محمد الشماع
محمد الشماع


يوميات الأخبار

شاهد شاف كل حاجة!

محمد الشماع

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021 - 06:47 م

طلب أحد خبراء الطاقة النووية من الرئيس مبارك حتمية إقامة المحطة النووية.. فالتفت الرئيس مبتسما وهو يقول: طبعا ماهر بك موافق.. لكن أنا معنديش فلوس!

دخلت مصر عصراً جديداً نحو آمال واعدة وآفاق مشرقة للمستقبل ببدء تحقيق الحلم النووى المصرى الذى داعب عقول المئات من خبراء وعلماء الطاقة النووية المصريين على مدار عدة عقود منذ منتصف القرن الماضى وقبل ذلك بسنوات وحتى وقت قريب. هذا الحلم الذى بدأ تحقيقه فى التاسع عشر من نوفمبر 2015 هو بحق عيد قومى للمصريين جميعاً وللقطاع النووى بصفة خاصة، بتوقيع اتفاقية إنشاء أول محطة نووية مع روسيا لتوليد الكهرباء بالضبعة بالساحل الشمالى الغربى لمصر وكنت شاهدا ومتابعا لهذا المشروع الحلم فى كل مراحله.
أكثر من نصف قرن من الزمان لم يستطع أحد أن يحقق هذا الحلم ليحقق لمصر وشعبها آمالا واعدة وآفاقاً مشرقة للمستقبل سوى الرئيس عبد الفتاح السيسى. كان الحلم قد توارى فى منتصف الثمانينات وأصبح فى حكم «الميت» لكن إحياء الحلم والبدء فى تحقيقه على أرض الواقع هو الإنجاز الحقيقى لشعب مصر وقائده صاحب الإرادة الفولاذية التى تستطيع تخطى وتحطيم كل العقبات!.
شاهدت وتابعت مجهودات وأعمال الجيل الذهبى من علماء الطاقة النووية تحت قيادة المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء والطاقة والتى أسفرت عن وضع أساس صلب واستراتيجية متكاملة لدخول مصر العصر النووى فأنشأ هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وهيئة الأمان النووى وحدث هيئة المواد النووية وتحديث مفاعل إنشاص البحثى وأعاد معظم أبناء مصر خبراء وعلماء الطاقة النووية من الخارج الذين كانوا يعملون ويديرون كبريات محطات الطاقة النووية فى أمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا وأرسل بعثات للخارج من الشباب للتدريب على تشغيل وصيانة المحطات النووية، منهم من أصبحوا قيادات فى منظومة الطاقة النووية المصرية.
محاولات المنع
كما قام بزيارات شاركت فيها لمعظم محطات ومراكز الأبحاث النووية فى العالم. ووقع اتفاقيات تعاون نووى مع الدول الكبرى فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية رغم محاولات بعض القوى الأجنبية وقف هذا التعاون كما قام بعمل مسح ميدانى لقطاع الصناعة فى مصر للاستفادة بإمكانيات الصناعة المصرية لتصنيع معدات المحطات النووية تصل فى المرحلة الأولى إلى المشاركة بنسبة 40٪ من مكونات المحطة. وسعى إلى استصدار قرار جمهورى بتخصيص مساحة ما يقرب من 80 فدانا بمنطقة الضبعة لإقامة أول محطة نووية بعد تأكيدات جميع الدراسات الجيولوجية والبيئية على صلاحية المكان من كافة الوجوه واقترب من طرح المناقصة العالمية لإقامة المحطة، إلا أن قرارا سياديا أوقف كل الإجراءات وكان ذلك فى العام 1986.
توقف الحلم وأحبط الجميع وبدأ المهندسون والخبراء السفر للخارج بعد توقف إجراءات المشروع الحلم، وبدأت أيضا أطماع بعض رجال الأعمال تتجه إلى أرض المشروع لكى تتملكها وتقيم عليها قرى سياحية وقاموا بحملات ضارية وضغوط لعدم تنفيذ المشروع تحت زعم أن قمة الخسارة هى إقامة محطة من أجل شوية كهرباء!!
لكن المهندس ماهر أباظة ظل مدافعا عن أرض المشروع وضد محاولات بعض رجال الأعمال السطو على أرض المشروع الحلم حتى خرج من الوزارة فى العام 1999 وجاء من بعده الدكتور على الصعيدى وزيرا للكهرباء وهو أحد كبار خبراء الطاقة النووية فى العالم متعه الله بالصحة والعافية، كما استمر الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة ما يقرب من عشر سنوات مدافعا عن أرض المشروع ومحاولات السطو عليه وعدم الاقتراب منه كما قامت القوات المسلحة بدور وطنى كبير لإنهاء كل تلك المحاولات والحفاظ على أرض المشروع ثقة منهم فى أن المشروع الحلم الذى توفرت له كل شروط وأسباب النجاح سيتم تحقيقه.
معنديش فلوس!
وفى أثناء افتتاح محطة توليد كهرباء زاوية غزال بمدينة دمنهور طلب أحد خبراء الطاقة النووية من الرئيس مبارك حتمية إقامة المحطة النووية.. فالتفت الرئيس مبتسما وهو يقول: طبعا ماهر بك موافق.. لكن أنا معنديش فلوس!
فأجاب ماهر بك.. «احنا جاهزين يافندم ومش عاوزين فلوس» ضحك الرئيس مبارك وواصل جولته فى المحطة الجديدة!.
ومنذ أن تولى المهندس ماهر أباظة مسئولية الوزارة فى العام 1979 قدم مشروع قانون بالاتفاق مع وزارة البترول بتخصيص نسبة من مبيعات وأرباح قطاع البترول لتمويل مشروع المحطة النووية وكان قد وصل رصيد هذا الحساب أكثر من 700 مليون دولار!.
المشروع يعنى ببساطة نقلة حضارية وعلمية وبحثية فى كل المجالات الطبية والصناعية والزراعية والاقتصادية، يسبق كل ذلك إنتاج الكهرباء التى تعد أحد الأركان الأساسية للتنمية المستدامة، يمثل المشروع أحد مصادر الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية المسببة للتغييرات المناخية، فضلا عن مزاياها التنافسية العالية وإسهامها ضمن مزيج متنوع ومتكامل من مصادر الطاقة فى تلبية الاحتياجات المتزايدة لخطط التنمية المستقبلية.
بقدر فرحتى لبدء تحقيق الحلم الذى عايشت مراحل إعداده وشاركت بدورى الإعلامى وتمنيت من كل قلبى أن أرى الحلم وقد تحقق، إلا أننى تأثرت بشدة لعدم تكريم أو ذكر اسم المهندس ماهر أباظة لدوره السياسى والفنى فى هذا المشروع.
انفتاح مختلف!
الانفتاح على العالم والتوجه نحو أفريقيا بصفة خاصة بعد أن طالت عزلة مصر وانعزالها عن محيطها الأفريقى، تلك هى السياسة التى ينتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد حكمت السياسة المصرية طوال سنوات الركود الانعزالى عن أفريقيا والتوجه نحو الغرب. وكان سفر المسئولين إلى الخارج وكانت اللقاءات والمؤتمرات لا تنقطع ولا تنتج طحيناً وطال انعزالنا عن واقعنا الأفريقى، ولم نفق إلا على صفر المونديال.
ثم تلا ذلك العقبات التى أثيرت بخصوص إعادة توزيع مياه النيل، وكانت دول حوض النيل تطلب التنمية المستدامة من مصر، وكانت مصر لا تسمع كل هذه الطبول الأفريقية وها نحن بقيادة الرئيس السيسى ننتبه إلى المحيط الأفريقى، تمتلك أفريقيا ثروات هائلة وتمتلك فرصا وأسواقا لتصدير المنتج المصرى والاستفادة من التميز الفنى والتكنولوجى فى مصر، وقد آن الآوان أن نفعل هذا التعاون مع أفريقيا.
فائض الثروة
أفريقيا تملك فائضا من الثروة الحيوانية تستطيع أن تمول مصر باللحوم الطازجة ولكن المستوردين المصريين يستوردون اللحوم من الهند والبرازيل، تملك أفريقيا أفضل منتجات الشاى والقهوة، لكن مصر تستورد الشاى والقهوة من سيلان ومن البرازيل، أفريقيا تملك فائضا مائيا لا تحتاج معه إلى مياه النيل تستطيع مصر أن تمد مزارعها إلى أفريقيا وتستطيع أن ترسل مهندسيها وأطباءها ومدرسيها إلى أفريقيا.
تستطيع مصر أن تصدر منتجاتها وأن تتوسع فى الصناعة مستفيدة من السوق الأفريقية التى تحتلها الهند والصين.. نحن نستطيع المنافسة بقوة وأمامنا مستقبل باهر. نستطيع أن نمد خطوطنا البرية إلى أقصى القارة الأفريقية ونستطيع أن نمد خطوط الطيران إلى كل البقاع، نستطيع أن نفتتح المستشفيات فى مدن أفريقيا ولدينا قاعدة طبية قوية قادرة على أن تلبى احتياجات تلك الدول، لدينا أساس لصناعة دوائية نستطيع تفعيلها بعد أن طال إهمالها. نستطيع أن ندفع بها إلى السوق الداخلى وأسواق أفريقيا الواعدة، لدينا مهندسون زراعيون ولدينا قدرة على النجاح، لدينا فلاحون يملكون خبرة فى التعامل مع الأرض، كل هذه قدرات مصرية مخزونة نستطيع أن نستثمرها فى أسواق أفريقيا.
ليست كل الاستثمارات هى رءوس أموال .. نستطيع أن ننشئ تبادلا تجاريا اعتماداً على الجنيه الحسابى، نحن فقراء وهم فقراء لكننا كنا نملك ثروات لا نحسن استغلالها وهم يملكون فوائض من الثروات وأسواقا مفتوحة ونأمل ترجمة التوجه الذى يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسى نحو أفريقيا والعالم إلى تبادل سلعى حقيقى وتعاون فنى واستثمارات متبادلة وأفريقيا هى ظهيرنا التجارى وهى عمقنا الاستراتيجى وهى مددنا المائى وآن لنا أن نضع الاقتصاد فى خدمة السياسة وأن تكون السياسة فى خدمة الاقتصاد وهذا ما أكدته سياسات الرئيس السيسى، كنت شاهدا ومشاركا فى عشرات الزيارات والمؤتمرات الدولية والإقليمية الرئاسية لسنوات طويلة كانت تنتهى إلى بيانات وتوصيات واتفاقيات لا تنفذ ولا نراها على أرض الواقع.
قضايا فى سطور
- يوم عالمى للمرأة.. هل معنى ذلك أن الـ ٣٦٥ يوما للرجل؟!
- مصر كلها فى المحاكم ١١ مليون قضية بمعدل قضية لكل عشرة مواطنين!
- الرد على الفن الهابط.. بنشر الفن المبدع!
- فى المرور.. الحسنة تخص.. والسيئة تصيب كل من فى الطريق.
- مطلوب تحقيق التوازن فى قانون العمل.. بين حقوق العمال وحقوق المستثمرين وأصحاب الأعمال.
- كلما اشتدت جائحة كورونا وأخواتها.. قل التزامنا بالإجراءات الاحترازية.. عجيبة!
- حصانة الموظف المصرى.. أقوى من أى حصانة!
- نجدة الملهوف وإغاثة المنكوب ودرء الخطر على الآخرين عادات وقيم أصبحت قديمة الآن صور واعرض.. وماذا بعد؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة