عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أحمد وإدوارد

عمرو الديب

الأحد، 05 ديسمبر 2021 - 08:09 م

تحاول الرياح المغرضة الهوجاء، أن تجرف فى هباتها الجشعة كل شيء، وتندفع فى إلحاح لاقتلاع الجذور حتى يهوى الصرح صريعا، وترتفع أطلال الدمار وأطنان الهدم، وهنا تطلق الرياح الشرسة ضحكتها الشيطانية المجلجلة، وتصرخ بصيحات الظفر بعد مشقة وعناء وجولات إخفاق مذل، فقد حاولوا النيل من صرح ذلك الوطن الأعرق على الإطلاق وزلزلة الأرض من تحت أقدام أبنائه بفوضاهم الرعناء، ولكنهم عجزوا، ألوان من الفتن وحشد من التدابير الماكرة الهدامة فلم يهتز البناء، وكدأب أى مفلس، بحثوا فى  دفاترهم القديمة القميئة، فوجدوا ضالتهم المزمنة.. الفتنة الطائفية لإشعال الداخل المصرى المنبهر بما تحقق من إنجازات شاهقة فى أزمنة قياسية، وأطلقوا دميتهم.. الموتور إياه ليجرح مشاعر ملايين المصريين المسلمين بالإساءة إلى نبيهم الكريم -- ليلتقط الخيط عملاء آخرون هم المنتمون للجماعات الإرهابية المتطرفة  لينفخوا نيران الكراهية مستغلين آلام جرح الملايين، وفى هذه اللحظات الحرجة خرج علينا هذا الفنان الرائع إدوارد فؤاد ليدلى بتصريحات غاية فى الحكمة، تقطر إخلاصا وانتماء لهذا الوطن وأبنائه -مسلمين ومسيحيين- مستنكرا ترهات الموتور المشلوح مؤكدا فى صدق ارتباطه الروحى والنفسى بأشقائه المسلمين، ومنهم أصدقاء مقربون جدا منه، وتشعر فى هذه اللحظات التى أرادوها ملتهبة أن وعى إدوارد وأمثاله من الأشقاء المسيحيين المصريين وضع بلسما على جرح الملايين، وقطع الطريق على أية محاولة لإشعال الفتنة بإحساس مرهف بالمسئولية، ولم تمض سوى أسابيع على تصريحات الفنان الموهوب، حتى نقلت إلينا المواقع الإخبارية حكاية الضابط المصرى البطل النقيب أحمد محمد عادل الذى جابه الخطر ليحمى كنيسة العذراء بالوراق من اندلاع نيران كادت تلتهمها على الرغم من أن ذلك ليس من مهام وظيفته كأحد أفراد قوة حراسة الكنيسة، ولكنه الواجب والشخصية المصرية الأصيلة التى لم تتردد لحظة فى إنقاذ بيت الصلاة، أليست دار عبادة، وفى إقدام مرموق تمكن ضابط الشرطة المصرى من منع كارثة قبل وصول وحدات الإطفاء، وما بين النقيب أحمد محمد عادل، والفنان المتميز إدوارد فؤاد تكمن أصالة الشخصية المصرية، ويتجلى وعى حقيقى مذهل قادر بإذن الله على مواجهة شتى الترتيبات الشيطانية كافة، وإخماد كل الحرائق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة