المهندس خالد بن حسن الشكر
المهندس خالد بن حسن الشكر


المهندس خالد الشكر: هدفنا شباب مسلم مثقف يؤمن بالوسطية فكرا ومنهجا وسلوكا

اللواء الإسلامي

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 04:32 م

حوار: عامر نفادى

كشف المهندس خالد بن حسن الشكر، المشرف العام على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامى بمصر، عن تراجع معدلات مشاركة الشباب فى الأعمال التطوعية داخل الوطن العربى، مقارنة بالمجتمع الغربى، مرجعا ذلك لعدة أسباب منها عدم تأصيل فكرة العمل الخيرى عند الأطفال منذ الصغر سواء من الأسرة أو المدرسة أو البيئة المحيطة وغيرها من الأسباب الأخرى، مؤكدا أن إزكاء روح العمل التطوعى فى نفوس الشباب وتدريبهم التدريب الأمثل على ذلك من شأنه المساهمة فى نجاح أى عمل تطوعى سواء كان فرديا أو مؤسسيا.

وأشار إلى أن تسليط الضوء على العمل التطوعى من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ضرورة ملحة للغاية للمساهمة فى التعريف والترويج بنوع النشاط الخيرى، وإتاحة الفرصة لمشاركة أكبر شريحة ممكنة من المجتمع فى هذا العمل، منتقدا بعض المؤسسات التى تعزف عن مشاركة نشاطها فى وسائل الإعلام، الأمر الذى يفوت عليها فرص كبيرة كان من الممكن أن تدر عليها دخلا كبيرا، وتوسيع دائرة المستفيدين من أنشطتها.

وعن دور الندوة العالمية للشباب الإسلامى قال: إن الندوة تعتبر أول هيئة تطوعية عالمية متخصصة فى شئون الشباب فى العالم، وكان قرار تأسيسها بمرسوم ملكى من الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، وقد بلغ عدد مكاتبها ٢٨ مكتبا رسميا حول العالم يقوم على تنفيذ رؤيتها واستراتيجتها.

وإلى نص الحوار:

نجاح العمل التطوعى فى أى مؤسسة يعتمد على استغلال مواهب الشباب، كل حسب طاقته وقدراته ومؤهلاته ووقته، كيف ترون ذلك؟

 بحسب اطلاعى، فإن هناك توجها وانطلاقا من كافة المؤسسات لتبنى العمل التطوعى داخليا على مستوى المؤسسة، وخارجيا على مستوى المجتمع، ومن المهم قبل ذلك تنظيم ذلك بوضع أنظمة ولوائح خاصة بالعمل التطوعى إجمالا، وأخرى خاصة بالمؤسسات، كل بحسب مجالها، ويتم فيها تصنيف الأعمال و المتطوعين لإدراجهم فى الأعمال المناسبة لهم، والتى تتوافق مع مواهبهم أو خبراتهم أو حتى تطلعاتهم، هذا الأمر مهم للغاية، حيث إن تصنيف المتطوعين وخاصة الشباب، يضمن استغلال طاقاتهم وقدراتهم على الوجه الأمثل فى العمل والمكان والوقت المناسب، وكذلك يساهم فى تقدمهم وتطورهم للأفضل، سواء بتطوير مواهبهم أو إكسابهم مهارات جديدة معينة، وهو الأمر الذى حرصنا عليه فى الندوة العالمية للشباب الإسلامى، وأوليناه كامل اهتمامنا، تحقيقا لأحد أهداف الندوة، وهو ما يختص بمجال الإبداع من تطوير للمواهب وإكساب للمهارات.

العزوف عن التطوع

برأيكم، ما هى أسباب عزوف الشباب والفتيات فى بعض مجتمعاتنا عن ممارسة العمل التطوعي؟

 بالفعل هذه مشكلة حقيقية فى أغلب المجتمعات، وعلى وجه التحديد المجتمعات العربية، مقارنة بالمجتمعات الأخرى الأجنبية، وهى مشكلة لا يجب إغفالها، وفى اطلاعنا ودراستنا لهذه المشكلة وجدنا أن أهم الأسباب تتلخص فى ثلاثة أجزاء مهمة وهي: عدم وجود تأصيل لفكرة وأهمية العمل التطوعى منذ الصغر، سواء من الأسرة أو المدرسة أو البيئة المحيطة، وغياب الوعى الحقيقى عن مفهوم وماهية العمل التطوعى، ووجود بعض المفاهيم والمعتقدات السلبية والمغلوطة، وغياب الحوافز والمردودات، واقتصارها على مسمى (الأجر والثواب)، وحل هذا الأمر هو فى تحويل العمل التطوعى إلى مؤسسى.

جميع هذه الأسباب يمكن حلها وتداركها بتضافر جهود الجميع من مؤسسات حكومية وتجارية ومراكز خدمية لتبنى وراعية العمل التطوعى، وتأسيسه وتأصيله، ونشره كثقافة عامة فى كل القطاعات وفى شتى المجالات، عبر خطة محكمة تكفل تفاعل ومشاركة الجميع جيل بعد جيل.

وسائل ترويج للخير

يعتبر نشر أخبار العمل الخيرى وإنجازاته، ومتابعة ما ينشر فى الصحف ووسائل الإعلام، من وسائل الترويج للعمل التطوعى، كيف تقيمون تناول الإعلام العربى للعمل التطوعي؟

تسليط الضوء من قبل كافة وسائل الإعلام على الأعمال الخيرية والتطوعية مهم جدا، ومن المفترض اعتباره أحد أهم الاستراتيجيات فى هذا النوع من الأعمال، كونه يساهم بشكل فعال فى التعريف والترويج مع للمؤسسة وبالتالى تفاعل شريحة أكبر من المجتمعمعها وهو الهدف الأهم، أى أنه من الممكن بنسبة كبيرة جداً بوجود ثورة فى الإعلام المرئى والمسموع حاليا استهداف كافة شرائح المجتمع، وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الأعمال بنسبة عالية وفى أقل وقت ممكن، ولكن وبكل صراحة هناك قصور كبيرة فى تغطية وإبراز العمل الخيرى والتطوعى فى وسائل الإعلام العربى كافة، بالرغم من تفاعل البعض مؤخرا، ولكنه يعد ضعيفا ، هناك أمر مهم وهو عزوف البعض، سواء من مراكز خيرية أو أفراد أو فرق تطوعية، عن طلب وتأمين التغطية الإعلامية الجيدة، للاعتقاد السائد بأن مثل هذه الأعمال يرجى من ورائها الأجر والثواب، وأنها كأبواب الصدقة من الأفضل القيام بها تحت غطاء السرية، حتى لا يشوبها شائب النوايا. ولكن هذا الأمر داخل المملكة فى طريقه إلى التصحيح، حيث بدأ مؤخرا التنظيم للأعمال الخيرية والتطوعية بشكل جيد، وكان جزءا من هذه الخطط أن يكون هناك تغطية إعلامية جيدة، تتفاعل معها كافة وسائل الإعلام، والغرض منها التعريف والترويج لمثل هذه الأعمال، والمساهمة فى ترسيخها وتأصيلها فى كافة شرائح المجتمع، ومن ثم تفاعلهم معها تفاعلا إيجابيا.

تنشيط العمل التطوعي

وكيف نستطيع أن ننشط العمل التطوعي؟

 هذا هو مربط الفرس، وهو كيف لنا أن ننشط ونحفز العمل التطوعى ونفعله؟ فلابد أن يكون هناك حوافز ومنشطات للأعمال التطوعية وأصحابها؛ حيث يلعب التحفيز والتنشيط دورا بارزا فى المحافظة على المتطوع واستغلال طاقاته وخبراته المستجدة، سواء على صعيد الجماعة أو المؤسسة ومن مجالات التحفيز مثلا: مشاركته بالعمل الجماعى بالمؤسسة، وأن يكون مع الجماعة وليس على هامشها، وأن يكون عمل المؤسسة أو الشركة معروفا ومرئيا لا أهداف مستترة له، ولا بد من الاعتراف دائما بإنجازات المتطوع وعطاءاته، وأخذ رأيه بعين الاعتبار، ولابد من شكره وتقديره، وغيرها من المسائل والإجراءات التى تشد المواطن لأداء العمل التطوعى وترغبه فيه.

وهل يفشل العمل التطوعي؟

 ليس هناك عمل تطوعى فاشل أبداً، لأن العمل التطوعى هو عمل خير، والعمل الخير لا يرجو الربح والمكسب المادى، ولكن هناك أخطاء فى آليات التعامل مع العمل التطوعى، ومن أهم الأخطاء هو تكريس العمل التطوعى لخدمة الذات، فكل من يعمل فى مجال العمل التطوعى بمفرده أو فى إطار مؤسسة تطوعية ويريد أن يحقق مكاسب شخصية فانه يفشل حتما، لأن الناس عندما يشعرون أن القائم أو المنظم للعمل الخيرى، هو من المستفيدين منه لا يتفاعلون معه، فلو شعر المتبرع الميسور أن الأموال لا تذهب إلى المستحقين، وأن القائم بالأعمال التطوعية أو المنسق يأخذ جزءا من هذه الأموال فإنه لا يتعامل معه.

وأيضا ربط العمل الخيرى والتطوعى بالعمل السياسى والحزبى، بمعنى أن يكون العمل الإنسانى واجهة أو يافطة يستفيد منها السياسى لأجل تحقيق أغراضه السياسية، فالبعض يضع رجلا فى العمل الإنسانى ورجلا أخرى فى السياسة، وعلينا، كعاملين فى الحقل الإنسانى والخيرى، أن نكون حذيرين كى لا نقع فى خطأ الخلط بين ما هو سياسى وبين ما هو عمل إنسانى إغاثى، لان الناس عادة ويتعاطفون مع من يعطهم دون أن يكون له أدنى منفعة أو مصلحة، ولو كانت تلك المنفعة هى صوته الانتخابى. 

الندوة العالمية للشباب الإسلامى

إذا انتقلنا إلى الحديث عن الندوة العالمية للشباب الإسلامى، وضح لنا الدور الذى تلعبه على مستوى الصعيد الدولى، والهدف من إنشائها؟

تحرص الندوة العالمية للشباب الإسلامى منذ نشأتها على تقديم نموذج رائد يسهم فى بناء جيل من الشباب المسلم، المثقف الواعى المتسم بالوسطية فكرا ومنهجا وسلوكا، من خلال إكسابهم المعارف، والمهارات والقيم النافعة، فى إطار رؤيتها ورسالتها المستمدة من تعاليم الدين الإسلامى الحنيف.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف وظفت كل الإمكانيات، وسخرت كافة الجهود والطاقات، محققة أقصى درجات التميز والجودة فى الأداء، والإبداع والإبتكار فى التدريب والتخطيط والتنفيذ والمتابعة.

إلى جانب حرصها على مد جسور التواصل والتعاون بينها وبين المؤسسات والهيئات الإسلامية والدولية، فالندوة عضو مراقب فى منظمة التعاون الإسلامى، وعضو بهيئة الأمم المتحدة، والمجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، إضافة إلى عضويتها فى الكثير من المنظمات الأخرى.

وفى إطار خطتها الاستراتيجية تحرص من خلال مكاتبها الخارجية المنتشرة فى العديد من دول العالم على تقديم حزمة من البرامج والمشروعات فى مجالات الدعم الإنسانى والإغاثى من خلال المسارعة إلى مد يد العون للمنكوبين والمتضررين من الكوارث الطبيعية ومناطق النزاع والحروب، وكذلك دعم المشروعات الموسمية والتنموية التى تتوافق مع أهداف ورسالة الندوة التى تعود بالنفع والفائدة على المستفيدين.

إنشاؤها

وكان جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، قد أصدر توجيها ملكيا بإنشاء الأمانة العامة للندوة العالمية كأول هيئة تطوعية عالمية متخصصة فى شئون الشباب فى العالم، تُقوم عقيدته وفكره وسلوكه، وتتبنى قضاياه وتنشر بينهم قيم التعايش والاعتدال والتسامح.

وقد منحت عضويتها لـ٢٢٤ جمعية فى مختلف دول العالم، ضمن إطار تعاونى منظم لرعاية ودعم البرامج الشبابية والإنسانية، وجميع الجمعيات الأعضاء مسجلة رسميا فى بلدانها وتتوافق مع أهداف الندوة ورسالتها المنبثقة من بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحى ومنبع رسالة الإسلام.

٥٠ دولة

هل حققت الندوة الانتشار الكافى، ووصلت للنتائج المرجوة من وراء إنشائها؟

 للندوة ٢٨ مكتبا رسميا على مستوى العالم، يتم من خلالها تنفيذ رؤية ورسالة واسترتيجيات الندوة، والتى تبذل جهودا حثيثة فى تقديم الدعم الدائم للفقراء والمحتاجين على الصعيدين المحلى والدولى فى أكثر من ٥٠ دولة، من خلال تنفيذ مشروعات إنسانية وبرامج فاعلة، وتوقيع مذكرات تفاهم مع الهيئات والجهات ذات الاهتمام المشترك، بهدف التأكيد على قيم السلم والتعايش والتلاحم بين شعوب العالم، وبما ينعكس على الدور الريادى والفريد للمملكة العربية السعودية وفق رؤية ٢٠٣٠م.

وتحظى مكاتب الندوة باحترام وتقدير المسئولين فى تلك البلدان بما تتمتع به من شفافية ومصداقية وانسجام مع أنظمة الدول وسياساتها، وتواصل مستمر مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، نظرا لأن الندوة تمثل امتدادا لأيادى البناء والإحسان والتواصل لمملكة الإنسانية وشعبها المعطاء.

ملتقيات طلابية

ما أهم الأنشطة التى تقوم الندوة على رعايتها فى البلدان التى تعمل بها؟

 تهتم الندوة العالمية للشباب الإسلامى بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة من خلال مكاتبها الخارجية والتى من أهمها إقامة الملتقيات الطلابية المحلية والإقليمية والعالمية، وتنظيم المؤتمرات والاجتماعات وحلقات البحث، وتأليف الكتب من قبل مؤلفين قديرين أو من خلال لجان متخصصة لبحث ومعالجة الموضوعات الإسلامية المختلفة التى تهم الأمة والشباب المسلم، إضافة إلى استعانتها بالهيئات والجمعيات الإسلامية الأعضاء بالندوة، والشخصيات الإسلامية البارزة ودعوتها للتعاون فيما بينها وحثها على استعمال كافة الطرق والوسائل الكفيلة بتحقيق النهوض بالشباب، إلى جانب تقديم الدعم المادى والأدبى للمنظمات الشبابية والجامعات والمدارس ومراكز التدريب والتأهيل، لمساعدتها على أداء مهمتها، واستكمال ما يلزمها للارتقاء بمستوى برامجها، وتوفير متطلباتها التى تمكنها من أداء رسالتها على الوجه المطلوب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة