جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

الفنان والجمهور.. والأوقات الصعبة!

جلال عارف

السبت، 11 ديسمبر 2021 - 07:20 م

يحرص الفنان الحقيقى دائما على أن يلاقى جمهوره وهو فى أحسن حالاته.. يهتم بكل تفاصيل ما يقدمه للجمهور الذى يحبه. يتجاوز كل ما يقابله من صعاب لكى يكون لقاؤه بجمهوره موعدا مع سحر الفن الجميل، ولكى يكون النجاح هو الجائزة للفنان وللجمهور فى نفس الوقت.


تتغير الظروف مع الزمن، لكن يبقى أساس العلاقة بين الفنان والجمهور كما هو. عطاء بلا حدود من الفنان الحقيقى يقابله محبة الجمهور التى تمنح الفنان كل يوم عمرا جديدا. فى وقت سابق كانت الظروف تسمح بمساحة أكبر من الخصوصية للفنان. اليوم أصبح ذلك صعبا مع هوجة «السوشيال ميديا»، ومع طغيان الأخبار الشخصية فى الحياة الفنية. ربما أصبحت العلاقة بين الفنان والجمهور أكثر حميمية لكنها أيضا أصبحت أكثر صعوبة.


زمان.. رأيت عبدالحليم حافظ قبل رحيله بقليل.

جاءنا بعد واقعة «النرفزة» على بعض من أحدثوا ضوضاء فى حفله الأخير الذى قدم فيه آخر روائعه قارئة «الفنجان»، كان يبدو مرهقا للغاية وآثار المرض بادية عليه. أخبرنا كيف قدم الحفل فى ظروف صحية صعبة، وبعد أخذ حقن تساعده على الوقوف على المسرح بينما طبيبه الخاص يراقبه من وراء الكواليس، وبينما يتناول بعد كل «كوبليه» رشفة من دواء وكنت أتابعه متعجبا من هذه القدرة التى يمنحها الله للفنان الصادق لكى يتحمل الألم ويتجاوز الصعب ثم يقدم هذا الجمال الذى لا مثيل له وهو ينشد لحنه الأخير.


الفنان الحقيقى يتحمل كل شىء ويضحى بالكثير من أجل لحظة اللقاء بجمهوره التى تمثل له أكسير الحياة الذى يمنحه القدرة على أن يبقى ويبدع وينجح.


فلنتذكر جميعا أن الفنان الحقيقى هو كتلة من المشاعر والأحاسيس الرقيقة. وأنه يحتاج دائما لدعم جمهوره لكى يتجاوز ما يصادفه من مصاعب، ولكى يستمد القوة ليواصل طريق الإبداع، ولكى يتجاوز انكساراته الشخصية أو الفنية، ويستعيد قدرته على التألق والنجاح.
كل فنان حقيقى هو  علة ضوء تنير حياتنا. فلنحافظ عليها فى زمن يتمدد فيه القبح. ونحتاج فيه لأن نكون مع الفن الجميل حتى يعبر أزماته ويستعيد مكانته.


كونوا قساة ضد القبح. كونوا رحماء مع الفن الجميل ورموزه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة