نورهان خفاجي
نورهان خفاجي


شهرزاد

لماذا لا يذهب أبى إلى الطبيب «المِسَمسِم»

الأخبار

الأربعاء، 01 ديسمبر 2021 - 06:33 م

بقلم/ نورهان خفاجي

قبل أشهر قليلة؛ وفجأة تعرض أبى لأزمة صحية لم يكن لها بوادر أبدًا حتى ولو قبلها بوقتِ قصير. ربما سببها تراكُم سنوات «داء السكري» اللعين؛ ولكن أى سنوات مرت!.. لم ألحظ أبدًا إلا وأننى قد اقتربت من الثلاثين. وهى الملاحظة الوحيدة التى لا تنتهى الإشارة إليها فى بيتنا قبل الأكل وبعدهِ!.. كارثة ابنتهم الريفية الِبكر شارفت على الـ 30 ولم تتزوج!.


لذا لم أندهش أبدًا أنى لم ألحظ؛ تقدم أبى بالعمر.. وأنا اعتدت عليه الشاب الخمسينى الوسيم البشوش؛ صديق أُمسياتنا «الهانئة» - كلمة يشير أوسطها إلى اسم أمى - التى لا يخلو حديثه منها وفى عينيه الشغف عن مغامراته أيام الشباب وكم ألف بنت أُغرمت بهِ وكم ألف ميعاد خرج فيه.. أوووه.. فليسعد قلب حبيبى.

هكذا كانت ليالِ الأمس؛ اليوم عدت بصحبته من عيادة الطبيب الذى صرح فى وجهه؛ «الحالة متأخرة ملهاش لازمة العمليات»!.. أى طبيب هذا الذى حول صفاء وجه أبى إلى شحوبِ وإنطفاء دام لأيام، وبأى حق لا أعلم!

وليكن، فلم أقف عنده ومررنا. بين تفاصيل الأيام؛ بالسير نحو العلاج، كنتُ أبحث فى حالته المرضية الطارئة عن كيف أصابه المرض ومتى تمكنَّ منه، أضع فى حسبتى أيضًا «السكري»، فأشارت ببوست على الفيسبوك، أسأل عن طبيب جيد فى نطاق قريتى. بادر المعارف والأصدقاء مشكورين بطرح العديد؛ كان بينهم «دكتور مِسَمسِم»! أول تشبيه راح لذهنى تخيلى لرد فعل أبى، اقتباس عن القدير حسين رياض الذى يشبهه كثيرًا فى فيلم «مافيش تفاهم» تجاه ابنته السندريلا سعاد حسنى وحبيبها حسن يوسف الدكتور المِسَمسِم. رُحت وأنا أحاول استعادت حيويته:
«بابا أنا لقيتلك دكتور.. دكتور مِسَمسِم أوى يابابا.
إيه؟..قصدى دكتور سُوكر شاطر أوى يابابا..
تييييييييت بضحكته الحلوة.. وصوت عصمت هانم «أمي» سمعت ضحكنا جايه بتجرى من ورا «استنى يانورا بقا هروح أنا والنبى».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة