صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


طلاق فراشة مكسورة الجناحين!‎‎

علاء عبدالعظيم

الأحد، 05 ديسمبر 2021 - 02:35 م

لم تدخل إلى قاعة المحكمة على قدميها، ولم تقف أمام القاضي بينما كانت تجلس على كرسيها المتحرك بعد أن أقعدها الشلل..

وبصوت حزين مبلل بالدموع قالت: جئت لأحصل على حكم بالنفقة من زوجي الذي كان يتغنى برشاقة قوامي، ويوم أن كنت كالفراشة لكن أحالني الشلل إلى كتلة مكتنزة من اللحم.

اقرأ أيضا|كشف ملابسات تداول صورة على«فيس بوك» بشأن توقف أحد القطارات بمطروح

وتابعت.. لقد كنت منذ طفولتي أعشق رقص الباليه، واقف أمام المرآة على أصابع قدمي بالساعات أقلد الراقصات وهن يرقصن، ويطرن كالفراشات، ودفعني حبي لهذا الفن الرفيع إلى الالتحاق بمعهد الباليه وكنت طالبة بالثانوية العامة آنذاك، والتحقت بعد ذلك بكلية الآداب، وكان وقتي موزعا بين  دراستي في الجامعة، وممارسة الرقص في المعهد حتى تفوقت فيه، وانضممت إلى الفرقة التي كانت تعرض فنها الراقي على مسارح القاهرة، وسافرت إلى البلاد الأوروبية التي تحترم هذا الفن وتقبل على مشاهدته.

لم يطرق قلبي الحب، ولم يعرف العاطفة كباقي الفتيات اللاتي كن يهمسن لبعضهن قصص العشق والهيام، حتى التقيت بزوجي الذي كان شابا خجولا لاينظر إلى النساء، وكنا نلتقي دائما عند محطة الأتوبيس حيث أنه يسكن بإحدى العمارات المجاورة لمنزلنا، وظللنا طيلة شهور نلتقي ولا شيئ بيننا غير النظرات، لكن تعلق قلبي به، وفي أحد الأيام  تجرأ وتحدث معي وكان ذلك بسبب اختفائي أياما عن الخروج لإني كنت مريضة، وماإن وقعت عيناه علي اهتزت أكتافه فرحا، وأقبل نحوي وهو يهمس في حياء (كنتي فين اليومين اللي فاتوا)، ولكنه لم يصارحني بحبه، وتخرج من الجامعة قبلي بعامين، وكانت اللقاءات بيننا كثيرة حتى اعترف كل منا للآخر بحبه، وبعد أن انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة، التحقت بالعمل كمدرسة في إحدى المدارس الخاصة، وتقدم لخطبتي وتم الزواج ورزقنا بثلاث أطفال.

وبمرور الأيام تركت عملي لأتفرغ للبيت والأولاد، وكان قد مضى على زواجنا ٢٠ عاما، وفجأة شعرت بآلام حادة في ساقي، وأكد الأطباء بأنه لا فائدة من شفائي، وأصبت بالشلل الذي أقعدني، وحدد وجودي مابين السرير والكرسي، وكان هو في بداية مرضي يتفانى في خدمتي، ويعاملني بحنان وعطف، وتدور عجلة الأيام لتطوي الشهور والأعوام، بينما تسرب الملل إليه وهو يراني قعيدة عاجزة، وأصبحت كقطعة مكتنزة من اللحم والشحم، وترهل جسدي، وكان يترك المنزل ولا يعود إلا في ساعات متأخرة من الليل وفقد اهتمامه بي.

وتستطرد قائلة: وفي أحد الأيام حمل ملابسه وخرج بعد أن أوضح لي بأنه سعي حتى تم نقله إلى  إحدى الجامعات النائية، ولانه سئم الحياة، ولم يفكر أو يحاول أن يرسل مصروفات لأولاده، وإنني أحصل على معاش ضئيل بعد استقالتي مما دفعني إلى مطالبته بالنفقة للأولاد، وبدموع منهمرة تنهي حديثها قائلة: أخذني عظم.. ورماني لحم.

بينما دفع محامي الزوج بهدم أحقيتها في النفقة لأنها حرمته من ممارسة حقوقه الشرعية بحكم مرضها.

وحكمت المحكمة برئاسة المستشار محمد عبدالجليل، وأمانة سر حسن حميدة، بإلزام الزوج بالنفقة، وعندما أعلنته بالحكم، قام بإرسال قسيمة طلاقها.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة