خالد العناني - وزير السياحة والاَثار
خالد العناني - وزير السياحة والاَثار


وزير الحفلات والشو

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 09 ديسمبر 2021 - 08:38 م

كتب: المحرر السياسي

بداية ليس لي أي تحفظ على أن تجند الدولة كافة أجهزة لدعم وزارة السياحة في حفلتي موكب المومياوات وافتتاح طريق الكباش .. لتخرج بهذه الصورة التي أبهرت العالم.


لكن ما لفت انتباهي هو ما يفعله وزير السياحة من تجاهل لقطاع هام يمثل قاطرة للاقتصاد في كثير من بلدان العالم.. فهناك دول أصغر من حيث الإمكانات والثروات والآثار ينمو اقتصادها بفعل دخلها الضخم من السياحة.

وزير السياحة الذى بات أشهر من ممثلي السينما، لم يهتم بالبقاء في الأقصر المدينة الساحرة لوضع خطط استغلال وتعظيم فوائد الحفل المبهر الذى شهده العالم.

الدكتور خالد العناني، غادر الأقصر ولم يكلف خاطره بلقاء مع أصحاب البازارات التي تمت إزالتها من كورنيش المدينة، لإيجاد بديل حضاري لهم.. فقط اكتفى الرجل بالشو الذي غرق فيه حتى أذنيه، وهو يعلم أن السائح الثقافي الذي يهتم بالآثار لا يمكن أن يقطع آلاف الأميال من أجل زيارة المعابد ثم يعود إلى غرفته في الفندق حبيسا.. حتى موعد الطائرة لابد من إيجاد عوامل ترفيه تضيف إلى سحر الآثار نوعا آخر من المتعة  ولو بين شواطئ النيل الخالد.


الفنادق والبواخر السياحية يا سيادة الوزير، أغلبها لا يعمل منذ العام ٢٠١١ زمن انهيار السياحة. 

هل يعلم الوزير "غاوى التلميع الورنيشي".. أن العائمات السياحية في المدينة الساحرة، أغلبها متوقف وكانت مصدرا للمتعة للسائح والدخل للأفراد والشركات في الأقصر.. هل يعلم الوزير أن السعة الفندقية لأقدم مدن العالم باتت تحتاج إلى استثمارات جديدة لبناء فنادق إضافية. 

 

لا أعرف هل يدرس الوزير ملفات متكاملة للقضايا الخاصة بوزارته أم يختار ما يضعه في قلب الصورة.. وينتظر من الجميع  التصفيق فقط لسيادته.

الحقيقة أن نجاحات الوزير كلها تأتي من خارج وزارته، ويأتي هو ليتصدر المشهد، وهذا لا يشغلني، لكن ما يهمني هو النظرة لما هو خارج دائرة الضوء.. حتى تكتمل الصورة.. وتتعمق النجاحات.. وتصل ثمار الحفلات إلى آلاف من المواطنين الذين تمثل السياحة مصدر رزقهم الوحيد.


غادر الوزير الاحتفال في الأقصر إلى إسبانيا.. وتوهمنا أنه سيفتح هذا السوق الضخم رغم أنها ليست الزيارة الأولى له، وجاءت النتيجة .. لا  شيء سوى طائرة واحده في أسبوع  أتت إلى المدينة الساحرة وعليها عشرات من السياح.

في فترات سابقة كانت الدولة تعلم أن لابد من ربط السياحة الثقافية في الأقصر وأسوان بالمدن الشاطئية مثل الغردقة ومرسى علم، فقامت بوضع خطط لربطها بالأقصر وأسوان، وتحملت ميزانية الدولة الملايين لشق الطرق للربط بالمدن الساحلية، بقلب العالم القديم في الأقصر وأسوان، ولكن وزير الشو نسى ما قامت به الدولة وبالتأكيد جاءت  النتيجة هزيلة.

سيدى الوزير لا شك أن الأضواء لها سحرها، واظنك مازالت مبهورا بأضواء ذلك الحفل التاريخي بافتتاح طريق الكباش وحتى تتحرك في زهو في إسبانيا، لكن حتى تكتمل الصورة، يستوجب عليك أن تعالج كل المشاكل العالقة حتى نستطيع تقديم خدمة غير طاردة للسياح.

سيادة الوزير غاوى التلميع.. لديك مشكلات مزمنة في القطاع السياحي مازالت تراوح مكانها رغم ما نسمعه وتعلنه كل يوم عن إنجازات أخشى ان تكون معدومة الأثر على العائد من السياحة على الناتج القومي، وأيضا على العاملين في هذا القطاع الذى يعمل به ملايين المصريين.

وردا على ما يقوله تابعوك أنك متخصص أكثر في مجال الآثار .. فهل ذهبت إلى منطقة الأهرامات.. أعرق الأماكن الأثرية في العالم.. وشاهدت ما يحدث بها من تجاوزات وابتزاز بحق السائح.


والأسوأ من ذلك تراخى من جانبك في متابعة الشركات التي حصلت على حقوق تطوير المنطقة.. نسمع كثيرا عن تطوير وتنفيذ ولا نرى شيئا على أرض الواقع مازال راكبي الخيول يلاحقون السائح ويواصلون الابتزاز في مشهد مهين ولا يليق بمصر الجديدة.

 

سيدى الوزير.. عليك ألا تغرق في أوهام الشهرة ومستنقع الشو.. نتيجة افتتاحات ومواكب عظيمة، جاءت اغلبها نتاج دعم ومجهودات وزارات وجهات آخري.. وحتى لا تبدو كمن يسرق شراكة وزارات أخرى عليك باقتحام المشكلات خارج أسوار المتاحف.. وحدود كادر التصوير.

عزيزي الدكتور خالد .. المسئولية السياسية للوزير أعمق وأشمل من مجرد اللقطة .. وأتمنى منك الإلمام بالمشكلات ودراستها  حتى تستطيع تطبيق الحلول لأزمات قطاعات عريضة في السياحة خاصة العاملين فيه.

لو كنت مكانك سيدى الوزير.. لمكثت في الأقصر أياما إضافية على رأس كبار مساعديك ومعك رئيس هيئة تنشيط السياحة لمراجعة وتطوير برامج جديدة للسائح القادم إلى الجنوب، وتشاورت مع المحافظ والمسئولين المحليين لحسم العوالق من المشكلات خاصة العائمات والمراكب والبازارات.


سيدى الوزير عاشق الحفلات والمواكب، ليس عيبا أن ندرس القضايا من كل جوانبها.. ونتعلم من القيادة السياسية كيفية اقتحام الأزمات، حتى لانعود مرة أخرى إليها  وندور في حلقات مفرغة.

 

 فبات معروفا للجميع أن الإقبال على السياحة الثقافية وحدها بات أقل من الماضي، وأن الترفيه بات ضرورة للمسافر الذى ينفق ما إدخره طوال العام للاستجمام .. فهل اسمتعت لمتخصصين لديهم أفكار رائعة في هذا المجال ؟ .. لا أظن فهناك لا توجد كاميرات.

 

المردود لازال ضعيفا .. والدولة لم تبخل في الإنفاق والدعم اللوجيستي .. وكل طلبات الوزير تم تلبيتها بالكامل، أملا في نتائج ملموسة.

أتمنى من نواب البرلمان خاصة في لجان السياحة، استدعاء الوزير ومناقشته في خططه في الأحداث الكبرى المقبلة مثل افتتاح المتحف الكبير وخططه في تطوير أليات الجذب السياحي.


سيدى الوزير عليك أن تدرك أن عودة السياحة إلى الغردقة وشرم الشيخ ليس بفضل خطط وزارتك، وحتى دورك المتمثل في الرقابة على الخدمة السياحية أضعف بكثير من أن تحمي سمعة البلاد من جشع البعض .

رجاءا من وزير الشو السياحي .. أن يجلس إلى مساعديه والخبراء في المجال، لعمل مسح شامل لمقدرات مصر السياحية والأثرية، والتفكير في استغلالها بأفضل أسلوب .. بعيدًا عن أضواء الكاميرات التي تعشقها.  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة