الإثنين، 06 ديسمبر 2021 - 05:21 م

اليوم هو الأخير للمستشارة «أنجيلا ميركل» فى حكم ألمانيا، غداً تسلم «ميركل» تقاليد الحكم للمستشار الجديد وتذهب إلى شقتها المتواضعة لتبدأ رحلة جديدة فى حياتها بعد اعتزالها العمل السياسى الذى قضت فيه أكثر من ثلاثين عاماً أكثر من نصفها احتلت فيها موقع المستشارية الذى أصبحت من خلاله السياسية الأقوى فى أوروبا حتى أعلنت اعتزالها..

إلى أين تمضى ميركل بعد الاعتزال؟.. تقول إنها تحتاج لبعض الوقت للراحة بعيداً عن مسئوليات الحكم، وبعدها تقرر خطواتها التالية ، ستوفر لها الحكومة بعض المساعدين وفقا للنظم القائمة، وستحصل على معاش يصل إلى 15 ألف يورو شهريا، وستواصل أسلوب حياتها الاعتيادى مع زوجها وهى التى تعودت على الحياة البسيطة حتى وهى فى الحكم، حيث كانت تذهب لشراء ما تحتاجه من «السوبر ماركت» وتبعد حياتها الخاصة عن الأضواء، وترد على من ينتقد بساطة ملابسها بأن الألمان اختاروها لتحكم وليس لكى تكون عارضة أزياء !!

تعتزل «ميركل» وهى فى السابعة والستين، ومع ذلك يبقى السؤال: هل سيختفى الوحش السياسى الذى هيمن على الحياة السياسية فى ألمانيا وأوروبا تماماً؟ وهل ستقنع «ميركل» بالهدوء بعد عواصف السياسة، وتكتفى بالقراءة وزراعة الخضراوات فى حديقة منزل قديم متواضع؟.

بالتأكيد.. لن تكرر «ميركل» تجربة بعض من سبقوها وأثاروا التساؤلات بعد ترك مناصبهم حين وضعوا خبراتهم فى خدمة شركات كبرى بعضها كان روسياً»!!».. لكنها أيضاً لن تعتزل الحياة العامة.. ربما تعمل على كتابة مذكراتها، أو تكتفى بإلقاء المحاضرات التى تجمع فيها بين خبرتها السياسية وقدرتها العلمية كأستاذة فى الفيزياء.

ويبقى هناك من يأمل فى أن تعود للسياسة من الباب الخلفى بأن يكون لها دور فى الاتحاد الأوروبى الذى يحتاج بالتأكيد لخبرتها الواسعة لتجاوز أزماته.
وتبقى الحقيقة الأساسية.. السيدة الأقوى فى أوروبا ستكون غداً موظفة على المعاش تستمتع بحب شعبها وتقدير العالم بأسره!