الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 06:11 م

يحمل مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى فى دورته الافتتاحية التى تختتم خلال أيام، كثيرا من المفاجآت السارة ليس فقط للسينما السعودية ــ التى بدأ حراكها بعد سنوات من الغياب، لتكشف عن مواهب شابة قادمة، كانت تتحين تلك الفرصة لتعبر عن مجتمعها وناسها وتفتح الأبواب التى ظلت مغلقة عبر أكثر من ثلاثة عقود، لتتيح كل الفرص أمام مبدعيها ـ بل لم يغفل المهرجان كذلك عن السينما العربية التى ينتمى إليها فيكشف كثيرا من الأعمال الهامة الجديدة فى مسابقاته وبرامجه، مثلما يسلط الضوء ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر» على روائع السينما العالمية والعربية فيعيدها إلى الصدارة، فى نسخ جديدة مرممة، ترسخ إيمان القائمين عليه بأن المستقبل يستمد قوته من الماضى، ولا يرتكن إليه، بل يواصل إبداعاته من خلال صناع السينما الشباب فى سائر الدول العربية.

وقدا أعلن على هامش فعاليات المهرجان عن تمويل إنتاج 25 فيلما لسينمائيين من كافة الأقطار العربية، وتم رفع ميزانية دعم الأفلام من خلال معمل البحر الأحمر السينمائى إلى رقم غير مسبوق يصل إلى 500 ألف دولار لكل مشروع فى كافة مراحل العمل الإنتاجية، وأطلق صندوق البحر الأحمر السينمائى حملة لدعم أكثر من مائة مشروع للمخرجين العرب أو ذوى الأصول العربية والأفريقية، ما يبشر بتحرك عجلة الإنتاج السينمائى فى منطقة الشرق الأوسط.

إنها لحظة تاريخية لن ننساها أن تعود السينما إلى السعودية حسبما وصفت المخرجة هيفاء المنصور ما تشهده بلادها، حتى أنها لم تتمالك دموعها وهى تشجع بنات بلدها ليشاركن بقوة فيها ويؤدين دورهن ويعبرن عن رؤيتهن دون خوف، وذلك خلال تكريمها فى حفل الافتتاح، مع النجمة المصرية ليلى علوى، والممثلة الفرنسية كاترين دنيوف.

ما يؤكد أن المهرجان يسعى لتعزيز دور المرأة ليس فقط سينمائيا بل فى المجتمع بأسره.

جاء افتتاح دورة المهرجان الأولى فى مدينة جدة التاريخية التى تتميز بتراثها الحضارى والتى وضعتها منظمة اليونسكو ضمن مناطق التراث العالمى، وتحولت خلال أيام الفعاليات لموقع يضج بالفن والموسيقى والإبداع وعروض الأفلام.

لاشك أن انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائى قبل أيام من نهاية عام 2021 يعد خطوة سباقة، وقفزة واعدة للسينما السعودية والعربية.