عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

النوم بعد السلطة !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 09 ديسمبر 2021 - 05:45 م

أعربت المستشارة الألمانية السابقة إنجيلا ميركل أنها بعد أن  غادرت السلطة سوف تتفرغ للنوم والقراءة !..

وكأنها تلمح إلى أنها لم تكن تجد على مدى ست عشرة سنة تولت فيها حكم ألمانيا الوقت الكافى للنوم ! ..

وقد لا يكون  ذلك مفاجئا لأن السلطة تبدد غالبا النوم و تستهلك وقت صاحبها فى العديد من المهام والمسئوليات العديدة ..

والمستشارة ميركل ظلت حتى الساعة الأخيرة لها فى الحكم تتواصل مع العديد من قادة العالم فى أمريكا وأوربا لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية ..

لكن ربما أرادت المستشارة الألمانية السابقة أن تقول أيضا إنها لم تعتزل العمل السياسى وحده  وإنما اعتزلت كل ألوان وصنوف العمل ، حتى ولو كان عملا أهليا ، وأنها سوف تُمارس حياة المواطن العادى المتقاعد ! 


وبذلك فإن المستشارة الألمانية السابقة تسلك سبيلا آخر ومختلفا  عما يمارسه من يتركون السلطة فى أوربا وأمريكا ..

فهؤلاء لا يخلدون بعد السلطة إلى النوم أو يشغلون أنفسهم بممارسة هواياتهم الخاصة ، سواء كانت القراءة أو غيرها كما ستفعل ميركل ..

وإنما حرصوا دوما على ممارسة أعمال والقيام بنشاطات مجتمعية مختلفة ومتنوعة كانت تكفل لهم دخولا عالية والأهم توفر لهم  نوعا من التواجد المجتمعى فى بلدانهم..

بل إن بعضهم قام بأعمال مثيرة ، مثل المستشار الألمانى الأسبق شرودر الذى عمل فى الشركة الروسية الشهيرة ( غاز بروم ) ، ومثل الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما الذى تعاقد هو وزوجته مع  شركة لإنتاج الأفلام والمسلسلات فضلا عن إلقاء المحاضرات ، وأيضاً مثل الرئيس الأمريكى الأسبق بوش الابن الذى أسس مكتبة فى تكساس وتفرغ للعمل فيها ، أو الرئيس الأمريكى الأسبق كلينتون الذى تكسب أموالا كبيرة من إلقاء المحاضرات خاصة خارج الولايات المتحدة ،  وكذلك مثل آخر رئيس للاتحاد السوفيتى السابق جورباتشوف الذى افتتح مؤسسة ثقافية  حظيت بتمويلات أجنبية.  

كل هؤلاء وغيرهم لم يخلدوا للنوم أو يتفرغوا لممارسة هواياتهم الخاصة بعد أن تَركوا الحكم بمسئولياته الجسام ومهامه الكثيرة وأيضاً مخاطره كما سوف تفعل المستشارة الألمانية السابقة ، وإنما سعوا إلى الإبقاء على تواجد لهم  داخل مجتمعاتهم ، خاصة أن السلطة كما ترتب مسئوليات ضخمة وتحمل صاحبها مهام كبيرة فإنها فى ذات الوقت تضعه تحت الأضواء دوما ، ومن يغادرها سوف يفتقد هذه الاضواء بالطبع ولذلك يريد أن يعوضها بالانشغال بمهام أخرى بديلة .. لكن يبدو أن المستشارة السابقة ميركل اكتفت بما ظفرت به من أضواء وهى فى الحكم ولذلك اختارت النوم والقراءة  بعد أن تركت الحكم !
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة