ويا حبذا لو أن الحزب حل نفسه واتجه الي الكتابة أو الشعر أو الغناء أو الرسم أو أي اتجاه فني ساعتها ربما يفوز الوسط الادبي بسعدني جديد أو خميسي آخر منذ اكثر من نصف قرن وبالتحديد في منتصف الخمسينيات ذهب الولد الشقي السعدني الكبير طيب الله ثراه الي خزينة جريدة الجمهورية ليقبض مرتبه فإذا بمدير الخزنة يعتذر للسعدني بأدب جم وهو يسلمه خطابا يفتحه السعدني ليجده خطابا بالفصل من الجريدة ويكتشف ان هناك اكثر من ٦٠ صحفيا وأديبا وفنانا تم فصلهم منهم الشاعر العظيم بيرم التونسي والموهوب الواعد الفريد فرج ولكن فجأة قفز الي ذهن السعدني صديق العمر عبدالرحمن الخميسي وسأل تحديدا عنه هل تم فصله هو الآخر وعندما جاء الرد بالايجاب خرجت من اعماق السعدني ضحكة مجلجلة جعلت مدير الخزنة يقف مدهوشا فكيف لشاب في مقتبل العمر يتم فصله يواجه الامر بهذه الضحكات وطلب السعدني استخدام التليفون وتحدث مع الخميسي وقال له تصدق ياعم الخميسي الجماعة بتوع الجمهورية فصلوني وهنا انتفض الخميسي وقال.. اقف عندك لا تتحرك يا ابني سوف أصل اليك في أسرع وقت وانتظر السعدني بفارغ الصبر وصول الخميسي وبالفعل سبق صوت الخميسي ظله فإذا به يصرخ بأعلي صوت.. مين الحمار اللي فصل السعدني اكيد في شيء غلط في الموضوع وسلم الخميسي علي السعدني وهدأ من روعه وهو يقول اوعي تشيل في نفسك حاجة يا ابني.. طول ما عمك الخميسي موجود مافيش قوة في الأرض حتقدر ترفدك أو تفصلك. واتجه الخميسي الي مدير الخزنة وقال.. انتم اتجننتوا ترفدوا الصحفي الوحيد اللي في الدار.. وهنا قام مدير الخزنة وهو يعتذر للخميسي ويقول.. احنا آسفين يا أفندم بس الخطاب ده خاص بسيادتك وتسلم الخميسي الخطاب وفتحه وارتسمت الدهشة علي وجهه واكتسي بلون الدم فقد كان خطابا بالفصل وهاج الخميسي وثار ثورة عارمة وقام بسحب السعدني من يده وهو يقول.. تعالي يا ابني انت فنان يا ابني مش موظف.. انت أي جريدة تتمني تشغلك عندها واخذ الخميسي يتمتم ببعض الكلمات.. صحيح رضينا بالهم والهم مش راضي بينا ناس لا عندها دم ولا أدب. يرفدوا مين.. جواهر الشعب المصري.. حد في الدنيا يرفد عمنا بيرم التونسي.. ثم اشار الخميسي الي تاكسي ودعا السعدني للركوب بلهجة آمره وقال.. اركب يا ابني.. وانصاع السعدني للاوامر ثم نظر الخميسي الي السائق وقال اطلع علي ميدان التحرير يا ابني وخاف السائق من هيئة الخميسي ومظهره الفخيم.. وهنا انفرجت اسارير السعدني فقد ظن ان الخميسي سوف يذهب الي دار الشعب من اجل الالتحاق بها ومعه السعدني ايضا.. وهنا سأل السعدني الخميسي احنا رايحين فين يا عم عبدالرحمن.. ولم يتلق السعدني اية اجابة.. وعند كوبري قصر النيل اشار الخميسي للسائق بالاتجاه يمينا ليعبر الكوبري وهنا ارتفع صوت السعدني بسؤال استنكاري... احنا رايحين علي فين يا عم الخميسي؟!.. فأجاب الخميسي.. احنا رايحين للشعب يا ابني.. وهنا اشار السعدني في الاتجاه المعاكس وقال.. بس الشعب من هنا في القصر العيني.. ويرد الخميسي انت قصدك الشعب الجورنال يا ابني!! ويقول السعدني امال انت قصدك ايه.. فيجيب الخميسي انا رايح للشعب المصري يا ابني.. وهنا يقفز السعدني هربا من التاكسي وهو يقول للخميسي.. روح انت لوحدك للشعب المصري.. انا رايح للشعب الجورنال. وقد تذكرت هذه الحكاية وأنا أقرأ منذ عدة ايام ان حزب مصر القوية قرر مقاطعة الانتخابات والذهاب الي الشعب المصري واكتشفت ان الحزب فيه من عمنا الخميسي الشبه الكثير فهم ليسوا من أهل السياسة علي ما يبدو وأن كانوا من أهل الفن شأنهم شأن الخميسي الفنان المتعدد المواهب سيكون لهما بالتأكيد جذور شعبية اقوي واعظم مما لدي حزب مصر القوية الذي ركب التاكسي واتجه كما عمنا الخميسي الي الشعب المصري!!