علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


إنتباه

رابعة ابتدائى.. العربة والحصان

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 01 ديسمبر 2021 - 05:01 م

الإصرار على إنجاز هدف دون امتلاك آليات ووسائل تحقيقه، يجعل المسألة أقرب للحرث فى الماء، أو البناء فوق الرمال! عندما تحدد هدفاً، فإن أول ما يجب أن يشغل عقلك الإجابة على السؤال الأهم: من يقدر على الإنجاز؟ كيف؟ وبأى طريقة؟

الأمر بديهى ومنطقى تماماً، لكن بوصلته تاهت فيما يتعلق بالنفاذ من عنق زجاجة تطوير التعليم، أعنى الصف الرابع الابتدائى، بمناهجه الجديدة تماماً، الضخمة جداً، الصعبة وفق رؤية خبراء تربويين مشهود لهم بالخبرة والكفاءة.

المعلم المؤهل المدرب المتمكن من مادته وأدواته يمثل محور العملية التعليمية فى هذا الصف المفصلى، والذى يتم البناء عليه لضمان نجاح خطة التطوير.
الواقع يؤكد أن هذا المعلم لم يتم تأهيله أو تدريبه ليقوم بهذه المهمة الخطيرة، ومن ثم لن يتمكن من إنجاز المطلوب منه!
إن فاقد الشىء لا يعطيه، فكيف يستطيع من لم يتم إعداده لمهمة محفوفة بالكثير من الصعاب، أن يشرح لتلميذ، أو يجيب عن أسئلة أو استفسارات يطرحها عليه ما لم يستوعب، لأن كل حظه من التدريب لم يتجاوز اليومين أون لاين؟!

اعتمدت الوزارة على الخبرة الأجنبية، وليس العيب هنا، وإنما فى تغييب الخبرات الوطنية، والقياس الدقيق لقدرات أطفالنا فى هذه المرحلة العمرية بدقة، مع الوقوع فى الخطأ التقليدى، أقصد التطويل والحشو طمعاً فى توصيل أكبر قدر من المعلومات فى مساحة زمنية لا تتحمل هذا الكم، ولتلميذ لم يلق التمهيد الكافى، بل كأنه مطالب بقفزة فى الفراغ، بما لا تحمد عواقبه!
المطلوب، وبشكل فورى محاولة تجسير المسافة الشاسعة بين مستهدفات طموح، وواقع لا يسعف لإنجاز الهدف الذى لم يتم إعداد شروط نجاحه، وضمانات بلوغه بأمان، تلك هى المسألة.
الإصرار على استكمال المشوار فى ضوء المعطيات التى كشفها الواقع، لا تعنى إلا درباً من العبث، وأكثر من يدفع الثمن هم فلذة الأكباد الذين تحولوا إلى فئران تجارب بمنتهى القسوة!
لا داعى للإصرار على وضع العربة أمام الحصان، إذا كانت الرغبة فى التطوير حقيقية، نرجوكم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة