أبو طربوش
أبو طربوش


فرفش كده | أبو طربوش

الأخبار

الخميس، 02 ديسمبر 2021 - 07:17 م

عبد الصبور بدر 

اختفت الطرابيش من فوق رؤوس المصريين منذ عشرات السنين، إلا أن الأستاذ صبرى عُقب الموظف بالمجلس المحلى لقرية «عُقب»، ما يزال يستخدمها ولكن بطريقة مختلفة حبتين.


 إذا تحدث الأستاذ عُقب يضع طربوشا على لسانه، يجلس فينتقل الطربوش فوق نعل جزمته التى يضعها فى وجهك، يتحرك فتشاهد الطربوش يزين مشيته الباشواتى، وهو يرفع رأسه لفوق حتى تلتصق مناخيره بالسماء، ويد لا تفارق جيب البنطلون، والأخرى تلوح لجماهير غفيرة لا يراها غيره، وخطواته تهز الأرض وتصنع زلزالا فى الطرقات. 


ولا يمكن أن تشاهد الأستاذ صبرى عقب - أبدا - بدون بدلة كاملة، يرتديها فى الصباح والمساء وجميع فصول السنة، لا تفارقه فى الحل والترحال، يذهب بها إلى العمل، والمقهى، وفى الرحلات، والمصيف، ويعتقد أنها مصدر الهيبة، والدليل الدامغ على أصوله العليوى.


وسبحان الوهاب، جميع المسئولين فى المصالح الحكومية أقارب الأستاذ صبرى عُقب..

والدك مريض فى «الدمرداش» ودايخ على واسطة توفر له سريراً، ستجده يقول لك إن ابن خالته مدير المستشفى..

تريد أن تستخرج رخصة قيادة، يبتسم ويخبرك أن قائد المرور ابن عمته.. المجارى طافحة والشارع غرقان سيهمس فى أذنك أن ابن خالة عمته رئيس مصلحة السلكان. 


وتليفون الأستاذ صبرى ما بيبطلش أبدا، يميل بظهره إلى الوراء على المقعد، ويمد ساقيه على سطح المكتب، ويتكلم بصوت عالٍ حتى يسمع الجميع محادثاته مع البيه والباشا والمستشار، ويفتح السماعة الخارجية عندما يكون الطرف الآخر على الخط شخصا مهما، ويضحك بأسلوب قديم «ها ها ها ها»، ويردد كلمة حضرتك عشروميت مرة فى الدقيقة الواحدة.


فى زيارات المسئولين فإن الأستاذ عقُب يتحول إلى ظل لرئيس المجلس المحلى، حتى يظهر فى اللقطات وكأنه أحد القيادات، وصفحته على الفيسبوك مليئة بصوره مع كبار المسئولين والفنانين، كلما صادف أحدهم فى مناسبة يلتقط معه صورة، وإذا لم يصادفه يصنعها فوتو شوب وينشرها ليحصل على احترام الأصدقاء ودهشة الأقارب. 


والأستاذ عُقب مهووس بالانتخابات، يترشح دائما على عضوية المجلس، ليس بهدف النجاح، ولكن من أجل مشاهدة صورته الملطوعة على الحوائط والجدران وفوق اليافطات، ومن أجل زياراته للناخبين التى يحقق فيها رغبة الزعامة وهو يخاطب الجماهير العريضة، رافعا يده ومهددا بسبابته، فى الوقت الذى ينصب الفاعل ويجر المفعول، ولا يدرى ماذا يقول.


والأستاذ عُقب مرجع فى أنساب العائلات الكبيرة، إذا قرأنا نعيا فى جريدة الأهرام لسيدة لا يعرفها أحد، تتجه إليه الأنظار، فيضع ساقا فوق أخرى قبل أن يقول: دى فولانة هانم زوجة علان، وحماة معالى الوزير السابق ترتان، وخالة رجل الأعمال مورستان، وأم الإعلامية خورستان.  

إقرأ أيضاً|فرفش كدة | محامى صلع

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة