرفاهية..

كم نتمنى من آباء اليوم ان يكونوا جادين مع أولادهم فى تحملهم المسئولية وهم فى سن مبكرة، ليجنوا من ورائها مستقبلاً باهراً لهم مثل محمد ناصر.. فعلاً مصر مليئة بالكفاءات..

فالآن بعد أن اصبح له شركات فى انحاء الوطن العربى لم يكتف بهذا النجاح بل يحرص فى كل شركة على إنشاء مكتبة قانونية تحتوى على جميع القوانين التجارية واحكام النقض لكى يستفيد منها طاقم المحامين الذين يعملون فى مكتبه، فهو يرى أن القراءة هى شريان للحياة، لذلك لم يتوقف عن شراء الموسوعات القضائية لجهابذة القانون التجاري، وجميع المرافعات فى قضايا التحكيم الدولي، ومن المبادئ التى يتحلى بها هذا الرجل الصدق..
 الالتزام بالمواعيد وهو يعتبر ان احترام الاخرين هو سر النجاح فى التفوق والعلاقات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة