نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

المناخ.. مصير وليس رفاهية

نوال مصطفى

الأربعاء، 01 ديسمبر 2021 - 05:08 م

قرر الرئيس الرواندى بول كجامى إخلاء العاصمة «كيجالي» من السيارات يومين كل شهر، و دعا المواطنين إلى استخدام الدراجات أو المشى على الأقدام فى تحركاتهم خلال هذين اليومين.

الهدف من هذا القرار هو الحفاظ على البيئة من عوادم السيارات، تمشيًا مع الاجراءات والتوصيات العالمية التى خرجت بها قمة المناخ فى باريس 2015 والتى يتابعها قادة العالم كل عام فى اجتماعات القمة الخاصة بتلك القضية الخطيرة.

كذلك حظر القانون فى راوندا استخدام الأكياس البلاستيكية، والطريف فى الأمر أن ركاب الطائرات المتجهين إلى رواندا يتم التنبيه عليهم قبل النزول إلى ضرورة التخلص من أية أكياس بلاستيكية بحوزتهم قبل الوصول إلى المطار.

اجتماع قمة المناخ الأخير عقد فى مدينة جلاسكو فى اسكتلندا، أعاد خلاله الرؤساء التأكيد على ضرورة التعامل بوعى وإدراك كامل للتداعيات التى سوف يواجهها البشر فى العالم كله نتيجة للتغير المناخي، والذى تسببت فيه الدول الصناعية الكبرى نتيجة عدم التزامها بخفض الانبعاثات الحرارية وخاصة غاز الميثان.

دول كثيرة بدأت تتخذ اجراءات شبيهة، فضمن خطة صديقة للبيئة، قررت العاصمة الإسبانية مدريد حظر دخول السيارات إلى وسط المدينة اعتباراً من أواخر الشهر القادم. كما ستفرض على المخالفين لمجموعة الأنظمة الجديدة غرامة مالية لا تقل عن 90 يورو.

أتابع تلك الخطوات الجادة التى تهدف إلى إشراك المواطنين فى الحل باعتبارها قضية تخصهم، والتهاون فى إيجاد حلول عملية يتم تطبيقها على الفور سوف يؤدى إلى آثار وخيمة على البشرية جمعاء. وأتذكر دعوة عظيمة أطلقها كاتبنا القدير أحمد بهاء الدين من خلال عموده اليومى فى الأهرام، كان يقترح حلا عمليا لمشكلة تكدس السيارات، وأزمة المرور الخانقة فى شوارع القاهرة والجيزة والمدن الكبرى مثل الإسكندرية. الاقتراح هو أن تسير السيارات التى تحمل لوحات بأرقام فردية فى يوم، و تسير السيارات التى تحمل لوحاتها أرقاما زوجية فى اليوم الذى يليه، وبذلك ننقذ المدن الكبرى من عوادم وتزاحم خمسين بالمائة من عدد السيارات التى تقطع الشوارع كل يوم.

رأيي؛ أن يبحث مجلس الوزراء هذا الاقتراح الرائع، أو على الأقل يطرحه للنقاش المجتمعى من خلال الإعلام والبرلمان. الحلول التقليدية لأزمة المرور لم تفلح، أضف إليها المشكلة الأكبر الآن المتعلقة بالتغير المناخي.

هناك تجارب دولية ناجحة جدا فى هذا الصدد، و المطلوب الآن هو توفر الإرادة السياسية من ناحية، وإدارة حوار مجتمعى جاد من أجل إشراك المواطنين فى تحمل مسئولية تلك القرارات والالتزام بها من أجل مصلحتهم من ناحية أخرى.
قمة المناخ الأخيرة شارك فيها أربعون ألفا من المسئولين والخبراء والنشطاء فى مجال البيئة والتغير المناخي، وشهدت زخماً كبيرًا من المناقشات والاقتراحات والحلول التى تنتظر التطبيق من أجل إنقاذ كوكبنا من الدمار.

مصر ستكون المضيفة للقمة القادمة للمناخ، وقد حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى قمة المناخ فى جاسكو ببريطانيا الشهر الماضي، وأعلن استضافة القمة المقبلة فى مصر وهذا ما أسعد الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا وشجعه على زيارة مصر التى شهدت اهتمامًا عالميًا كبيرًا.
هذا بلا شك يضع مسئولية كبيرة على مصر فى اتخاذ عدة خطوات عملية وواضحة من أجل بيئة نظيفة. أهمها فى رأيى التوعية وإشراك المواطن المصرى فى تبنى الحلول، والالتزام بالإجراءات التى لو تخاذلنا فى اتباعها لن نحصد إلا الدمار والخراب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة