صالح الصالحي
صالح الصالحي


يوميات الأخبار

قراءة فى إنسانية الرئيس

صالح الصالحي

الإثنين، 13 ديسمبر 2021 - 05:34 م

ترى سيكون العام الجديد كسابقه.. نمطره بالأمانى والوعود الشاقة على أنفسنا وكالعادة نعود ولا نوفيها

فى العادة لا حديث عن أى قيادة سياسية سوى عن الأعمال والإنجازات التى تتم فى عهده من المشروعات التنموية أو حتى من مشروعات القوانين وكافة الإجراءات التى تحقق الرفاهية والعيش الكريم للشعوب.. ودائماً وأبداً تكون السياسة هى الأمر الحاكم والتى على أساسها تقدم البرامج الانتخابية للمرشحين.. وعليها تتم كشوف المحاسبة للإنجازات التى تنعكس فى مؤشرات جامدة لمعدلات النمو والتضخم والتصنيفات الاقتصادية والقروض والأسعار وغيرها.
ولكن أمام شخص الرئيس عبد الفتاح السيسى نجد زعيماً يقود البلاد فى معركة التنمية بكل حرفية واقتدار.. إنجازات لا ينكرها إلا جاحد على كافة المستويات تحكى قصة دولة كانت شبه دولة.. دولة ممزقة لا يستطيع أبناؤها السير فى شوارعها.. حاول أعداؤها تمزيقها بكافة السبل.. كانت كل المؤشرات الاقتصادية تنحرف ناحية السلبية فى كافة المجالات.. ناهيك عن مظاهر أعادت البلاد لعصور من الظلمة.

جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى متكلاً على ربه يحمل مسئولية حب شعب جارف.. احتشدت الملايين فى الشوارع تطالبه بالترشح لتولى مسئولية البلاد.. لم يعد بشىء إلا ووفى به، وأتذكر أنه قال «هتشوفوا مصر فى حتة تانية خالص».. وفعلاً الجمهورية الجديدة حكاية شعب وقيادة وفخر بشهادة كل المؤسسات الدولية.

نأتى للرئيس الإنسان.. من أول يوم يحترم الصغير ويوقر الكبير.. يحنو على الضعيف فى المجتمع من أطفال ونساء وذوى همم.. يعطى الشباب القيادة بالإعداد والتوجيه والوعى.
 ما يميز تجربة الرئيس الإنسانية هى الاستدامة.. وما نراه من نماذج إنسانية يحتضنها ويكرمها الرئيس إلا عن ثقافة حقيقية لمسها الجميع فى شخصيته.. الرئيس ينحنى لكبير السن ويأخذ بيد الصغير.

هذا ما جعل المصريين يلقبونه بجابر الخواطر وداعم الغلابة والبسطاء.. قمة التواضع وهو يأخذ بيد كبير السن أو يحضر كرسياً لطفلة من أصحاب الهمم قد تكون بنتى أو بنتك ليصل ما فعله للقلوب الرحيمة.. ونتعلم منها الدروس والعبر.. نتعلم أن نكون رحماء فيما بيننا.. خاطب السيدات بعظيمات مصر.. وأكد على الاحترام والتقدير لكل مصرية.. وتكريمه للسيدات العاملات بشرف كنماذج مشرفة مثل سيدة التروسيكل والميكروباص وغيرهن.. وتكريم الأمهات المثاليات ومنحهن وسام الكمال من الدرجة الثالثة وتقديم نماذج مشرفة أخرى للمرأة فى يوم المرأة المصرية..  ومؤتمرات الشباب التى لم تخل من المواقف الإنسانية.. بتقديم النماذج المكافحة من أبناء الشعب المصرى صغاراً وكباراً بعيداً عن مستوياتهم المعيشية.
 يحرص دائماً على تكريم النماذج المضيئة من ذوى القدرات الخاصة.. ويقرر مساواتهم بالأسوياء فى الجوائز المالية الرياضية.. وتخصيص ٨٠ مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لدعمهم.. مستهدفاً تقديم القدوة للفئات المختلفة من الشعب.. الرئيس يتمتع برقة قلب.. فهو من الذين ينطبق عليهم أفئدتهم مثل أفئدة الطير.

ضربت مصر القدوة فى الدعم المعنوى والطبى للدول الصديقة فى مواجهة جائحة كورونا ومنها الصين وإيطاليا.. ولبنان والسودان فى أزمتهما الاقتصادية.. لتضرب أعظم الأمثلة فى المواقف الإنسانية وإرساء مبادئ التعاون الدولى وتضرب نموذجاً تاريخياً ومحورياً تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية.
ومنذ اليوم الأول لولاية الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما ما أكد على وسطية الإسلام.. باعتباره دين التسامح الذى يؤكد على حرية العقيدة واحترام الآخر.. حرص الرئيس على تقديم الدعم للأخوة الأقباط بعد معاناة خلال فترة حكم الجماعة الإرهابية.. ليؤكد قولاً وعملاً أن مصر وطن للجميع مسلمين وأقباط.
الرئيس عمل على دعم تطوير الخطاب الدينى.. الذى يفسح الطريق لدعم ونبذ الطائفية والعنف ويدعو للعيش فى سلام.

الرئيس عبد الفتاح السيسى كان دائماً وأبداً حريصاً على احتواء كافة أطياف وشرائح الشعب.. فقدم الدعم للعمال والفنانين ووجه بدعمهم مادياً ونقابياً وعلاجياً.. وحرص على تكريم النماذج المشرفة والتى مثلت علامة واضحة فى تاريخ الفن المصرى. وتكريم أبطال مصر فى الرياضة ومدربيهم من الحاصلين على جوائز قارية وعالمية.. وتكريم شهداء مصر من الجيش الأبيض ووجه بإصلاح أحوالهم المادية.. بالإضافة إلى العديد من المشروعات التى كان الهدف منها الإنسان المصرى وحياته الكريمة على كافة المستويات من سكن ملائم وعيشة لائقة.. وخاصة مشرع العلاج والتأمين الصحى الذى يضم كافة المواطنين.. ومبادرات عديدة تهدف صحة الإنسان المصرى.

أحلام المصريين تصبح حقيقة مع رئيس إنسان يحتوى كل المصريين بقلب أب وابن بار من أبناء الوطن.. فكل المشروعات التى تقام على أرض مصر تهدف لحياة كريمة لكل مصرى.
شكراً السيد الرئيس الإنسان.
وعود العام الجديد
لأول وهلة تتصور إنها وعود حكومية بإصلاح أحوال الموظفين أو خفض الأسعار هذا ما تعودنا عليه منذ بدأنا عملنا الصحفى فى تسعينيات القرن الماضى كان دائماً يحلو لنا أن نزف بشرى وأخباراً سارة فى مناسبات متعددة كثيرة، كنا نتوقعها لتقديم البشرى للمواطنين سواء صدقت فيها الحكومات أم لا، فلا مجال فى بداية العام سوى بتقديم الأمانى والبشرى بعام جديد وأن يكون عاماً أفضل مما مضى حتى أن رؤساء الحكومات السابقة كانوا يلقون بيانات الحكومة فى يناير كل عام يتحدثون فيها عن إنجازات ووعود بأخرى خلال العام الجديد.. وكعادة كل عام نحن من نتمنى لأنفسنا وغيرنا تحقيق أحلام فشلنا فى تحقيقها على مدار عام مضى أو حتى أمانى امتلأت على مدار أعمارنا ليتجدد الأمل فينا بالعام الجديد لنحققها.. أحلام تختلف فيما بيننا.. منا من يعقد العزم على تحقيقها فعلاً أو يحاول جاهداً تحقيق ما يستطيع بكل ما أوتى من قوة وآخر يملأ ورقة الأحلام بسطور عديدة لا يحقق منها حتى اليسير على غرار جداول المذاكرة التى كان معظمنا يفشل فى تنفيذها قبيل أيام الامتحانات لأنه باختصار لا يعرف قدراته الحقيقية وبالتالى كان التزامه غير محقق عملياً.. عموماً فى برامج التنمية البشرية كثيراً ما تحدثوا عن ضرورة أن نعد الخطط الواقعية لتحقيق أحلامنا بمجيء كل عام ولو حتى على غرار ما تمناه الراحل شعبان عبد الرحيم «أكون إنسان جديد وأبطل السجاير وأشيل حديد من أول يناير».. على الرغم من أنى عمرى ما فكرت أشيل حديد لكننى أعترف بفشلى بجدارة فى الإقلاع عن عادة التدخين والتى تلازمنى كالذنب الذى أتوب منه عند كل وعكة صحية وأعود وأتحلل من توبتى وأدخن حتى أننى سئمت هذه الوعود مع نفسى لكنها أمنية مختمرة فى نفسى تفتقر للإرادة!!.

فالإرادة هى مربط الفرس دائماً فى اتخاذ قراراتنا وتدفعنا لمقاومة الضعف الإنسانى الذى يكمن داخلنا، وما الإقلاع عن عادة التدخين إلا أحد الأمثلة التى نعاهد أنفسنا عليها وغيرها كالالتزام الدينى بأداء الفرائض الإيمانية أو حتى الإقلاع عن العادات السيئة.

عام مضى من عمرنا.. المتشائمون يرون أن العمر يقصر لكننى أرى دائماً فى عام جديد فرصة جديدة لنا جميعا للأفضل حتى ولو كانت الأجواء من حولنا تدعو لبعض الحزن.. دائماً الأجواء تكون هكذا.. نطمع فى الأحسن دائماً... كورونا وتحوراتها دائماً تفاجئنا بالجديد والجديد فأصبح لا حديث لنا غير تحوراتها ولقاحاتها المضادة والتى تصل لجرعة رابعة وخامسة.. والحديث الدائم عن شركات الأدوية والاقتصاد المرعوب فى رحلات الإغلاق الجزئى والكلى.. وارتفاع وصعود العملات. والحجر والحظر والإجراءات الاحترازية. فأصبحنا محترفين للحديث الذى يشتد لبؤرة المشهد ويخبو ويبعد مللاً وإنكاراً منا.. أصبحنا معتادين على كل هذه الأمور لدرجة أننا أصبحنا نتعامل وكأن الفيروس انتهى.. فالعمر واحد والرب واحد.. كل يوم أخبار عن الوفيات والمرضى من كورونا وغيرها.. فأصبحت كورونا مثل باقى الأمراض توطنت واستأنسناها لدرجة أننا لم نعد نتحدث فيما بيننا ولم يعد يهم إن كانت سترحل أو لا وطفت على السطح أحداث وآمال أكثر أهمية بالنسبة لنا. وعلى الرغم من أنها كانت كل همنا ومازالت موجودة لكنها ليست على قمة سلم الأولويات وذهبنا لمعجزة الصف الرابع الابتدائى والتشعيب لطلاب الثانوية العامة.. وأخبار الكورة. وتفاهات الفنانين من البطة ووصولاً لحلاقة شعر إحدى الفنانات أو حتى منع بعض المتطفلين على الوسط الفنى وغيره.. المؤكد فى المشهد أننا زدنا تفاهة.. وأهدافنا قلت أهمية ولا أعلم ما السبب.. وليس معنى ذلك أنها اهتماماتنا.. لكنه الحديث والهرى الذى يدور بيننا من الصباح وحتى المساء وصباح اليوم التالى عليه.

العام أشرف على النهاية وكل مرة أشعر أن العام ينقضى بسرعة أكبر من سابقيه.. نقول إن البركة فى الوقت قلت. وفى الحقيقة أننا لا نثمن الوقت ولا نحترمه فما كان منه إلا أنه فر سريعاً، كأنه لا يريد أن يمكث معنا، ليهرب ونقع فى فخ الإهمال لنعم الله وأنفسنا وأصبحنا لا نعلم أهميته لكنه حساب لا تفر منه أية لحظة استهنا بها.. وكلما تقدمت فى العمر أشعر بأن العمر غالٍ وأتوقف وأحاسب نفسى. لنحاسب أنفسنا جميعاً ونضع أهدافاً مجدية قابلة للتحقيق لنشعر جميعاً بالسعادة.. سعادة الإنجاز حتى لو كانت أموراً بسيطة فبالتأكيد ستجلب السعادة.
لتبقى دعوة من القلب بعام جديد سعيد نحاول أن نكون فيه الأفضل.. بوعود حقيقية تجعل العام الجديد أكثر اشراقاً من السابق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة