د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

التربية أولًا «1»

محمد حسن البنا

الإثنين، 29 نوفمبر 2021 - 07:51 م

العيب، كل العيب، أن تتظاهر بما ليس فيك. وأن تتنكر لأصلك وفصلك. ليس عيبًا أن تكون فقيرًا. وليس عيبًا أن تكون فى مركز مرموق ووالدك أو والدتك عامل نظافة. بالمناسبة يطلقون عليه «عامل نظافة» لأنه يقوم بتنظيف الزبالة التى خلفها الناس. من هنا أشد على يد المعيدة الجامعية التى ما أن شاهدت والدها عامل النظافة وهى تخرج من كليتها إلا وأقبلت عليه مسرعة واحتضنته وقبلته أمام زميلاتها وافتخرت به وطلبت من زميلتها تصويرها معه ونشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعى، تحت عنوان «هذا أبى وأفتخر». هذا نموذج من التربية المصرية الأصيلة.

أما ما فعلته تلميذة المكياج مع معلمتها، فهو قلة أدب وتربية غريبة على مجتمعنا. القصة يرويها زميلى الكاتب الكبير وجيه الصقار: اعتدت أسرة تلميذة بالصف الخامس الابتدائى على المعلمين بمدرسة جزيرة النجدى بإدارة قليوب، بعد أن اعترضت معلمة اللغة العربية لوضع إحدى الطالبات للمكياج والأصباغ على وجهها. حاولت فى البداية الحديث معها لتعديل سلوكها، لكنها فوجئت برد فعل سيئ من الطالبة، فطردتها من الفصل. بعد قليل حضرت أسرة الطالبة، والدتها وشقيقتها وشقيقها بالمرحلة الإعدادية واقتحموا المدرسة من الباب الخلفى، وهاجموا المعلمات بالمدرسة بالسب والقذف وحجزوا معلمة داخل الفصل، وكسروا أحد أبواب الفصول. وتولت النيابة التحقيق.

لم تكد تمر أيام على قضية الاعتداء على مدرس بلقاس بالدقهلية والذى نصح التلميذ بعدم سب زميله بألفاظ نابية.. فما كان من والد التلميذ إلا أن تعدى على المدرس بالضرب، وساعد ابنه التلميذ بالصف السادس الابتدائى على ضرب المدرس بالكوتشى داخل الفصل وأمام التلاميذ بعد أن قيده له. والحمد لله أن أنصفته محكمة الجنح برئاسة المستشار محمد عبدالعظيم محمد بحبس الأب حضوريًا لمدة عامين مع الشغل وكفالة 3 آلاف جنيه..
 هذه النماذج تحتاج إلى الحزم والسرعة فى العقاب لردع كل من تسول له نفسه إهدار كرامة العلم والمعلم. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.
دعاء: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة