هيثم مصطفى
هيثم مصطفى


القرار الجرىء

أخبار النجوم

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 01:59 م

الفن‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬الحضارة‭ ‬في‭ ‬الأمم،‭ ‬والفن‭ ‬الهابط‭ ‬هو‭ ‬المؤشر‭ ‬الحقيقي‭ ‬لإنهيار‭ ‬الأمم‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الأندلس‭ ‬قد‭ ‬فقدها‭ ‬العرب‭ ‬بسبب‭ ‬إنتشار‭ ‬الإسفاف‭ ‬في‭ ‬ربوعها‭!!‬

ومن‭ ‬منطلق‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ .. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬نقيب‭ ‬الموسيقيين‭ ‬الفنان‭ ‬هاني‭ ‬شاكر‭ ‬قد‭ ‬اتخذ‭ ‬قراره‭ ‬الهام‭ ‬لوقف‭ ‬موجة‭ ‬أغاني‭ ‬المهرجانات،‭ ‬ومن‭ ‬صعود‭ ‬مطربيها‭ ‬فوق‭ ‬المسارح‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬جدلًا‭ ‬موسعًا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬معارض‭..‬

فالمعارض‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬أغاني‭ ‬المهرجانات‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬كلماتها‭ ‬تعبيرات‭ ‬تدعو‭ ‬للبلطجة‭ ‬والإنحراف‭ ‬وأن‭ ‬الكلمات‭ ‬تحمل‭ ‬الإسفاف‭ ‬الكامل،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬طرب‭ ‬أو‭ ‬معنى‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬يمكن‭ ‬طرحها‭ ‬للناس‭ ‬للسمو‭ ‬بهم‭.‬

أما‭ ‬المؤيد‭ ‬فيرى‭ ‬أنها‭ ‬أغاني‭ ‬شبابية‭ (‬روشة‭) ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬طبقة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬فكرهم‭ ‬ومعتقداتهم،‭ ‬بل‭ ‬وتناقش‭ ‬مشاكلهم،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬المؤيدين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬المهرجانات‭ ‬فن‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬الفنون‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬فرصتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحجر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فنان‭!!‬

لكن‭.. ‬هناك‭ ‬وقفة‭ ‬هامة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عندها‭ ‬ونفكر‭!!‬

أين‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفن؟‭.. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬سيضيفه‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬الفن؟‭.. ‬هل‭ ‬سنأمن‭ ‬على‭ ‬أبنائنا‭ ‬بنشر‭ ‬وسماع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة؟

هل‭ ‬ثقافة‭ ‬البلطجة‭ ‬والخمور‭ ‬والحشيش‭ ‬والتغني‭ ‬بها‭ ‬سيضيف‭ ‬لأبنائنا‭ ‬وأطفالنا‭ ‬بدعوى‭ ‬الفن؟

هل‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬النماذج‭ ‬المشرفة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتركها‭ ‬لأبنائنا؟‭..‬بل‭ ‬وأن‭ ‬نقدمها‭ ‬في‭ ‬الدراما‭ ‬والسينما‭ ‬كوسائل‭ ‬ترفيهية؟‭ .. ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬الفن‭ ‬التي‭ ‬نقدمها‭ ‬لأبنائنا؟

يا‭ ‬سادة‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نسعى‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬مصرية‭ ‬قوية‭ ‬عريقة‭!!.. ‬قوامها‭ ‬القوة‭ ‬والعلم‭ ‬والعزة‭ ‬والكرامة‭!! .. ‬فكيف‭ ‬يتم‭ ‬تداول‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬عبر‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يُبنى‭ ‬من‭ ‬جديد؟

نحن‭ ‬نريد‭ ‬العودة‭ ‬للإرتقاء‭ ‬بالمواطن‭ ‬المصري‭ ‬كي‭ ‬يعود‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬سابقًا،‭ ‬واعيًا‭ ‬ذي‭ ‬خلق‭ ‬وعلم‭ ‬وإدراك‭ ‬سليم،‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬البسطاء‭ ‬يلتفون‭ ‬حول‭ ‬قصائد‭ ‬أغاني‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬كي‭ ‬يستمعوا‭ ‬لها‭ ‬بل‭ ‬ويتغنوا‭ ‬بها‭!!‬

قصائد‭ ‬يعجز‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬فهمها‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭!!‬

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لأعمال‭ ‬درامية‭ ‬تنمى‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬والفكري‭ ‬والسلوكي‭ ‬والخلقي،‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬دراما‭ ‬القتل‭ ‬والسرقة‭ ‬والمخدرات‭ ‬والإنتقام‭!!‬

نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬لدراما‭ ‬تعلم‭ ‬المجتمع‭ ‬الذوق‭ ‬العالي‭ ‬والرقي‭ ‬والدعوة‭ ‬للتعلم،‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬دراما‭ ‬النهب‭ ‬والنصب‭ ‬و‭(‬الفهلوة‭)‬،‭ ‬فعظماء‭ ‬مصر‭ ‬تعلموا‭ ‬واجتهدوا‭ ‬بالعلم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والوعي،‭ ‬ونادوا‭ ‬بالأخلاق‭ ‬والوعي،‭ ‬فاليوم‭ ‬نرى‭ ‬لاعب‭ ‬مصر‭ ‬العالمي‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬وخلقه‭ ‬السليم،‭ ‬ونرى‭ ‬الدكتور‭ ‬الراقي‭ ‬السير‭ ‬مجدي‭ ‬يعقوب‭ ‬بسمو‭ ‬روحه،‭ ‬والدكتور‭ ‬محمد‭ ‬غنيم‭ ‬بعلمه‭ ‬العظيم،‭ ‬ونجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬بإبداعه،‭ ‬وتوفيق‭ ‬الحكيم،‭ ‬وأنيس‭ ‬منصور،‭ ‬ومحمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وسيد‭ ‬درويش‭ ‬والشيخ‭ ‬الشعراوي‭ ‬وغيرهم‭ ‬كثيرون‭!! .. ‬كلهم‭ ‬نادوا‭ ‬بالفضيلة،‭ ‬ونادوا‭ ‬بالحضارة‭ ‬والنمو‭ ‬السليم،‭ ‬وكلهم‭ ‬أمثلة‭ ‬عظيمة‭ ‬مشرفة‭ ‬لبلادنا،‭ ‬لا‭ ‬نادوا‭ ‬بالخمر‭ ‬ولا‭ ‬بالبلطجة،‭ ‬بل‭ ‬نادوا‭ ‬بالعدل‭ ‬والأخلاق‭ ‬والفضيلة‭.‬

أتمنى‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لتبث‭ ‬لنا‭ ‬القيم‭ ‬الراقية،‭ ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬دراما‭ ‬رمضان‭ ‬كي‭ ‬تعود‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬الموظف‭ ‬الأمين،‭ ‬وعن‭ ‬المدرس‭ ‬صاحب‭ ‬المباديء،‭ ‬وأن‭ ‬تتكلم‭ ‬عن‭ ‬الطبيب‭ ‬الإنسان،‭ ‬عن‭ ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬العظيمات،‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬المهربين،‭ ‬واللصوص‭ ‬والبلطجية‭!! ‬

تحيا‭ ‬مصر‭!!‬

[email protected]

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة