د.شوقى علام
د.شوقى علام


حماية الآثار وصيانتها واجب وطنى

د.شوقى علام: القرآن الكريم اهتم بسير الأمم ودعانا للاعتبار من تاريخهم

اللواء الإسلامي

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 04:45 م

 

تحقيق‭ : ‬نجوى‭ ‬عبدالهادى

‭ ‬حسم‭ ‬الدكتور‭ ‬شوقى‭ ‬علام‭ ‬مفتى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجدل‭ ‬الدائر‭ ‬والتجاوز‭ ‬الذى‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬ضد‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ورعاية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الشخصية‭ ‬لمشروعات‭ ‬التراث‭ ‬الحضارى‭ ‬وصيانة‭ ‬وترميم‭ ‬الآثار‭.‬

وأشاد‭ ‬العالم‭ ‬باحتفاء‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بأحدث‭ ‬المشروعات‭ ‬وهو‭ ‬عودة‭ ‬ ‬بالأقصر‭ ‬إلى‭ ‬واجهة‭ ‬الاهتمام‭ ‬السياحى‭ ‬وجاء‭ ‬الحفل‭ ‬حضاريا‭ ‬مبهجا‭ ‬راقيا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مكانة‭ ‬ورسالة‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭ ‬ويمثل‭ ‬إضافة‭ ‬لما‭ ‬قدمته‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬عبر‭ ‬مشروعات‭ ‬حضارية‭ ‬سابقة‭ ‬مثل‭ ‬نقل‭ ‬المومياوات‭ ‬الملكية‭ ‬ومتحف‭ ‬الحضارة‭ ‬وخطة‭ ‬إعمار‭ ‬وصيانة‭ ‬المساجد‭ ‬وخطة‭ ‬ترميم‭ ‬الكنائس‭ ‬والمشروع‭ ‬الحضارى‭ ‬للعائلة‭ ‬المقدسة‭ ‬بمصر‭ ‬لتؤكد‭ ‬الدولة‭ ‬رسالتها‭ ‬للعالم‭ ‬إنها‭ ‬تحمى‭ ‬وتعمر‭ ‬وتبنى‭ ‬وتعيد‭ ‬أمجاد‭ ‬الأجداد‭.. ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬الوطنية‭ ‬أثارت‭ ‬نفوس‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬مثيرى‭ ‬الفتن‭ ‬وكأن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬حديثة‭ ‬العهد‭ ‬برعاية‭ ‬التراث‭ ‬والآثار‭ ‬بأنواعها‭ ‬وحاولوا‭ ‬الإساءة‭ ‬لدور‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬نهضتها‭ ‬بدعوى‭ ‬أنها‭ ‬مشروعات‭ ‬غير‭ ‬مهمة‭.‬

 

‭ ‬وجاء‭ ‬رد‭ ‬الدكتور‭ ‬شوقى‭ ‬علام‭ ‬حاسما‭ ‬للجدل‭ ‬ومؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الآثار‭ ‬وصيانتها‭ ‬وترميمها‭ ‬أمر‭ ‬ضرورى‭ ‬ومشاهدتها‭ ‬أمر‭ ‬مشروع‭ ‬لا‭ ‬يحرمه‭ ‬الدين‭.‬

وأشاد‭ ‬العلماء‭ ‬بمشروعات‭ ‬التراث‭ ‬الحضارى‭ ‬وحماية‭ ‬الآثار‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬عبر‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬وأنها‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬واجبها‭ ‬الوطنى‭ ‬وأنها‭ ‬تعد‭ ‬ردا‭ ‬حاسما‭ ‬على‭ ‬مثيرى‭ ‬الفتن‭ ‬فماذا‭ ‬قالوا؟؟

‭ ‬جاء‭ ‬رد‭ ‬الدكتور‭ ‬شوقى‭ ‬علام‭ ‬سريعا‭ ‬ليؤد‭ ‬الفتنة‭ ‬فى‭ ‬مهدها‭ ‬وأكد‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصى‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الآثار‭ ‬التى‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬حضارات‭ ‬الأمم‭ ‬السابقة‭ ‬أمر‭ ‬ضرورى‭ ‬وأن‭ ‬مشاهدتها‭ ‬أمر‭ ‬مشروع‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يحرمه‭ ‬فى‭ ‬الدين‭.‬

وأوضح‭ ‬بأن‭ ‬آثار‭ ‬الأجداد‭ ‬وسيلة‭ ‬للمعرفة‭ ‬ودراسة‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬السابقة‭ ‬التى‭ ‬ملأت‭ ‬الأرض‭ ‬علما‭ ‬وعملا‭ ‬وقد‭ ‬لجأ‭ ‬الأجداد‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬تاريخهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬نقشا‭ ‬ورسما‭ ‬ونحتا‭ ‬على‭ ‬الحجر‭ ‬كى‭ ‬تعرف‭ ‬الإنسانية‭ ‬ما‭ ‬وصلوا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬وفنون‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يدفع‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬الحضارى‭ ‬النافع‭ ‬وأن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬اهتم‭ ‬بسير‭ ‬الأمم‭ ‬السابقة‭ ‬ودعانا‭ ‬للمعرفة‭ ‬والاعتبار‭ ‬من‭ ‬تاريخهم‭ ‬والانتفاع‭ ‬بأعمالهم‭.. ‬وأن‭ ‬الدراسة‭ ‬الجادة‭ ‬لتاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬لا‭ ‬تمر‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬قراءة‭ ‬آثارهم‭ ‬للتعرف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلوا‭ ‬إليه‭ ‬وأن‭ ‬حمايتها‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬الدولة‭ ‬وواجباتها‭ ‬الوطنية‭.‬

إعمار‭ ‬المساجد

وجاء‭ ‬المشروع‭ ‬القومى‭ ‬الكبير‭ ‬لإعمار‭ ‬المساجد‭ ‬وصيانتها‭ ‬وترميمها‭ ‬ردا‭ ‬حاسما‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مثيرى‭ ‬الفتن‭ ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬تهتم‭ ‬بالآثار‭ ‬الفرعونية‭ ‬فقط‭ ‬بدعوى‭ ‬أنها‭ ‬تماثيل‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬والاستثمارات‭ ‬التى‭ ‬بلغت‭ ‬مليارات‭.‬

‭ ‬فجاء‭ ‬المشروع‭ ‬القومى‭ ‬لإعمار‭ ‬المساجد‭ ‬كأهم‭ ‬مشروعات‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬حديثا‭ ‬والذى‭ ‬انطلق‭ ‬بقوة‭ ‬منذ‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬وحقق‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استثمار‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬الإعمار‭ ‬وتحويل‭ ‬المساجد‭ ‬خاصة‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬مدارس‭ ‬علمية‭ ‬تليق‭ ‬بمكانة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الحديثة‭ ‬مكان‭ ‬الإعمار‭ ‬والتجديد‭ ‬لما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬مسجد‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬1200‭ ‬مسجد‭ ‬جديد‭ ‬تم‭ ‬افتتاحها‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وحظيت‭ ‬المحافظات‭ ‬النائية‭ ‬مثل‭ ‬سيناء‭ ‬شمالا‭ ‬وجنوبا‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومطروح‭ ‬والوادى‭ ‬الجديد‭ ‬بافتتاح‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬300‭ ‬مسجد‭ ‬جديدا‭ ‬خلال‭ ‬عامين‭.‬

وهذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬لمشروع‭ ‬تجديد‭ ‬فرش‭ ‬المساجد‭ ‬وتغطية‭ ‬ساحاتها‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬علي‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬السجاد‭.‬

لتأتى‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬مع‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬إعمار‭ ‬وتجديد‭ ‬المساجد‭ ‬الكبرى‭ ‬لأهل‭ ‬البيت‭ ‬فى‭ ‬مسجد‭ ‬سيدنا‭ ‬الحسين‭ ‬والسيدة‭ ‬زينب‭ ‬والسيدة‭ ‬نفيسة‭ ‬ومسجد‭ ‬الإمام‭ ‬على‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬ومسجد‭ ‬فاطمة‭ ‬النبوية‭ ‬وغيرها‭.‬

‭ ‬وتكامل‭ ‬خطة‭ ‬إعمار‭ ‬المساجد‭ ‬مع‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬وجهود‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬فى‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬وإنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬القرآنية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتى‭ ‬زادت‭ ‬على‭ ‬ألفى‭ ‬مدرسة‭ ‬تخرج‭ ‬المئات‭ ‬بل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬حفظة‭ ‬القرآن‭ ‬وحاملى‭ ‬نور‭ ‬القرآن‭ ‬فى‭ ‬قلوبهم‭.‬

ترميم‭ ‬الكنائس

وجاءت‭ ‬مشروعات‭ ‬الدولة‭ ‬لدعم‭ ‬وترميم‭ ‬وصيانة‭ ‬الكنائس‭ ‬ردا‭ ‬حاسما‭ ‬قويا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬مثيرى‭ ‬الفتن‭ ‬تجاه‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬حيث‭ ‬استثمار‭ ‬عشر‭ ‬مليارات‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬تجديد‭ ‬الكنائس‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الكنيسة‭ ‬المعلقة‭ ‬الأثرية‭ ‬بمصر‭ ‬القديمة‭ ‬وتطوير‭ ‬ساحة‭ ‬دير‭ ‬الأنبا‭ ‬بيشوى‭ ‬بوادى‭ ‬النطرون‭ ‬ومشروعات‭ ‬ترميم‭  ‬كنائس‭ ‬أبى‭ ‬سرجة‭ ‬والسيدة‭ ‬العذراء‭ ‬بسمنود‭ ‬ومشروع‭ ‬موقع‭ ‬وكنيسة‭ ‬شجرة‭ ‬مريم‭  ‬بالمطرية‭ ‬بالقاهرة‭.‬

‭ ‬ويأتى‭ ‬المشروع‭ ‬الكبير‭ ‬لإحياء‭ ‬مسار‭ ‬العائلة‭ ‬المقدسة‭ ‬وهو‭ ‬المسار‭ ‬الذى‭ ‬سارت‭ ‬به‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬العذراء‭ ‬تحمل‭ ‬وليدها‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬ورفاقها‭ ‬وافدة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬هاربة‭ ‬من‭ ‬بطش‭ ‬الرومان‭ ‬فى‭ ‬فلسطين،‭ ‬فسارت‭ ‬فى‭ ‬25‭ ‬موقعا‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬العريش‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‭ ‬وحتى‭ ‬أسيوط‭ ‬جنوبا‭ ‬قاطعة‭ ‬3500‭ ‬ك‭.‬م‭ ‬ذهابا‭ ‬وعودة‭ ‬فى‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭. ‬واستثمرت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬إحياء‭ ‬تلك‭ ‬المسارات‭ ‬ترميما‭ ‬وصيانة‭ ‬وتجديدا‭ ‬وتأهيلا‭ ‬لمحيط‭ ‬كل‭ ‬موقع‭ ‬لكى‭ ‬تقدم‭ ‬مصر‭ ‬للإنسانية‭ ‬مشروعا‭ ‬حضاريا‭ ‬مميزا‭ ‬يلبى‭ ‬الجوانب‭ ‬الروحية‭ ‬لأصحاب‭ ‬العقائد‭ ‬والديانات‭ ‬السماوية‭ ‬الثلاث‭ ‬وتتحول‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬إلى‭ ‬مزارات‭ ‬سياحية‭ ‬عالمية‭ ‬تجلب‭ ‬الخير‭ ‬والتنمية‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬رسالة‭ ‬مصر‭ ‬للعالم‭ ‬بأنها‭ ‬أرض‭ ‬الرسالات‭ ‬وملتقى‭ ‬الأنبياء‭ ‬وتجلى‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بطور‭ ‬سيناء‭ ‬وإنها‭ ‬جديرة‭ ‬بمكانة‭ ‬عالمية‭ ‬مميزة‭.‬

التجلى‭ ‬الأعظم

مكانة‭ ‬مصر‭ ‬ورسالتها‭ ‬للعالم‭ ‬عبر‭ ‬مشروعات‭ ‬التراث‭ ‬الحضارى‭ ‬وصيانة‭ ‬وترميم‭ ‬الآثار‭ ‬بأنواعها‭ ‬جهد‭ ‬وواجب‭ ‬وطنى‭ ‬للدولة‭ ‬أشار‭ ‬به‭ ‬الدكتور‭ ‬بكر‭ ‬زكى‭ ‬عوض‭ ‬أستاذ‭ ‬مقارنة‭ ‬الأديان‭ ‬مثمنا‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الذى‭ ‬يعكس‭ ‬الأدوار‭  ‬والمكانة‭ ‬المميزة‭ ‬لدور‭ ‬مصر،‭ ‬والذى‭ ‬يدرأ‭ ‬الفتن‭ ‬تجاه‭ ‬البعض‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬سوى‭ ‬دعمها‭ ‬للآثار‭ ‬الفرعونية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬مشروعات‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬إعمار‭ ‬المساجد‭ ‬وصيانتها‭ ‬واستثمار‭ ‬المليارات‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أدوار‭ ‬الدولة‭ ‬المهمة‭ ‬والذى‭ ‬انطلقت‭ ‬بعناصر‭ ‬بقوة‭ ‬وموضوعية‭.. ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬وصيانة‭ ‬للمساجد‭ ‬الأثرية‭ ‬الكبرى‭ ‬هو‭ ‬جهد‭ ‬مميز‭ ‬وأيضا‭ ‬انطلاقها‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬وصيانة‭ ‬المساجد‭ ‬غير‭ ‬المشهورة‭ ‬خدمة‭ ‬للأهالى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشروعات‭ ‬النهضة‭ ‬بالتراث‭ ‬الحضارى‭ ‬لمنطقة‭ ‬القاهرة‭ ‬الفاطمية‭ ‬وشارع‭ ‬المعز‭ ‬لدين‭ ‬الله‭ ‬ومشروعات‭ ‬الآثار‭ ‬المتكاملة‭ ‬بمنطقة‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬إضافة‭ ‬روحية‭ ‬وإنسانية‭ ‬لخدمة‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬بأنواعها‭ ‬بجانب‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬فى‭ ‬إعمار‭ ‬وصيانة‭ ‬الآثار‭ ‬المتنوعة‭ ‬الأخرى‭.‬

ملتقى‭ ‬الأديان

وكشف‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬العبد‭ ‬عضو‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬مشروعات‭ ‬التراث‭ ‬الحضارى‭ ‬التى‭ ‬ترعاها‭ ‬الدولة‭ ‬حديثا‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬مشروعات‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬روحية‭ ‬إيمانية‭ ‬وإنسانية‭ ‬ورسالة‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬عالمية‭.. ‬هى‭ ‬حق‭ ‬أصيل‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أن‭ ‬تنطلق‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬إعادة‭ ‬البناء‭ ‬ومكانة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬فلم‭ ‬تكتف‭ ‬بالإسكان‭ ‬والطرق‭ ‬والكبارى‭ ‬والمصانع‭ ‬وهى‭ ‬مهمة‭ ‬لكن‭ ‬جاءت‭ ‬المشروعات‭ ‬ذات‭ ‬الرمزية‭ ‬الحضارية‭ ‬وتصدى‭ ‬الدولة‭ ‬ورعايتها‭ ‬وتوفير‭ ‬الاستثمارات‭ ‬بالمليارات‭ ‬لكى‭ ‬تؤكد‭ ‬رسالتها‭ ‬فى‭ ‬رعاية‭ ‬التراث‭ ‬العالمى‭ ‬عبر‭ ‬صيانة‭ ‬وترميم‭ ‬الآثار،‭ ‬وهى‭ ‬ترى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬للتراث‭ ‬الإنسانى‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تألمت‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬وهجمات‭ ‬الإرهاب‭ ‬فى‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأراضى‭ ‬المحتلة‭ ‬واليمن‭ ‬وغيرها،‭ ‬فقد‭ ‬عانت‭ ‬إنسانيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وتاهت‭ ‬حضاريا‭..‬

وينطلق‭ ‬المشروع‭ ‬الكبير‭ ‬بأرض‭ ‬سيناء‭ ‬وهو‭ ‬التجلى‭ ‬الأعظم‭ ‬قريبا‭ ‬ليمثل‭ ‬إضافة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مميزة‭ ‬للحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬حيث‭ ‬يضم‭ ‬المشروع‭ ‬عدة‭ ‬مشروعات‭ ‬لتحويل‭ ‬منطقة‭ ‬آثار‭ ‬سانت‭ ‬كاترين‭ ‬إلى‭ ‬مجمع‭ ‬حضارى‭ ‬يضم‭ ‬رموزا‭ ‬لكل‭ ‬الأديان‭ ‬ومنطقة‭ ‬سياحية‭ ‬عالمية‭ ‬على‭ ‬أعظم‭ ‬وأجمل‭ ‬ربوة‭ ‬طبيعية‭ ‬تضم‭ ‬أندر‭ ‬النباتات‭ ‬الطبيعية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مداخل‭ ‬وممرات‭ ‬جبل‭ ‬موسى‭ ‬حيث‭ ‬مكان‭ ‬التجلى‭ ‬الأعظم‭ ‬لرب‭ ‬العزة‭ ‬عندما‭ ‬كلم‭ ‬سيدنا‭ ‬موسى‭ ‬تكليما‭ ‬وهو‭ ‬الموقع‭ ‬الوحيد‭ ‬فى‭ ‬الكون‭ ‬الذى‭ ‬يضم‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬العظيم‭ ‬والذي‭ ‬تشرفت‭ ‬أرض‭ ‬سيناء‭ ‬وملتقى‭ ‬الأديان‭ ‬ومسار‭ ‬أنبياء‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وفود‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الشام‭ ‬أو‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭.‬

مشروعات‭ ‬للإنسانية

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬صبرى‭ ‬عبدالعظيم‭ ‬أستاذ‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬أن‭ ‬استثمار‭ ‬الدولة‭ ‬لأموالها‭ ‬وجهدها‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬وصيانة‭ ‬الآثار‭ ‬بأنواعها‭ ‬هى‭ ‬رمزية‭ ‬روحية‭ ‬إنسانية‭ ‬تبعث‭ ‬برسائل‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬الحضارى‭ ‬هى‭ ‬الأقدم‭ ‬والأعمق‭ ‬والأكثر‭ ‬اتساعا‭ ‬والأكثر‭ ‬استيعابا‭ ‬لكل‭ ‬الحضارات‭ ‬والرسائل‭ ‬السماوية‭.. ‬وأن‭ ‬من‭ ‬حاولوا‭ ‬إثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬عنصرى‭ ‬الأمة‭ ‬وأدعو‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالآثار‭ ‬الفرعونية‭ ‬هو‭ ‬شىء‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيه‭ ‬هى‭ ‬دعاوى‭ ‬باطلة‭ ‬فكرا‭ ‬وعملا‭ ‬ومضمونا‭.. ‬لأن‭ ‬إسلامنا‭ ‬الحنيف‭ ‬قد‭ ‬أشاد‭ ‬بحضارات‭ ‬الأمم‭ ‬السابقة‭ ‬وجهدها‭ ‬فى‭ ‬بخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ودعا‭ ‬الدول‭ ‬وقادتها‭ ‬للبناء‭ ‬والعمل‭ ‬والتطوير‭ ‬وخدمة‭ ‬الحضارات‭ ‬وتدعيم‭ ‬أواصر‭ ‬المودة‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الديانات‭.. ‬وأن‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬عبر‭ ‬مشروعات‭ ‬ترعاها‭ ‬الدولة‭ ‬هو‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬مقدر‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تبدأ‭ ‬بخدمة‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأيضا‭ ‬المسيحية‭ ‬ومعها‭ ‬الآثار‭ ‬الفرعونية‭ ‬وغيرها‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة