كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مخاطر الألعاب الإلكترونية!

كرم جبر

الأحد، 28 نوفمبر 2021 - 06:44 م

طائرة تلقى مائة شخص فى جزيرة مليئة بأدوات القتل والأسلحة، ويقومون بالقضاء على بعضهم، حتى يبقى منهم واحداً فقط .. الأساسيات لقتل الأعداد الكبيرة من الاعداء هى العنف والقسوة وعدم الرحمة، وطرق نصب الفخاخ تعتمد على المكر والخداع وترتيب الافكار لنجاح قتل المنافسين.

كن جاهزاً بسلاحك، ولديك الطاقة الكاملة للهجوم، «كن عنيفا» ،فأفضل وسيلة للدفاع هى الهجوم، وعندما تجد ضعيفاً أمامك لاترحمه وابدأ بقتله، لا تحمل شيئاً خلف ظهرك، واخلع حذاءك وملابسك الثقيلة لسهولة الحركة.

هذا هو ملخص لعبة اليكترونية تستحوذ على افكار الاطفال الصغار والشباب ، فتغرس فيهم روح العدوانية والعنف والكراهية ، وتتحكم فى تصرفاتهم تجاه الآخرين ، ومثلها مئات النماذج من الالعاب.

الخطر يكمن فى الجهاز الصغير الذى لا يفارق الاولاد ، دون رقابة او توعية او تنبيه لتجنب الآثار النفسية والسلوكية الضارة.

فأصبح التنظيم ضرورة ملحةً ، لان نتائج الداء قد لا تظهر بصورة مباشرة ، ولكن فى تفاصيل العنف بين الصغار والشباب.

فى عصر الثورة الرقمية يجب أن تخطط وزارة التعليم لتحصين الطلاب ضد مخاطر الغزو الاليكترونى ، وأن يصاحب ذلك دروساً فى التوعية ومواجهة الاختراق والسيطرة على العقول.

مادة مثل علم النفس الوقائى  يجب تدريسها منذ الحضانة، بمعدلات تتناسب مع السن، حتى ننشئ جيلاً سليماً عقلياً ونفسياً، ويستطيع أن يستوعب المتغيرات التى تحدث حوله، دون أن يغرق فى بحورها.

يفرح الآباء حين يوفرون لأبنائهم "الأمان المادي"، ولكن أين "الأمان النفسي"؟

يفرح الأب وتسعد الأم، إذا وفرا لأولادهما موبايل أحدث موديل وتنتهى مهمتهم عند هذا الحد ، دون أن يعلموا ان عقول الصغار قد لا تتحمل الضغوط النفسية، للانفتاح على عالم فيه كثير من الشر وكثير من الخير؟

يقولون "إن كبر ابنك خاويه"، أى اجعله أخاً حنوناً ترعاه وتحتضنه وتهتم بشئونه، وفى هذا الزمن انقطعت العلاقات الودية بين أفراد كثير من الأسر، وصاروا منعزلين تحت سقف واحد، كل يبكى على ليلاه، وليلاه هو الموبايل او الكمبيوتر الذى لا يفارقه ليل نهار.

والخطاب الدينى يجب ان يتحول الى رسالة لنشر المودة والرحمة ومكارم الأخلاق وغرس قيم المواطنة وعشق الوطن والنشيد الوطنى وتحية العلم فى طابور الصباح.

اجعلوا أطفالنا يعشقون الأديان، بإشاعة مبادئ التعاطف والود والسلام والمحبة والتسامح ، وتقريب المفاهيم من عقول الصغار ، بالترغيب والبهجة وليس الترهيب والفزع، لتكون حصة الدين هى المحببة إلى القلوب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة