الجعران المقدس
الجعران المقدس


الطواف حوله ٦ مرات يجلب الزواج.. حكاية الجعران المقدس

مي سيد

الإثنين، 29 نوفمبر 2021 - 01:12 ص

 

اعتقد المصرى القديم أن الجعران يجلب الحظ السعيد والثراء، ما جعله عنصرًا رئيسيًا في تزيين المقابر والمعابد على مدار الأسرات المختلفة. ولذلك حرص المصرى القديم على تحنيط الجعران وصناعة تماثيل مختلفة له.

وحول تعريف الجعران، يقول كبير الأثرين في وزارة السياحة والاثار، مجدي شلبب، إن الجعران (الخنفساء) هى حشرة سوداء من عاداتها تكوير الروث ووضع البيض فيه ودحرجته أمامها وتجميعه، وساهمت عملية تجميعه للروث في زراعة المحاصيل وتهوية التربة باستمرار، ما جعله مصدرا للخير وحامي للحيوانات من الإصابة بالفيروسات الضارة الناتجة من الروث.

وأوضح مجدي شلبي أن اسمه خبر أو خبرى يعني "يأتي إلى الوجود بنفسه ثم تطور بعدها المعنى إلى "يكون" أو "يصير" وبمرور الوقت، حظي الجعران بمكانة كبيرة عند المصرى القديم ، ليصبح رمزا للإله أمون رع إله الشمس. واضاف كبير الاثريين ان تدريجيا تحول الجعران إلى هدية قيمة عندهم ، وأهدى الملك أمنحتب الثالث أحد ملوك الأسرة الـ18 تمثالا على هيئة جعران إلى زوجته الملكة "تي"، كنوع من التعبير عن استمرار حبه لها.

وتعددت المواد المستخدمة في تصنيع الجعران، بداية من الحجر ثم العقيق وحجر الفيروز والبازلت، وصولا إلى الذهب والفضة الذي كان ينتمي لطبقة الملوك والملكات. وأصبح الجعران جزءا من الميثولوجيا المصرية القديمة (علم الأساطير)، لارتباط طبيعة هذا الكائن بالتخلق التلقائي، الكثير من الجعاريين استخدمت كأختام تحمل اسم الموظف وألقابه، وأخرى حملت أسماء ملكية نقشت بالصفات التي تمثل كل ملك أو ملكة من الأسرة القديمة إلى الحقبة المتأخرة". ودونت على الجعارين عبارة "من خبر رع" وهي تخص الملك تحتمس الثالث، وتعني "عسى أن يستمر رع في جلب الحياة". ووضع على الجعارين التذكارية اسم الملك ولقبه، إضافة لنقوش حلزوينة وزجزاجية وصور للآلهة المصرية وحيوانات وطيور مقدسة، وكتابة الأمنيات القديمة مثل "راحة البال خير من الغضب، آمون قوة الوحيد، وعام سعيد".

وأشار مجدي الي ان أصبح الجعران تميمة المصري القديم الذي يحمل لصاحبه البعث من جديد ويمده بالحظ السعيد ويجدد شبابه، خاصة الأنواع المصنوعة من قيشاني أخضر أو أزرق أو بني أو الأحجار، ظنا منه أن هذه الحشرة تحمل بداخلها قوة الحياة، ما جعلها جزءا من مقتنيات المقابر والمعابد الفرعونية" مضيفا انه لم يتوقف استخدام الجعران كهدايا رمزية فقط، بل دخل في صناعة الحلي التي اهتمت بها الملكات ووضع داخل أكفان الموتى كنوع من مد العون له في العالم الآخر كتميمه على شكل القلب وأساطير كثيرة دارت حول تأثير الجعران في الحياة والعالم الآخر جعران الكرنك المقدس يقول د. مجدي شلبي كان جعران الكرنك بجوار "البحيرة المقدسة" في معبد الكرنك بالأقصر أكثر الجعارين المرتبطة بهذه الأساطير، وهو يمثل قرص الشمس "رع" ومثبت على قاعدة من حجر الجرانيت الوردي بطول 190 سم ووزن أكثر من 5 أطنان، وتم تشييده في عهد الملك "أمنحتب" الثالث في القرن الـ 14 قبل الميلاد.

ومن المعتقدات أن الطواف حول جعران البحيرة المقدسة 5 مرات هدفه إبطال الحسد وجلب الحظ السعيد، بينما الطواف 3 مرات من أجل الثراء، والطواف 7 مرات بهدف إنجاب الأطفال، وتطوف الفتاة الراغبة في الزواج 6 مرات. و اختتم د. مجدي هذه الأساطير انتقلت من المصريين إلى السائحين، وهو الأمر المرتبط أكثر بالمورث الشعبي وليس بالعقيدة المصرية القديمة ولا تزال تحتفظ جدران مقابر وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر صورا للجعارين

اقرأ أيضا| وزير السياحة: احتفالية الكباش سلطت الضوء على المقومات الآثرية بالأقصر

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة