ماذا لو أفاق جمال الغيطانى من غيبوبته الأخيرة؟

ألح السؤال عليّ كثيراً، أطرده فيزداد إلحاحاً!
قلبت الاحتمالات كلها، لكن ذات الإجابة التى تفوقت فى إلحاحها على السؤال هى هى :
بالتأكيد كان سيهرع إلى صومعته، وأوراقه البيضاء، وقلمه الأسود، ليكتب حكايته الأخيرة مع المرض، أو بدقة مع الغيبوبة، وربما كانت أروع أعماله، لكن للأسف لن يكتبها أبداً!
أغادر السؤال، وإجابته المحتملة التى أرجحها، لأتذكر حديثه عندما بلغ السبعين عن تحرره من كل القيود، وأتساءل:
هل كان ثمة قيد باقٍ، وكان اقتحامه لعالم الغيبوبة بمثابة الانتعاق الحقيقى من آخر القيود؟
ربما..
سمعته أكثر من مرة يردد- خاصة بعد أزمته القلبية قبل الأخيرة- كلمة أدركت معناها حين تذكرتها فور أن بلغنى نبأ وفاته:
الآن.. أنا حى بالصدفة!
ماذا لو أن صدفة أخرى قادتك للتعافى من الغيبوبة؟
مرة أخرى أتذكر قوله:
المنقضى عندى كثير وغنى.
هل كان الغيطانى حال إفاقته من الغيبوبة سوف يستدعى من المنقضى شيئا يثرى روايته الأخيرة، أم أن تجربة الغيبوبة كانت غنية بما يكفى لاختراق عوالم لم يستشرفها قط؟
لا أحد يملك إجابة شافية إلا رجل كان معنياً فى أخريات أيامه، وقبل أزمته الأخيرة، إلا بمحاولة إدراك ما استغلق!