جلال دويدار
جلال دويدار


السياحة بين المغالاة وحرق الأسعار!

جلال دويدار

الأربعاء، 08 ديسمبر 2021 - 05:59 م

 

من المؤكد أن التجاوزات والمغالاة فى أسعار الإقامة ببعض الفنادق تعد ظاهرة سلبية مقلقة مناهضة للأداء السياحى السليم. إنها ليست إلا تجسيداً لفقدان المهنية السياحية جنوحاً إلى استغلال وابتزاز السياح.

لا يمكن أن يكون خافياً أن هذه الفئة التى تتبنى هذا السلوك الانتهازى والمحسوبة ظلماً على قطاع السياحة هى نفسها التى احترفت حرق الأسعار وتشويه صورة المنتج السياحى المصرى. إنها ولاجدال لا تضع فى اعتبارها متطلبات المصلحة الوطنية استسلاماً لشعار "اخطف واجرى".   

إن رد الفعل لهذا السلوك فى كلتا الحالتين لا يمكن بأى حال أن يكون فى مصلحة السياحة المصرية. من المؤكد أن استمراره سوف يؤدى إلى فقدان ثقة  منظمى الرحلات والسياح فى التعامل معنا وهو ما سوف ينعكس سلباً على حجم الحركة السياحية الوافدة.

●●●

هذه القضية المهمة فى المعاملات السياحية سبق أن تناولتها بمشاركة كتاب آخرين فيما يتعلق بممارسة بعض شركات السياحة والإدارات الفندقية لعمليات حرق أسعار البرامج السياحية إلى مصر. ليس هذا فحسب وإنما شارك فى هذه الحملة من واقع تعاملاتهم.. بعض المخلصين المهنيين المنتمين لقطاع السياحة. تمثل ذلك فى إطلاقهم للتحذيرات  من مغبة السكوت على ممارسات حرق الأسعار.

●●●

ومضت شهور وسنوات دون أن يستجيب أحد لهذه التحذيرات. هذا الأمر وللأسف - إلى جانب ما سبّبه من خسائر مادية -  ترتب عليه إحجام الفئات السياحية العالية المستوى والقادرة على الإنفاق من القدوم إلى مصر. إن ذلك تحقق نتيجة وصم مصر بأنها مقصد للسياحة الرخيصة.
 جرى ذلك رغم ما تتمتع به المحروسة من مقومات وإمكانات حضارية وتراثية وطبيعية لجذب السياحة العالية المستوى.

●●●

أخيراً تنبهت الدولة المصرية وأجهزة وزارة السياحة واتحاد الغرف السياحية إلى خطورة هذه السلوكيات وانعكاساتها السلبية على مستقبل صناعة الأمل. من هذا المنطلق جاء التحرك على واقع بدء التعافى السياحى رغم ظروف استمرار هجمة الكورونا. إنه جاء استجابة للشكاوى والتحذيرات متمثلاً فى إصدار قرارات إلزامية تتضمن تحديداً للأسعار الأدنى للإقامة بالفنادق، كل حسب درجته.
القرارات تضمنت التحذير من أن المخالفة ستخضع لعقوبات حازمة تصل إلى حد الإغلاق وسحب رخص التشغيل.
لاجدال أن ما تم الإقدام عليه فى هذا الشأن خطوة غاية فى الإيجابية لصالح السياحة والاقتصاد الوطنى. إنها ولاجدال تستحق كل الإشادة والتقدير. ارتباطاً فإنه من المهم مراعاة الجدية والالتزام فى الأخذ بها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة