كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وظائف المستقبل

كرم جبر

الأربعاء، 08 ديسمبر 2021 - 05:55 م

وظائف سوف تختفى من الوجود، ووظائف أخرى بدأت فى الظهور، والثورة التكنولوجية قادمة بأقدامها الثقيلة، وستدوس الغافلين الذين لا يلحقون بركبها.


من هنا تأتى أهمية المنتدى العالمى للتعليم العالى، الذى شرفه بالحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى فى العاصمة الإدارية الجديدة، ومكان الانعقاد يشير إلى أن مصر لن تتخلف عن قطار الثورة التكنولوجية الرابعة والخامسة، وتستعد لدخولها بجمهورية جديدة، أهم عناصرها وعمودها الفقرى هو الإنسان.

الثورات التكنولوجية السابقة كانت صراعاً بين الإنسان والآلة، عندما جاءت الكهرباء على حساب الفحم، فوضعت فى "جراج" البطالة أعداداً كبيرة من العاملين، ثم جاء الكمبيوتر محل الحسابات اليدوية العادية، فاختصر الزمن وألقى بالبشر فى سلة البطالة.

فأصبحت الثورات الصناعية والكمبيوترية عدوا للإنسان لأنها تحمل فى مضمونها المعاناة والبطالة والألم، والوظيفة التى كان يقوم بها عشرة أفراد، يؤديها جهاز صغير بكفاءة أكبر.

الثورة التكنولوجية الرابعة ثم الخامسة لها مفهوم مختلف، وتعتمد على الصداقة مع الإنسان، فلن تلقى به فى الفقر ولكن تفتش فى العقول، وتنتقى أفضلها، وتخلق صراعاً إيجابياً بين الأفكار، وصولاً إلى الابتكار والإبداع.
الرئيس السيسى كان محدداً وهو يطلب من الأساتذة الأجانب الذين حضروا المؤتمر، أن يأخذوا بأيدى الدول التى تتطلع للتقدم مثل مصر، وأن يضيقوا المسافات حتى لا تتسع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة مرة أخرى.

والدولة المصرية استعدت بالفعل للعالم الجديد، الذى لن يرحم من يتخلف عن ركبه، ولكن يكون فى مقدوره أن يلحق حتى بالعربة الأخيرة من القطار.
الدولة المصرية خصصت ميزانيات ضخمة لإصلاح المنظومة التعليمية، وهى حجر الزاوية فى الثورات التكنولوجية القادمة بسرعة، وخلقت مزيجاً مناسباً بين "الكم" و"الكيف"، باعتماد معايير الجودة، وإدخال جامعات ذات تصنيف عالمى فى التعليم، بجانب الاستثمار الضخم فى البنية المعلوماتية.
ولكن ذلك لا يكفى.

فأمامنا مشوار طويل لتغيير ثقافة التعليم والتوظيف، ليتجه الطلاب مباشرة إلى الكليات والمعاهد العلمية التى توفر لهم فرصة عمل، فلا يكون التعليم الجامعى مجالاً لتخريج العاطلين، بل توظيف القدرات بأقصى درجة ممكنة.
والأهم أن تكون الصورة واضحة بشأن الوظائف المرشحة للاختفاء فى السنوات القادمة، ورسم خريطة للوظائف المؤهلة للظهور فى عالم الثورتين الرابعة والخامسة.

لم يعد التعليم ذا صبغة محلية، بل أصبح ضرورياً الانفتاح على العالم المتقدم لخلق الطلب على الخريجين المصريين فى كل دول العالم، وبدأت بشائر هذا الأمل فى الظهور فى عناصر نابعة تشغل مواقع عالمية مؤثرة.
 الإنسان ثم الإنسان ثم الإنسان، هو الأساس وصانع التنمية والتقدم والثورات العلمية، وليس العكس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة