محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب.. كورونا و الكباش ونظرية المؤامرة !!

محمد البهنساوي

الأحد، 05 ديسمبر 2021 - 07:42 م

فور انتهاء حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر مؤخرا ، وبعد متابعة العالم وما كتبته كبرى وسائل الإعلام العالمية عن الإبداع المصري بالحدث، شعرت بالخوف من تداعيات الحدث والانبهار العالمي به على صناعة السياحة ، لا اقصد بالطبع تداعياته على الحركة الوافدة والتي من الطبيعي أن تزداد خاصة بالسياحة الثقافية بعد الافتتاح ، وشرحنا باستفاضة في مقالنا السابق بعض الإجراءات والتحركات المطلوبة لاستمرار الاستفادة الكبرى من الحدث لسنوات عديدة ، لكن الخوف الذي انتابني من تحرك اوحدث سلبي يهدف للنيل من فرحتنا بالافتتاح ،والحد من آثاره الايجابية على صناعة السياحة ، وقد حدث ما تخوفت منه وإن جاء مستترا بحدث عالمي لم تكن مصر وسياحتها سببا أو هدفا له.

وقبل أن اشرح ما أقصد، وحتى لا يتهمني البعض بالتشاؤم أو المبالغة والموت عشقا في نظرية المؤامرة ، اوضح نقاط وخواطر ربما كانت مبررا كافيا لما أقول ، فمنذ سنوات طويلة ارتبطت فترات الرواج السياحي بمصر غالبا بأحداث سلبية كبرى تؤدي لتراجع حاد في السياحة يعيدها إلى المربع صفر بعد انتعاشة كبيرة تحيط بها آمال وخطط توسع كبير بصناعة السياحة لتنال مصر نصيبها العادل من حركة السياحة الدولية وبما يناسب مكانتها وامكانياتها الفريدة ، ولعل رجال السياحة يذكرون كيف كان الجميع يضع يده على قلبه مع اقتراب بورصة لندن للسياحة ثاني أكبر فعالية سياحية في العالم بعد بورصة برلين , والتي يتم فيها تحديد نصيب كل سوق سياحي من الموسم الشتوي " والذي تعد مصر تقريبا بلا منافس فيه بحوض البحر الابيض " , في حين ترسم بورصة برلين خريطة الموسم الصيفي ، وهنا نذكر بعض الأحداث الكارثية للسياحة المصرية تتواكب مع بورصة لندن ، وفي مقدمتها حادثة الأقصر المؤلمة نوفمبر 1997 والتي حدثت في نفس توقيت بورصة لندن وكانت مصر عروسها وقتها ، وحادث الطائرة الروسية الذي وقع أكتوبر عام 2015 عندما كانت السياحة تسترد عافيتها ووقع قبل بورصة لندن بايام، ورغم أن الضحايا ولم يكن لبريطانيا أي علاقة " نظريا بالحادث استبقت التحقيقات وكانت اول دولة توقف الرحلات إلى شرم الشيخ حتي قبل روسيا ،وأعلنت القرار أول أيام بورصة لندن لتنشر الحزن وقتها بالجناح المصري في البورصة !! ومرورا باحداث عديدة واكبت البورصة سنويا خاصة في فترات الرواج السياحي لتتحول مشاركة الوفد المصري من الهجوم والدعاية لمزيد من المكاسب والتدفق ، إلى الدفاع والتبرير يعقبهما تراجع بالحركة ، وأمام تكرار تلك الأحداث الغريبة والمفارقات المحيرة و المصادفات العجيبة اعتادت الحكومات المتعاقبة وحتي قبل يناير ٢٠١١ عدم الإعلان عن الارقام السياحية المحققة خاصة في فترات الرواج.

بعد هذا السرد لفترات ماضية ننتهي من حيث بدأنا بتوابع افتتاح طريق الكباش " والذي تم بالمناسبة بعد بورصة لندن بأيام " ، فجأة يظهر تحور جديد لفيروس كورونا "أوميكرون" بجنوب أفريقا ويبدأ الانتشار عالميا ، بالطبع لا نقصد أن ظهور المتحور  مقصود به مصر وسياحتها ، لكن وقفتنا أمام استغلال ظهوره للنيل من مصر وسياحتها التي لم يعد خافيا على أحد أنها تعيش فترة رواج بعد سنوات من التراجع ، ورغم حرص الحكومة عدم الحديث عن هذا الرواج لكن السوشيال ميديا لم يهدأ من نشر صور زحام المطارات والمناطق السياحية والاثرية , مع معرفة منظمي الرحلات بهذا الرواج ، وتتويجه بحفل الكباش ، ومع بدايات الحديث عن المتحور ، تخرج علينا وكالة أنباء رويترز " ومقرها لندن " !! ناهيك عن مواقفها السلبية المعروفة من كل جميل بمصر وكذلك علاقتها بالمخابرات البريطانية ، المهم ان رويترز والتي من المفترض انها اكثر وكالات الأنباء العالمية تحريا لدقة اخبارها ، تبث خبرا للعالم أجمع منسوب لحساب وهمي علي السوشيال ميديا ان اصابة بلجيكي بالمتحور الجديد وأنه كان عائدا من رحلة سياحية بمصر !

هل يمكن ان ننسب كل هذا للصدفة البريئة ؟! ، خبر مجهول وسائح عاد من مصر من ١١ يوم ، ومر في رحلة العودة بتركيا التي لم يتم ذكرها مطلقا ، ولم تخرج جهة واحدة في بلجيكا او اوربا تنفي أو تؤكد الخبر !! ليس هذا فحسب ، فرغم هذا الإفك والغموض تخرج سويسرا بعد هذا الخبر الوهمي لتعلن وقف رحلاتها إلى مصر ، تليها كندا التي تكاد تكون سياحتها لمصر معدومة إلا من بضع عشرات قليلة ، هل كل هذا من قبيل الصدفة ؟!!

هنا لا ننفي او نؤكد وجود المتحور الجديد بمصر ولا يهمنا هذا أو ذاك ، فالمولود الجديد لكورونا يتسلل يوميا إلى دولة جديدة لم نسمع عن وقف الرحلات منها او اليها ، فقط نتسائل ، لماذا مصر ، لماذا سياحتها ؟! ،. ولمن يريد معرفة الاجابة عليه ان يربط أشياء كثيرة معا منها بالطبع الرواج السياحي الذي كان ، ووضع حد أدنى مرتفع بعض الشئ للإقامة بفنادقنا ، وصور الزحام بمطاراتنا ، ويربط كل هذا أخيرا بما بدأ يظهر من تباطؤ النمو السياحي بعد هذا الخبر وبعض التحفظات لدى بعض كبار منظمي الرحلات انتظارا لتطورات المتحور الحديد ، ويربطه ايضا بالسياحة باعتبارها أحد الأعمدة الرئيسية لاقتصادنا القومي والمصدر الرئيسي للعملات مع حاجتنا الماسة للعملة الأجنبية وقتها يحدد موقفه , مع أو ضد نظرية المؤامرة ؟!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة