إنها مشيئة المولى عز وجل الذى لا مرد لمشيئته أن يغيب عنا احباء وأصدقاء وزملاء أعزاء كانوا ملء للسمع والبصر.. ولكنها الارادة الإلهية التى لا نملك أمامها سوى طلب الرحمة وان تكون الجنة مثواهم.

وبعد وداعنا لزميلنا الكاتب الصحفى الكبير محمد وجدى قنديل بأيام قليلة جاءنا نبأ وفاة الكاتب والاديب العالمى والصحفى المبدع جمال الغيطانى الذى وافته المنية بعد صراع مع المرض. لقد جاء رحيله راحة له من آلام هذا المرض الذى اصابه بغيبوبه استمرت لاسابيع.
رحم الله الفقيد القيمة لأخبار اليوم ولوطنه ولقرائه الذين كانوا وسيظلون يعتزون بتميزه فى عالم الكتابة الادبية التى تركزت وتناولت حقبات تاريخية تشمل أشهر ماذخرت به من سير شعبية.
وفى العمل الصحفى أجاد الغيطانى بعد سنوات من التحاقه بأخبار اليوم.. القيام بمهام المراسل الحربى فى تغطيته لحرب الاستنزاف وحرب 1973. كانت له مواقف شجاعة ومعارضة شرسة للحكم الإخوانى الذى كان يرى إنه يستهدف طمس هوية مصر التراثية والتاريخية.
عرفت جمال الغيطانى على مدى مشوار انتمائه لأسرة أخبار اليوم التى ارتبط بها واخلص فى العمل من اجل نهضتها ورفعتها. وانطلاقا من اهتماماته وعبقريته وشهرته الأدبية فقد تولى قيادة الاصدارات الأدبية ومنها مجلة أخبار الأدب التى رأس تحريرها حتى طلب اعفاءه من هذه المسئولية.. اتسمت علاقتى به بالاخوة والصداقة الحميمة والتى كانت تجعله حريصا على إهدائى مؤلفاته إلى جانب الكثير من الاصدارات القيمة لهيئة الكتاب وغيرها من مؤسسات النشر. كان هادئا دمث الخلق تربطه علاقات ودية حميمة مع الكثيرين داخل أخبار اليوم وخارجها.
هذه المواقف كانت دافعا لان يحظى بكل الحب والتقدير.. لقد فقدنا برحيل جمال الغيطانى الاديب العالمى والكاتب الصحفى البارز شخصية فريدة تعشق هذا الوطن وتاريخه وتقدس العمل وتخلص للمبادىء التى التزم بالدفاع عنها دون هوادة. رحم الله الفقيد العظيم وإنا لله وإنا اليه راجعون.