الأحد، 28 نوفمبر 2021 - 07:19 م

مصر لا تترك صفحة من تاريخ حضارتها الضاربة فى أعماق جذور الزمان والمكان دون أن تعيد إحياءها وبعثها للإنسانية لتشاهد تاريخ الحضارات التى سجلت على ارضها.. لم يلبث الزمن أن طار من موكب المومياوات الملكية فى متحف الحضارة إلى أرض الأقصر لنشاهد اعادة طريق الكباش.

الانبهار وحده لا يكفى أن يعبر عما شاهدناه فى احتفالية الكباش.. انه عمل فاق الروعة ونحن نشاهد ونسمع من مواكب وموسيقى وغناء أخذنا فى ومضة عين إلى الدخول فى عالم الفراعنة والتاريخ المسجل على المعابد يحكى لنا انشودتى حتشبسوت وامون رع.

لا نستطيع ولو لحظة ان ننفصل عما تم التعبير عنه فى مشاهد وكأنها حقيقية كما كانت بالأمس البعيد والأذن عبرت آلاف السنين وكأنها تسمع ما كان فى حقبة الزمن الذى انشدت فيه الانشودتان.

التصوير والإخراج والإضاءة كانوا ملحمة فنية مرسومة بدقة متناهية وتنفيذ مبهر حتى لا تهرب العين فى لحظات تاريخية وكأننا نعايش الماضى.
ونجح من أطربوا آذاننا وكأنهم كانوا هناك يؤدون الانشودتين وسط تصفيق من حتشبسوت وامون رع.
تاريخ الحضارة  المصرية يدق أبواب العالم الذى يعشق آثار مصر فهى ليست طوبا وحجارة واعمدة ومسلات بل هى حياة عاشها الملوك والملكات وسط جماهير من كانوا فى هذه العصور.. هى حياة نابضة على الحجر تنطق بتاريخ الحضارات.

- عزيزى الأخ والصديق الراحل اشرف اكرام.. كنت اتمنى أن تشاهد هذا الاحتفال التاريخى وانت تغطى احداثه مع شبكات المحطات العالمية ولكنه أمر الله ولن ننساك ابدا.. لقد كنت نبع الاخلاص فى عملك وشياكة فى الاداء واللقاء.. وكنت اشعر بوجودك تتحرك اناملك لتسجل هذا الحدث التاريخى.

- عزيزى الاخ والصديق الراحل محمد الهجرسى حافظ كتاب الله ومعلمه الدؤوب فى عمله فى صمت وسكون صاحب الابتسامة الجميلة مع الجميع.. كنت احمل لك شكوى من طالبة اشمأزت من سلوك فئة فى بازارات الأقصر واسوان يجذبون السياح للشراء دون ارادتهم. واستغلال فى البيع حتى أن زجاجة المياه المعدنية كانوا يبيعونها بـ ٢ يورو وهى فى بلدهم أقل بكثير.. لكن القدر لم يسمح بلقائنا.