صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


وزير الأوقاف: المواطنة والتعايش السلمي يقتضيان إعلاء لغة الحوار   

كرم من الله السيد

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 - 12:54 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن المواطنة مفاعلة بين أطراف متعددة، بين الوطن والمواطن، وبين المواطنين بعضهم البعض، في إيجابية وتعاون تام لبناء وطنهم.

وأوضح جمعة أن قد جعل نبينا "صلى الله عليه وسلم" المواطنة أساسا أصيلا في بناء المجتمع من خلال وثيقة المدينة المنورة التي رسخت أسس العيش المشترك بين جميع أبناء المجتمع، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.

وأشار إلى أن العالم أصبح كالقرية الواحدة اتصالًا وتأثرًا وتأثيرًا فإن الأمر يتطلب إلى جانب ترسيخ حقوق المواطنة ترسيخ أسس العيش الإنساني المشترك بين الناس جميعا، من حيث احترام آدمية الإنسان، وحفظ ماله وعرضه ودمه، فلا قتل على المعتقد، ولا إكراه في الدين ولا على الدين، إنما هي حرية المعتقد، وحرية إقامة الشعائر، في ضوء احترام الدولة الوطنية وضوابطها القانونية.

ولفت إلى أنه على أن كلا الأمرين المواطنة والتعايش السلمي يقتضيان إعلاء لغة الحوار، وإحلالها محل عوامل الصراع والاحتراب والاقتتال.

ولكي ينجح الحوار الذي نبحث عنه فإن هناك أسسا ومرتكزات لا بد أن يبنى عليها، من أهمها أن تُعامل الآخر بما تحب أن يُعاملك به، وأن تنصت إليه قدر ما تحب أن ينصت إليك، وأن تأخذ إليه الخطوات التي تنتظر منه أن يخطوها نحوك، وأن تبحث عن المشترك بينك وبينه، ولاسيما المشترك الإنساني، وأن تعمل على تعظيم هذا المشترك، وإلا فحاور نفسك، واسمع صوت نفسك، ولا تنتظر أن يسمع الآخرون صوتك.

وتابع ودير الأوقاف خلال كلمته علي صفحتك الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " أن الحوار الهادف ينأى بصاحبه عن كل أشكال الجمود والاستعلاء، ويحمله على احترام الرأي الآخر وتقديره ، لا شطب ذاكرته، ولا العمل على تذويب هويته.

 

والحوار الحضاري هو الذي يهدف إلى صالح الإنسان كونه إنسانًا ، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو لغته، وأن نواجه معًا المخاطر المحدقة بالإنسانية من التطرّف والإرهاب، و الحروب والمجاعات، وسباقات التسلح، والتغيرات المناخية، وأن يقف الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان ويكون عونًا له عند الشدائد والنوائب، في وقت أصبح فيه العالم أشبه ما يكون بقرية واحدة، ما يحدث في شماله يؤثر بالطبع على جنوبه، وما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه. 

ونؤكد أن الأخلاق والقيم الإنسانية وما ينفع الناس من خلال تعظيم المصالح المشتركة ودرء المخاطر. والمفاسد ، ينبغي أن تكون المرتكز الرئيس للحوار الإيجابي البناء. 

كما أكد الوزير  أن الحوار البناء هو الحوار القائم على العدل والإنصاف واحترام القانون الدولي وخصوصية الآخر الدينية والثقافية وعاداته وتقاليده ، مع احترام القانون الدولي بعيدًا عن سياسات الإملاء والاستعلاء وفرض سياسة الأمر الواقع ، فالحوار يعني حسن الاستماع والإنصات إلى الآخر وعدم الاستعلاء عليه أو محاولة شطب ذاكرته الثقافية أو محوها أو النيل منها أو تذويبها أو تذويب دين في دين آخر، إنما يعني التواصل الإنساني وإحلال لغة الحوار محل لغة الصدام والاحتراب والاقتتال وتعظيم المنافع المشتركة ودرء المخاطر عن الإنسانية جمعاء ، وكف ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وبعبارة موجزة إعلاء الحس الإنساني والمشترك الإنساني على سائر أدواء الأنانية والاستعلاء والتمييز.

لقد حرم ديننا الحنيف قتل النفس على إطلاقها ، فلا قتل على المعتقد ولا العرق ولا الجنس ولا الهوية، فكل الدماء معصومة ، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة، وعهد الأمان مصان. 

كما علمنا ديننا الحنيف ــ أيضًا ــ أن نقول الكلمة الطيبة للناس جميعاً بلا تفرقة، فقال سبحانه : "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" ، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن للناس جميعا كل الناس، يقول سبحانه وتعالى : "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، ويقول سبحانه : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم "، وإذا كان هذا هو واجبنا في التعامل مع العدو فما بالكم بما يجب أن نكون عليه مع الصديق الحميم ؟!

اقرأ أيضا| أخبار متوقعة ليوم الجمعة 3 ديسمبر 2021

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة