عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

النبي ﷺ والمشلوح!

عمرو الديب

الأحد، 28 نوفمبر 2021 - 07:36 م

عبير مسكه كان دوما يسبق خطوه، ينتشر فواحا فى الأرجاء ليهدى إلى من أسعده قدره بلقائه أو المرور بجواره نفحات أخاذة تنعش الأرواح، وترقى بالمشاعر، وتبهج الخواطر،  فرهافة حسه كانت تدفعه دائما إلى أن يتبدى بلسما، يسير على قدمين، ومنارة ضوء تهدى خطى المتعثرين فى الطرقات،  كان ودودا بشوشا حريصا على مشاعر الآخرين بصورة قد يعجز البعض عن تصورها،  رحمة لكل العالمين عاش محمد النبى رسول الله ﷺ ، وكأنه نسمة ندية أو نفحة عطرية أو ومضة ضوئية أنارت الدروب والآفاق جميعا، ولما تنطفيء بعد كسائر الومضات، ومضى موطن العطر، ومصدر الضوء مثل كل حي، ولكن بقى عطره فواحا، وظل ضوؤه، ساطعا متمثلا فى خلقه العظيم، وهديه الكريم، لذا عجبت كثيرا لأمر ذلك الموتور المشلوح الذى تطاول على المقام الأسمى والجناب الأشرف.

وقد بدا مشهد ذلك المدعو زكريا بطرس وهو يتقيأ سموم تطاوله عبثيا مثيرا للرثاء والاشمئزاز معا، حيث تشبه الأمر بتيس، يحاول أن يناطح قرص الشمس فى عليائه أثناء رائعة النهار، فمهما أمتلك التيس من قرون حادة، فلن يستطيع مهما شب وتقافز، أن ينال من الشمس فى مقامها الشاهق، وهذا هو أدق توصيف لمشهد التطاول على تاج الرسل والأنبياء من ذلك المشلوح الذى تبرات منه الكنيسة المصرية الأرثوذكسية التى تعد من أعرق المؤسسات الدينية فى العالم، وهى من الكيانات التى تعلى من قيمة الخلق الرفيع، والسلوك القويم، وتنبذ -بحق- السقوط الذميم فى أوحال الشتم والتجريح والانتقاص من قدر الآخرين، والتطاول على القامات الإنسانية العليا كما فعل ذلك المدعو "زكريا بطرس".. مشعل الحرائق ومؤجج الأحقاد والفتن، وأبلغ رد على هذا الموتور هو تفويت الفرصة عليه، وإفشال خطته فى إشعال المشهد المصري، وأن نواجهه هو وأمثاله بيقظة -مسلمين ومسيحيين- أشقاء فى وطن عظيم يحب محمدا ويبجل المسيح -عليه السلام- ولنتذكر جميعا أن الانتصار للنبى الكريم ﷺ يكمن فى التحلى بأخلاقه العطرية المذهلة، لأنه من أجل هذا بعث، وأقول فى الختام بعد الصلاة والسلام على خير الأنام: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة