إبراهيم الشاذلى
إبراهيم الشاذلى


إبراهيم الشاذلي يكتب: كيف أنارت الغردقة من جديد ؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 02 ديسمبر 2021 - 06:54 م

في شوارع الغردقة التي أمشطها يوميًا بحكم عملي الصحفي، وحبي للمدينة البرّاقة التي أعيش بها، بدت المشاهد والأرصفة تزدان بشكلٍ ملفت، والمدينة تتنفس كأنما استنشقت نسيم الحياة بعد ضيقٍ وعثرة.

مدينة الغردقة السياحية التي دائمًا ما أطلقوا عليها عاصمة السياحة العالمية، خرجت من ظُلمتها أخيرًا وأشعلت بلوراتها الليلية، وأضاءت لافتات المحال التجارية، وأيقظت أسواقها من غمامها وعادت كما لو كانت تولد من جديد.

لكن، ما هذا التغيير المفاجئ، وما سر أسراب ووفود السائحين التي حلقت ثم هبطت على الأراضي المصرية دفعة تتلوها دفعة، لابد أن الأمر له أسباب وتعليلات وخطط وأفكار أعادت مصر إلى واجهة السياحة العالمية بعد سنوات الكساد والركود.

دعنا نتذكر سويًا تلك المشاهد التي أبهرت الجميع وفتحت أعين العالم على عظمة مصرية تربط الماضي بالحاضر، خلال حفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير، لمتحف الحضارة، المتتبع لردود الأفعال على هذا الحفل سيجد أن الإعلام العالمي تناول الأمر بعناوين عكست أسطورية الحدث، بل إن الجميع تساءل عن هذا التاريخ الحي الذي عاش آلاف السنين وبدأ الملايين حول العالم يتساءلون بشغف .. كيف نستطيع السفر إلى مصر لمشاهدة ملوكها المخلدين ؟.

في ذلك الوقت كانت قيود السفر تمنع الكثيرين من الوصول إلى هنا.. ربما نسي هؤلاء هذا الشغف، لكن الفكر المصر المعاصر لم يدع العالم يستفيق من هيامه بالحضارة المصرية حتى فاجأهم بحفل آخر لافتتاح طريق الكباش في الأقصر، وهنا فقط كانت البداية والإيذان بفتح الباب على مصرعيه للوافدين من كل العالم.

المشاهد المنقولة من الأقصر والغردقة عن آلاف السائحين، تعكس أن مصر بلدًا سياحيًا لا ينافسه أي وجهة أخرى، وأن الشتاء المصري الحالي سيمثل المعجزة في عودة السياحة، ليس فقط لاستعادة المدخلات المادية، وانما لاستعادة الهيبة السياحية والصورة الذهنية عن مصر التي كانت ولا زالت أم الدنيا ومهد التاريخ.

هنا في الغردقة.. كل شيء يتغير بين ليلة وضحاها، المدينة لم تضق يوما بزوارها، ولن تضيق بهم في يومٍا ما، إنا فقط تسعد برؤيتهم ووتوق إلى المزيد والمزيد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة