قصر الأمير طاز
معالم إسلامية : قصر الأمير طاز .. من أسطبل إلى قصر
الخميس، 02 ديسمبر 2021 - 11:48 ص
سيد حجاج
يعد هذا القصر من أكثر المبانى الأثرية جمالا فقد كان أسطبل للخيول بالزمن القديم، واختار الأمير طاز بناء قصره فى موقع مميز فى القاهرة القديمة بمنطقة الخليفة بالقلعة داخل شارع السيوفية نسبة إلى أنتشار صناع السيوف، فيعد هذا الشارع واحداً من أهم شوارع مصر المملوكية آنذاك وبنى القصر على أنقاض بيوت اشتراها من أهلها أو أخذها عنوة كما تشير بعض المصادر التاريخية.
لم يكن الأمير طاز مجرد أمير بل كان زوج ابنة السلطان محمد بن قلاوون وساقيه، وتصفه كتب التاريخ بأنه كان حسن الشكل، طويل القامة بطلا شجاعا محبا للعلماء كثير الخيرات على الهمة قوى العزم وافى التجمل ظاهر الحشمة.
تبلغ مساحة القصر الاجمالية لقصر الأمير طاز أكثر من ثمانية آلاف متر مربع، وبمجرد الدخول إلى القصر نرى المدخل الرئيسى وهو عبارة عن كتلة متماسكة، تبدأ بممر مستطيل فىنهايته قبو على جانبية مدخلات يفتح كل منهما على فناء مستطيل هو صحن القصر وهذا المدخل الكامل يطل على شارع السيوفية، كما يوجد للقصر مدخل فرعى يطل على حارة الشيخ خليل وصفته الكتابات والوثائق القديمة بأنه باب سر القصر أما الجزء الخاص بالحرملك فيطل على الفناء أو الحديقة بمجموعة من النوافذ المصنوعة من الخشب، تعد تحفة فنية فريدة تعلوها 3 نوافذ مستديرة وهى التى تعرف بالقمريات .
توجد بالقصر صالة الاستقبال الرئيسية تتكون من مستويين يربط بينهما سلم، وكل مستوى عبارة عن مساحة مستطيلة تطل على الفناء بما يشبه (التراس) القائم على ثلاثة أعمدة. كما يوجد بالقصر قاعة تحت الأرض تم ترميمها بالكامل خلال السنوات الأخيرة وجدرانها مغطاة بطبقة من الجبس التى تناسب الحجارة التى بنيت بها القاعة فى الأصل.
وكان الأمير طاز يعمل فى وظيفة الساقى قبل تولى الامارة ولهذا تم رسم كأس على جدران القصر رمزا لوظيفته فى الماضى.
كان لهذا الموقع أكثر الاثر فى مراقبة الحياة السياسية بمصر والمشاركة فى أحداثها آنذاك حيث شهد حادثة لم تحدث من قبل وهى نزول السلطان من مقر حكمه ليفتح هذا القصر فى سابقة من نوعها كما أنه شاهد تدبير الأحداث التى توالت لإزاحة وتولية السلاطين بناء القاهرة محمد بن قلاوون وفى سنوات تالية كان القصر مقرا لنزول الباشوات المعزولين عن حكم مصر.