كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الدولة العادلة

كرم جبر

الإثنين، 29 نوفمبر 2021 - 05:11 م

مارس 1990 ذهبت إلى المنيا لعمل تحقيق صحفى ، كانت تحترق هى وأبو قرقاص بسبب شائعة كاذبة عن علاقة عاطفية بين شاب مسيحى وطالبة مسلمة، لا أساس لها من الصحة.

قابلت التلميذة الصغيرة «3 إعدادي» وكانت مذعورة، وقالت لى «يا بيه عايزنى أقول إيه» وأضافت «ناس بيمسكونى ويقولوا قولى كذا إحنا جماعات»، و»بعد شوية ناس تانى غيرهم يقولوا قولى كذا».. انت عايزنى أقول إيه؟

الحقيقة أن التلميذة الصغيرة يتيمة الأب والأم، كانت منبهرة بفوازير شريهان وفساتينها وحكاياتها فى فوازير رمضان، فقصت على زميلتها فى الفصل حكاية وهمية، عن الشاب المسيحى الذى يركب سيارة حمراء وأبوه يمتلك «مغلق» أخشاب ، وزعمت كذبا انه على علاقة بها ،وكانت احدى زميلاتها فى الفصل شقيقة أحد قادة الجماعة الإسلامية.

وانتقلت الحكاية إلى أعضاء الجماعة، وصدقوا أن التلميذة الصغيرة تذهب إلى شقة سحرية يمتلكها صاحب السيارة الحمراء ويشربون المخدرات، وكانت كلها من محض الخيال.
اشتعلت الحرائق فى أبو قرقاص، المحلات والأسواق ،وامتدت النار إلى المنيا نفسها، وحدثت حالة احتقان عنيفة بسبب أكذوبة لا أساس لها من الصحة.
فى مثل هذه الأحوال كان المتعارف عليه هو أن يظهر شيخ وقسيس فى مقر الحزب الوطني، فيتعانقان ويتصافحان أمام الكاميرات، دون النفاذ إلى الجذور الحقيقية للمشكلة.
إذا أردت أن تثير فتنة أطلق شائعة، وأخطر الشائعات إما تتعلق بالعقيدة،والمواجهة كانت تتطلب ثلاثة أشياء.. الأول هو ضرب الشائعات فوراً، والثانى تفعيل القانون، ثم تأتى بعد ذلك الجهود الشعبية والمصالحات الودية.
البوابة الواسعة للفتن هى المساس بالأديان سواء فعل أو رد فعل، وتتسع رقعة النار لتهدد ببوادر مواجهة، تجد من يؤججها وينفخ فيها، وحاولت الجماعة الإرهابية فى عام حكمها الأسود، أن تفعِّل الفتن والصراعات، ولكن تصدى لها العقلاء من الجانبين.
  أمن مصر وسلامتها فى العلاقات الطيبة بين عنصرى الأمة، على قاعدة المواطنة والمساواة والعدالة القانونية الحازمة، التى لا تفرق بين هذا وذاك.. العدالة معصوبة العينين.

وأفضل شيء بعد أحداث السنوات الأخيرة، إيمان الطرفين بأن الاستقواء بمصر هو الحل، فهى الملاذ الآمن الذى يستطيع أن يحمى الجميع ويحقق العدالة المنشودة، ولا يفضل طرفا على آخر.

ويذكر للرئيس عبد الفتاح السيسى أنه يرعى الكنيسة بنفس درجة رعايته للمسجد، ويحوز ثقة الجميع كرئيس لكل المصريين، ويحتفل بأعيادهم ويهنئهم  ويصلى العيد فى الفتاح العليم.
الدولة العادلة هى صمام الأمان، وعلاقة المسلمين والأقباط هى سر تميز هذا الوطن وسماحته وعلو شأنه.. وأدام الله الأمن والسلام للجميع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة