حمدي رزق
حمدي رزق


فيض الخاطر

المادة الرحيمة

حمدي رزق

الإثنين، 06 ديسمبر 2021 - 05:16 م

ومن صالح الأعمال، موافقة «مجلس الشيوخ» على المادة (الحادية عشرة) من مشروع قانون «حقوق المسنين» المقدم من الحكومة وبعض النواب من ذوى القلوب الرحيمة.

المادة الرحيمة، تنص على «إعفاء  المسن الأولى بالرعاية الذى ليس لديه مكلف بالرعاية من تحمل تكاليف الإقامة والإعاشة فى مؤسسات الرعاية الاجتماعية لرعاية المسنين، وتتحمل الوزارة المختصة هذه التكاليف، وتُحدد اللائحة التنفيذية إجراءات وشروط الإعفاء».

الشكر واجب مستوجب للمجلس الموقر وشيوخه الأجلاء، مشروع قانون إنسانى عطوف، وأرجو أن يحذو «مجلس النواب» حذو الشيوخ،  ويوافق على كفالة الدولة للمسن الأولى بالرعاية (دون مكلف)، مهما كانت الكلفة لا شيء يضاهى ابتسامة على شفاه تشققت من مرار الوحدة.
 بيقين فى هذه (المادة) حياة كريمة لمن جرى بهم  قطار العمر، وفقدوا فى محطاته المتتالية الرعاة، أبناء وأحفادا، المحطة الأخيرة صعبة، مريرة هى أيام الوحدة وصقيعها لا تحتمله أجسادهم المنهكة من وعثاء رحلة الحياة.

يصل الشيخ إلى محطته الأخيرة، فيلتفت من حوله، فراغ مخيف، لم يتبق له راع يعينه فى نهاية الرحلة، وعادة النهايات عذابات، فلنجنبهم الأحزان، ونكرمهم فى الأخريات، والكرماء كثر، وأكرمهم حكومة «حياة كريمة» التى يقف على رأسها من يبكى خشية الله.

وأرجو من المشرع البرلمانى ألا يترك اللائحة التنفيذية للبيروقراطية العريقة، تتعمد كعادتها إلى إجهاض المادة الرحيمة بحزمة اشتراطات وقيود مانعة للخير، بالسوابق البيروقراطية تجلس القرفصاء متلمظة، وشها تقطع الحليبة والرايبة من البيوت، لا بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل على أصحاب الرءوس البيضاء.

قانون «حقوق المسنين» المعتبر، يطمن قلوبنا على من فاتهم قطار الحياة، يا سلام لو دور الرعاية دافئة يقوم عليها رحماء، ليت القانون عنى بمواصفات دور الرعاية.

العجائز حاجاتهم بسيطة، تظنهم أغنياء من التعفف، فقط يحتاجون إلى ملائكة يحنون عليهم، أرجو «كشف هيئة» لمن يقومون على رعايتهم، هؤلاء غلابة.. كلمة حلوة تطول فى أعمارهم، وكلمة قاسية تقصر أعمارهم، أرجو يتمنون الحياة.. أبدا لا يتمنون الموت ونحن أحياء ولكن لا نشعر بعذاباتهم. .  القانون الرحيم يصب فى نهر «حياة كريمة»، الذى بات عنوانا للدولة المصرية فى جمهوريتها الجديدة، جمهورية رءوف رءوم، تعنى بالمحتاجين والمعوزين والبسطاء ومن جار عليهم الزمان، وجوره صعب، وطعمه علقم، وكما قال أبو الطيب المتنبى شعرًا: «دون الحلاوة فى الزمان مرارة / لا تختطى إلا على أهواله».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة