ومن التجاهل ما قتــــل
ومن التجاهل ما قتــــل


ألف عيلة وعيلة | ومن التجاهل ما قتــــل!

دينا درويش

الأربعاء، 01 ديسمبر 2021 - 08:24 م

إذا كان الضرب هو أحد مظاهر العنف ضد المرأة، فإن تجاهلها، والسخرية منها فى شكل «هزار»، والتقليل من شأنها، ومقارنتها بالأخريات، يقتلها نفسيا، ويجلب لها الأمراض، ويؤدى بها إلى الهلاك..

فـ «عنف اللسان» هو أخطر أنواع العنف الذى يسبب الأذى النفسيّ والإحساس بالقهر والدونية ويجعلها تشعر بعدم الكفاءة، مما يعرض صحتها النفسية للاضطراب، ويكون منفذا لظهور الأمراض النفسية والاضطرابات ونوبات الاكتئاب التى قد لا تخرج منها أبدًا.


قرر «ألف عيلة وعيلة»، رفع الستار عن أنواع جديدة من العنف تحاصر المرأة فى البيت، وتدمرها نفسيا، وتؤدى بها إلى الجنون، فى حين لا يستطيع أحد أن يلوم الزوج على فعل سلبى محسوس وغير ملموس، إلا أنه يجب الاهتمام بها كظاهرة اجتماعية تستدعى الدراسة للوصول إلى الحلول لمواجهتها.

البداية كانت مع علياء مصطفى والتى فقدت والدها بعد زفافها بشهرين، وبعد أيام قليلة اكتشفت انها حامل، وبمجرد أن وضعت طفلها فوجئت بأنه مريض بارتجاع شديد فى المرىء لدرجة أنه إذا تحرك قليلًا يتقيأ كل ما يأكله..

 

ووسط التخبط بين كل تلك المشاعر وقعت فريسة للاكتئاب لثلاث سنوات ولم تستطع التعافى ليتهمها زوجها بأنها حساسة ونكدية، ويعمق معاناتها النفسية، خاصة أنه يواجه مشاعرها بالغضب والتأفف ليشكل عاملًا آخر للضغط بتجاهله لاحتياجاتها النفسية أو مساعدتها فى التخلص من الاكتئاب.


وبدأت فى اكتشاف علاقاته بأخريات، وبرر ذلك هو وأسرته بأنها نكدية، وحمل عليه هى وطفلها، وهو ما أدى بها إلى فقدان ثقتها بنفسها وتدهور حالتها الصحية، وتركت منزلها وانتقلت للإقامة فى منزل أسرتها، إلا أن ذلك لم يحرك ساكنًا وتركها زوجها دون مساعدتها.

خطة التطفيش


«متضربهاش عشان ميتمسكش عليك.. طهقها فى عيشتها بس».. كلمات خرجت من زوج سارة، إلى صديقه، لتقودها للتعرف على خطته للتعامل معها لتطلب الطلاق، من خلال إهانتها الدائمة والتقليل من شأنها، والتى شكلت صدمة قوية لها وصلت بها إلى حالة نفسية سيئة حتى بدأت الأشياء تتساقط من يدها لا إراديا.


وعندما قررت سارة أن تشتكى إلى أسرتها من تلك المعاملة، إلا أنها تلقت صدمة لم تستطع الإفاقة منها، بعدما وجدت رد أسرتها «كفاية أنه مش بيضربك» متجاهلين الأذى النفسى والعقاب المعنوى الذى تتعرض له باستمرار، وحينها قررت الاستسلام للحياة المؤلمة والبحث عن طبيب نفسى لتنقذ ما يمكن إنقاذه فى نفسها.


أما منى محمد فقد وقعت فى أسر شاب ميسور، أغرى أسرتها بإمكانياته المادية فتغاضوا عن كونه مطلقا ولديه طفلة، وكان مبرره للزواج الثانى أن الزوجة الأولى من اختيار والده ولم تتحرك مشاعره تجاهها إطلاقا فتم الطلاق، وتمت الزيجة وبعد مرور شهر واحد بدأت سلسلة المعاناة النفسية والتقليل من شأنها والسخرية من كل شىء حتى طريقة إعدادها للطعام، واكتشفت أن السبب يكمن فى أنه عاد للتواصل مجددا مع زوجته السابقة وعندما اعترضت قال لها «إذا كان عاجبك».


وعندما قررت أن تحتمله وتستمر معه، بعد أن اكتشفت أنها حامل، ثارت ثورته وأخبرها بضرورة التخلص من الجنين وعندما رفضت طلقها ولا تعرف عنه شيئًا ولم ير طفله منذ ميلاده وحتى الآن رغم انه بلغ عامين، عاد لزوجته وابنته وكأن شيئًا لم يكن ولم يلتفت للإنسانة التى دمرها نفسيا.

مادة للسخرية


بعد زواج هند الذى استمر لسنوات عديدة، بدأ زوجها وأسرته يشعرون بمدى تعلقها وعشقها الشديد له وكانوا يقولون عنها «دى بتحبه اكتر من نفسها»، وتحكى هند أنها كانت تدلل زوجها وتعد له الطعام الذى يفضله وتسهر فى انتظاره وتساعده فى أمور عمله إلا أنه «اتخنق» على حد تعبيره وبدأ يعايرها بانها لا تهتم بشىء سواه ولا تفكر فى أمر غيره وأنها ضعيفة الشخصية ومسلوبة الارادة.


وتقول هند: فوجئت بأننى موضع للسخرية فى التجمعات الخاصة بعائلته، يتبادلون النكات حول شخصيتى الضعيفة، حتى فوجئت بزوجى يعلن عن رغبته فى الاقتران بامرأة غيرى، وعندما اعترضت لم يفكر كثيرا وطلقنى على الفور، أعلن عن خطبته من فتاة صاحبة منصب مرموق فأصبت بانهيار عصبى، وما أزال أعالج منه.

مقارنات يومية


تزوجت شروق من أسعد «حب الجامعة» وسارت الحياة بشكل خيالى وتوجت قصة الحب بطفلين، حتى تعرف زوجها على زميل له فى العمل، وبدأ فى دعوتهما لزيارة منزله وبدأت الزيارات تتكرر بشكل لافت للنظر.


تقول شروق: بدأ زوجى يلاحظ ما تفعله زوجة زميله، وقارنى بها، وبدأ الضغط النفسى عليَّ، لماذا لا تضحكين مثلها، ما أجمل ما كانت ترتديه اليوم؟.. لماذا لا تعدين الطعام على طريقتها؟..

يا ليتك فى ذكائها لأستشيرك فى أمور العمل، وتوالت الإهانات لتصبح على مرأى ومسمع من الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعى، معللا ذلك بانه مجرد زوج يعبر عن رأيه بصراحة ووضوح وأننى لا أقدر على فعل شيء، وبالطبع اعترضت.


وأضافت، أن صديقه قام بتطليق زوجته فجأة، وهنا أعلن زوجى رغبته فى الاقتران بها رغم أنها طليقة صديقه، وحين اعترضت طلقنى ببساطة.

 

إقرأ أيضاً| ألف عيلة وعيلة| الأطفال يهربون من «شباشب» الأمهات: «نتمناها دراسة عن بعد»

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة