الام المتهمة ميشيل هوبسون
الام المتهمة ميشيل هوبسون


أمريكية تواجه 29 تهمة لاستغلال أطفالها السبعة بقناة اليوتيوب

أخبار الحوادث

الأحد، 12 ديسمبر 2021 - 01:48 م

دينا جلال 

 هدف مضمون وصيد سهل فتح الطريق نحو تجارة أكثر رواجًا وإجرامًا عبر السوشيال ميديا حيث مهدت الطرق لاستغلال الاطفال وقتل براءتهم دون رحمة، وتحولت إلى التحذير الدائم والملف الشائك الذي تطلقه الأجهزة الأمنية في كافة أنحاء العالم، تداخلت حوادث استغلال الاطفال مع أغلب ملفات الجريمة فاحتلت نسبة كبيرة من جرائم الإتجار بالبشر واستغلال القصر وحوادث الانتحار والجرائم غير الاخلاقية وتجارة المخدرات وغيرها.

تأتي الارقام الصادمة من الولايات المتحدة الامريكية بإعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي عن واحدة من الإحصائيات المخيفة التي تشير إلى وجود اكثر من نصف مليون محتال أو «مجرم مفترس» حسب وصفهم يرتادون الإنترنت يوميا لاصطياد الاطفال عبر كافة المنصات الاجتماعية، وترصد الأرقام أن 50 بالمائة من الضحايا تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 سنة، وتعد الرسائل الفورية على الهواتف هى الطريق الاول لاستغلالهم واختراقهم، وتشير تحذيرات المحققون الفيدراليون إلى أن المنصات الاجتماعية وتطبيقات الألعاب الإلكترتونية ومواقع التعارف هى الغطاء الامثل لمستغلي الاطفال.

وفي الوقت الذي تكشف فيه الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين عن استخدام حوالي 90 بالمائة من الاطفال والمراهقين وسائل التواصل الاجتماعي بحسابات متنوعة بدأت المؤسسات القانونية في تقديم الاستشارات للآباء ليصبحوا على دراية بالمسئولية القانونية التي تقع عليهم حيال تصرفات ابنائهم وتحمل عواقبها ليواجهوا على الاقل تهم الإهمال أو تزداد الامور سوءًا حين يصبح الآباء هم المتهمون فى حوادث استغلال الاطفال عبر السوشيال ميديا.

آباء اليوتيوب

تعد ميشيل هوبسون - 50  سنة- واحدة من اشهر الأمهات الأمريكيات المتهمات باستغلال الاطفال عبر السوشيال ميديا، وبدأ الامر بإنشائها قناة شهيرة على اليوتيوب منذ عام 2012 واستمرت القناة سبع سنوات كاملة لتحصد اكثر من 250 مليون مشاهدة لفيديوهات تتضمن مغامرات ابناء ميشيل السبعة ممن تبنتهم بشكل دائم حين تعهدت برعايتهم فى منزلها، واعتمدت هوبسون على تقديم محتوى طفولي ساخر ذو تأثيرات بصرية جذابة لتنال إعجاب الأمريكيين باعتبارها ام مثالية تمنح حياة مليئة بالرفاهية والحب لأطفالها بالتبني بالرغم من امومتها البيولوجية لثلاث ابناء في العشرينات من اعمارهم.

وصلت ارباح قناة هوبسون إلى مليوني دولار لتكتشف ابنتها البيولوجية ميجان -21 سنة- كواليس أو حقيقة جرائم والدتها مع الاطفال اثناء زيارتها للمنزل بعد غياب طويل، وابلغت ميجان على الفور مسئولي الرعاية الاجتماعية في مقاطعة بينال بولاية أريزونا، وبمجرد الاقتراب من نجوم اليوتيوب الصغار انكشفت الحقيقة عبر زيارات مسئولي الرعاية التي تبعها تدخل الشرطة حين اكتشفوا أن منزل هوبسون ما هو إلا وكر أو سجن لأطفال تتربح من ورائهم وتتفنن في عقابهم وتعذيبهم طوال الوقت حيث تمتنع عن تقديم الطعام والماء لهم عدة أيام كعقاب للأبناء في حالة ضعف أدائهم أو عدم حفظ أدوارهم امام الكاميرات كما يتلقون العقاب الاسرع وهو رشهم بالفلفل الحار فى وجوههم أو ضربهم وركلهم بطرق خفية، وبعد التصوير تجبرهم على الاستحمام بالثلج ثم تحبسهم في اماكن ضيقة، ظهرت علامات الضعف والوهن على الاطفال ممن كشفوا سريعا عن سوء معاملة هوبسون فلا يهمها سوى ارتفاع المشاهدة ونجاح الفيديوهات حتى انها منعتهم من استكمال تعليمهم بالمدارس حتى يتفرغوا للتصوير، واعتقلت الشرطة هوبسون وابنيها الشابين ممن شاركاها عدد من الفيديوهات ليواجهوا 7 تهم منها عدم الابلاغ عن والدتهم وعرقلة العدالة وتضليل السلطات الأمريكية، اعتقلت الشرطة ميشيل التي تواجه 29 تهمة منها إساءة معاملة الاطفال وإهمالهم واحتجازهم بطريقة غير قانونية ليتم حرمانها من حق حضانة الاطفال وإيداعهم فى مراكز رعاية خاصة لإعادة تأهيلهم نفسيا وصحيا بعد تلك الجرائم.

واقعة اخرى، المتهمان فيها هما الوالدان مايكل وهيذر مارتن حين أقاما قناة يوتيوب ليوميات الوالدين وابنائهما الخمسة؛ وتدور حول مقالب لإخافة أبنائهم وتشجيعهم على صفع وضرب بعضهم البعض وبالفعل تضاعف اعداد المتابعين وازدادت اخطاء الوالدين ممن تغاضوا عن أى قيمة أو محتوى هادف مقابل انتشار الفيديوهات إلى أن تلقيا اتهامات رسمية بإهمال الأطفال في مقاطعة فريدريك بولاية ماريلاند وحاولا استجداء المسئولين معترفين بارتكاب اخطاء مقابل المزيد من الانتشار فتلقيا عقوبة السجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ.

ابتزاز وانتحار

ننتقل إلى ملف الانتحار لنعرض نماذج لضحايا صغار مازال يتساءل آباؤهم عن اسباب وتفاصيل وقوعهم فى هذا الفخ الذي انهى حياتهم دون سابق إنذار، بدأت أزمات المراهق ايفان ماكدنيل - 14 سنة-  منذ بداية العام الحالي حيث تواصل مع شخص غريب أقنعه بكونه فتاة مراهقة، ونجح المجرم في التسلل إلى حياة إيفان لينتهى بارتباطه عاطفيًا بالفتاة الوهمية فأرسل صور وفيديوهات خاصة له، وكانت الطريق نحو ابتزازه المتكرر لإرسال مئات وآلاف الدولارات من والديه، وتهديده بإبلاغ أصدقائه ووالديه ليعيش فى حالة رعب وهلع دائم، لم يجد ايفان طريقا لإنهاء مأساته سوى الانتحار أما المشهد الاخير لحياته؛ فهو تلقيه رسالة صادمة من المجرم دفعته إلى التوجه سريعًا نحو جراج المنزل لعلمه بوجود البندقية الخاصة بوالده داخله واطلق الرصاص على نفسه لتكتشف اسرته جثته دون أن يعلموا طبيعة الصور الخاصة لابنهما أو الرسائل التي تلقاها حتى تلك اللحظة وبتتبع الامر اكتشف المحققون الفيدراليون انه ضحية عمل إجرامي من احدى العصابات في الفلبين وكشفت عدد من الاسر عن تفاصيل مشابهة لقصة ايفان انتهت بالانتحار منها رايلي باسفورد بعد مطالبته بتحويل مبلغ  3500 دولار دفعه إلى قتل نفسه هو الآخر.

أطفال المخدرات

يعد تجنيد الاطفال للمشاركة في عمليات الإتجار بالمخدرات واحدة من الملفات شديدة الخطورة وهو الامر الذي كشف كواليسه البريطاني لينوكس رودجرز مسئول جمعية خيرية تسمى «ري فوكس» او «اعادة النظر» لمساعدة الآباء والمراهقين على محاربة مخاطر السوشيال ميديا، ونجحت جمعية «ري فوكس» في إنقاذ طفل عمره 13 عاما ليروي قصته التي تتفق مع تقرير طرحه موقع فوربس يشير إلى تطبيق سناب شات باعتباره البوابة الاولى لاختراق وتجنيد الأطفال والمراهقين. يكشف المراهق في اعترافاته تفاصيل استجابته السريعة لرسالة عبر سناب شات تعرض عليه التعاون مقابل اجر مادي ضخم، رد المراهق برسالة «موافق» وبعد 80 دقيقة فقط نجحت عصابة المخدرات فى الوصول إليه ووجهته نحو مكان محدد ليقف ويوزع الكمية المطلوبة من المخدرات دون لفت الانتباه إليه ونصحوه بإخفاء المخدرات داخل ملابسه لضمان عدم تفتيش عناصر الشرطة الانجليزية له لانه قاصر، وكشف المراهق  هربه من المنزل وتورطه فى توزيع خمس شحنات يوميا، تبلغ قيمة كل شحنة قيمتها 500 جنيه استرليني وبعد اسبوع عثرت عليه والدته وأنقذته بإبلاغ الجمعية لإعادته إليها، وكشفت الشرطة أن عصابات المخدرات تمنح الاطفال هواتف وخطوطا سرية لإرسال رسائل نصية جماعية للعملاء وتنظيم خط سير اطفال التوصيل في خرائط خاصة لضمان توزيع المخدرات من المدن إلى مناطق فرعية.

صغار الضحايا

استغلال الاطفال فى الانشطة غير الاخلاقية امر لم يعد سرًا واستهداف الاطفال الصغار صار نشاطًا واضحًا لمجرمين شديدي الانحراف، وفي الوقت الذي لا تسمح فيه القوانين بإنشاء حسابات للاطفال اقل من 13 عاما يواجه فيس بوك ومؤسسه مارك زوكربيرج اتهامات عديدة حول السماح للقصر والمراهقات بإنشاء حسابات سرية دون علم آبائهن، وتجاهل أو رفض توصيات الباحثين لجعل التطبيقات اكثر امانًا للاطفال إلا أن مضاعفة الارباح وضمان إعادة النشر والمتابعة والإعجاب دون الاكتراث إلى التأثير النفسي والاجتماعي على الاطفال والمراهقين، واطلقت الشرطة البريطانية حملات تحذيرية عديدة للآباء من خطر مشاركة الاطفال صورهم وصفحاتهم الخاصة دون رقابة بعد ارتفاع نسب استغلال الاطفال عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث تتلقى وحدة الاعتداء واستغلال الأطفال عبر الإنترنت في سكوتلاند يارد 60 قضية أسبوعيا من الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، وهناك ما يصل إلى 300 الف شخص في بريطانيا يشكلون تهديدًا للأطفال وتصل مسئولية فيس بوك عن بلاغات تعقب الاطفال وتهديدهم  50 بالمائة و11 بالمائة  لتطبيق انستجرام. كشفت شرطة العاصمة البريطانية لندن عن إحدى القضايا التي قامت فيها فتاة عمرها 6 سنوات فقط بنشر صورة لها وتعقبت الشرطة متابعي الفتاة وتعليقاتهم ومحاولاتهم التواصل معها لاستدراجها ومعرفة بياناتها وانتهى الامر باعتقال اكثر من 30 شخصًا فى مداهمات ليلية وكشفت الشرطة أن تلك الاعتقالات وفرت الحماية لأكثر من 68 طفلا كان يتم استهدافهم وتعقبهم من مستغلي الاطفال كما صادرت الشرطة عشرات الاجهزة الالكترونية ممن يستخدمها المجرمون في جرائمهم بأنشطة وحسابات وهمية ومتنوعة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة