صورة موضوعية
صورة موضوعية


الحضري يكشف محاولات السطو على الحضارة المصرية في «فراعنة مزيفون»

نادية البنا

الخميس، 02 ديسمبر 2021 - 11:48 ص

يظل التاريخ المصري القديم مصدر جذب للمؤلفين والقرّاء، لهذا تتزايد الكتب التي تتناول حضارتنا وتحظى بإقبال متزايد، ومؤخرًا صدر كتاب «فراعنة مزيفون.. وملوك منهوبون»، الذي يُعد أحدث مؤلفات الكاتب الصحفي إيهاب الحضري، المهتم بشكل كبير بالبحث في التاريخ واستخراج جوانب منسية منه.

ويمضي الكتاب في سياق غير مألوف، ويركز فيه الحضري على كتابات المؤرخين العرب والمصريين عن حضارتنا القديمة، ويُلقي الضوء على الخرافات التي تضمنتها مؤلفاتهم، حيث أعدوا قوائم للملوك لا تتسق مع الحقائق العلمية، والتمس المؤلف لهم العذر، لأن أسرار التاريخ لم تكشف عن نفسها إلا بعد فك رموز حجر رشيد في القرن التاسع عشر، ويقول في مقدمة الكتاب: «اضطُر هؤلاء المؤرخون للاستعانة بتراث شعبي تناقلته الأجيال، وخلقوا تاريخًا وهميًا مليئا بقصص تُشبه حكايات ألف ليلة وليلة! حتى الأسماء تبدو وكأنها خارجة من عالم الأساطير، وهكذا نفاجأ بملوك يحملون أسماء عجيبة، مثل نقراؤش وعيقام وهوجيب ودلوكة بنت الزباء! ولأن القصص الدينية تطرّقتْ للتاريخ المصري عند ذكر بعض الأنبياء، تفنّن المؤرّخون في ابتكار أسماء تحاول ملء الفراغات، والغريب أنهم اخترعوا أحيانا أسماء عربية لا تتناسب مع طبيعة الأسماء في مصر القديمة، فذكروا أن الملك الذي استقبل النبي إبراهيم في مصر كان طوطيس بن ماليا، وأن الريان بن الوليد هو فرعون يوسف، بينما منحوا فرعون موسى اسم الوليد بن مُصعب!!».

يؤكد «الحضري» أنه كان يبتسم عندما يقرأ هذه المعلومات، لكنه بدأ يشعر بالقلق عندما تعامل معها البعض في عصرنا باعتبارها حقائق راسخة، فقرر تأليف كتابه ليواجه الخرافة بالخرافة، ويوضح: «على مدار سنوات طويلة كنتُ أطالع كُتب المؤرخين، مثل ابن عبد الحكم والمقريزي وابن تغري بردي وابن إياس، وأبتسم حين أجد أسماء فراعنة مثل سورنيد، الذي زعموا أنه قام بتشييد الهرمين الكبيرين قبل الطوفان، كي يحفظ فيهما ثرواته، أو ماليق الذي غزا مدن البربر، وواجه كائنات عجيبة، لها وجوه بشر وأرجل بقر وأنياب أسود!! الحكايات كثيرة وشيّقة، تماما مثل أفلام الخيال التي نُشاهدها في عصرنا الحالي، وتتفنّن في إبهارنا بكل ماهو غريب، غير أن التشويق يتحول إلى تهديد حقيقي، عندما تشقّ بعض هذه الخرافات طريقها نحو وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لهذا قررتُ جمْعها في كتاب بهدف «تطعيم القارئ» ضد فيروس الجهل، عبر تلقيحه بجرعة مُكثّفة من تلك الادعاءات، كي تزيد مناعته ضد هجمات الخرافة».

في الجزء الثاني من الكتاب يركز المؤلف على محاولات معاصرة لنهب تاريخنا، عبر ربطه بأنبياء بني إسرائيل، حيث أطلق عدد من الهواة والمتخصصين في عصرنا الحديث، حملات تشويه مُتعمّدة، لا يُمكن تبرءتهم منها حتى لو ثبُت حُسْن نيتهم، بعد أن ابتكروا أزمة جديدة، أبطالها ملوك مصر القديمة، الذين يتعرّضون لنهب علني، عبر ربطهم بتاريخ بني إسرائيل دون سند تاريخي يدعم ذلك، فيُصبح رمسيس الثاني متهما بأنه فرعون موسى، في لائحة اتهام باطلة تضم آخرين غيره من ملوك مصر القديمة العظماء، مثل أحمس وتحتمس الثاني ورمسيس الثالث ويرد الحضري على كل ذلك بالأدلة التاريخية والمنطقية مُفندا ادعاءاتهم.
 

اقرأ أيضا| وزيرة الثقافة تفتتح معرض عيد الكاريكاتير المصري الأول

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة