حكاية أقدم صانع أحذية بالية في مصر
حكاية أقدم صانع أحذية بالية في مصر


«محمود صالح».. أقدم صانع أحذية بالية في مصر.. فيديو

محمد عيسوي

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 03:21 م

«محمود صالح».. رجل بسيط، بدأ عمره حاجز السبعين، لكن يده لم تعترف بـما وصل إليه من «العجز والهرم»، فأعضاء جسده باتت مبرمجة على العمل داخل ورشته البسيطة التي لا تتعدى بضع أمتار، محتفظة بذكرياتها مع ورشته الصغيرة، التي حققت شهرة داخل وخارج مصر.

فلا تزال يده تمسك بـ«مقص حاد» يحول الحرير إلى قطع صغيرة بتصميم محترف، مقاساتها محددة بالمليمتر، ثم يحولها إلى حذاء جديد جميل خاص براقصات الباليه، وإلى جانبه يجلس ابنه يتعلم منه اتقانه لـ«الصنعة».  

ويتذكر عم محمود جيدا، فترة الصبا، عندما رفض الخروج من جلباب أبيه الحاج صالح، وتعلق أكثر وأكثر بجدران ورشة معهد الباليه بأكاديمية الفنون المصرية، وفيها حفظ كل صغيرة وكبيرة تخص الصنعة، وظل يتابع التطورات التي تدخل عليها عامًا بعد الآخر.

"أخدت الصنعة دي تحدي، أكون أو لا أكون".. بهذه الكلمات الثمانية عبر «عم محمود»، عن مشوار عمره أكثر من 45 عامًا، مضيفًا : «عيلتي كان عندها ورشة لصناعة الأحذية، لكن ما كنتش بحب أشتغل معاهم، وحبي للفرق الفنية والشعبية خلانى اتجه لصناعة أحذية الباليه، وفي عام ١٩٦٨بدأت كصانع أحذية صغير في أكاديمية الفنون، واتعلمت على أيدي الخبير الروسي بورشوف».

ويقوم «عم محمود»، بتقسيم حذاء الباليه إلى ثلاثة أنواع هى «البوانت، والديميه، والكراكتر»، وهنا يتحدث عن كل نوع، قائلا : «جزمة البوانت خاصة بالرقصات الصعبة، و ترتديها الفتاة في سن مبكرة حتى تتحمل جسمها صعوبة الرقصة، أما الديمية مخصصة للتدريب، وأخيرًا الكراكتر للتانجو والإسبانيول».

منذ نعومة أظافره في هذه المهنة، يحرص هذا الرجل على استخدام الخامات المصرية في صناعة الأحذية من الجلود والخامات القطنية، إذ يقول: « أنا باعشق مهنتي وأتخيل إني أصنع ذهب مش جزمة».


وعن جودة الخامات المصرية المستخدمة فى التصنيع، يقول عم محمود إن العديد من الدول الأجنبية تفضل الصناعة المصرية وتقبل على شرائها؛ لأن المادة المستخدمة في صناعة الأحذية تساعد على «نشفان» الحذاء عكس صناعته في الخارج «يطرى بسهولة».
 
وقال عم محمود: نبدأ يومنا في العمل منذ الساعة العاشرة صباحًا وحتى التاسعة مساء، وبشكل يومي، وفي اليوم الواحد يتم صناعة ما يقرب من 15 حذاءً يوميًا، بين جدران ورشته، ودائما أذكرهم بأن «الرزق يحب الخفية».

 

اقرأ أيضا ساعة عصارى |عم جمال.. أقدم صانع أحذية يدوية فى الخيامية

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة