محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

صلاح يا حلم الطفولة !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 13 ديسمبر 2021 - 06:29 م

شاب نبت من طين مصر الطاهر ، تشرب أخلاقها التى تضيع ، وطيبتها التى تتوه ، ووسطيتها التى تتطرف ، وسماحتها التى تتوحش ، ونقاءها الذى يتلوث ، وكل هذا بفعل جهل لعقود ماضية بالدين السمح وتجاهل الوطنية الراسخة أنه محمد صلاح ، ابن قرية نجريج الذى أصبح بما اكتسبه من الصفات الأصيلة لمصر المحروسة حديث العالم ومحل تقديره ،صلاح ليس مجرد لاعب ، إنما أيقونة وماسة مصرية ساطعة ، تجسيد لكل جميل نفتقده ، وكل أمل نصبو إليه ، وكل قيمة نخشى تراجعها ، وطاقة تطمئن بنجاح جهود بعث الشخصية المصرية من جديد مع نسائم الجمهورية الجديدة.

أن ما يحدث مع محمد صلاح من بعض الحمقى محزن و جهل ليس موجهاً لصلاح وحده ، لكن لكل جميل فى حياتنا ،وكأن حمى أصابت هؤلاء وحول وعمى مقيت يوجه سهامهم وجهتها الخطأ وبدل من أن تصيب مصائبنا وتبعد عيوبنا وترشق فى قلب متربصينا نجدها تنغرس بكل رمز وقيمة ،والهجوم على العالم الكبير د.مجدى يعقوب ليس ببعيد ، والنيل من العلامة الخالد د.أحمد زويل ماثل أمامنا ، ومحاولة قتل نجيب الأدب والفكر صاحب نوبل تلطخ أيدينا ، أنها اللعنة التى لا أدرى لماذا أصابت بعضنا وكيف لم ننجو من تبعاتها وأعراضها ؟! .

ستقوم قيامة بعض مرضى القلوب عمى البصيرة ، كيف أقارن صلاح لاعب الكرة بكل من ذكرت ، ليس تقديساً لهؤلاء العظماء إنما تقليل لفخر العرب ، نعم أقارنه بكل هؤلاء وأدفعه دفعاً لمقدمة صفوف أفذاذ مصر وأنبه فلذات كبدها ، وأعيد على هؤلاء لعلهم يبصرون ، إن صلاح ليس مجرد لاعب بل رمز للصبر والمثابرة ، للطموح والإبداع ، للجد والاجتهاد ، تجسيد أن المصرى يستطيع قهر أى تحديات ، وهل ما قهره صلاح من تحديات بالهين أو اليسير ، صلاح الذى نبت فى ريف مصر فقير الإمكانيات لكنه ثرى المكانة والفكر والإيمان بالله والذات والوطن ، تحدى كل خطر ،وقهر كل صعب ،وقاوم الفشل واليأس ، وضع هدفاً ظنه الجميع مستحيلاً فإذا بالإصرار والإرادة المصرية واقع جميل وبإيمانه بذاته وحلمه يصبح الأفضل بمجاله ، ويشير إليه العالم بأنه ابن مصر وسليل فراعينها ، صلاح أصبح حلم كل طفل حول العالم وليس بمصر فقط ، وعندما تسأل من مثلك الأعلى يجيب بلا تردد « الملك المصرى مو « أى دعاية لمصر وتأكيد لريادتها وقوتها مثل هذا !!.

لقد راعنى ما ناله صلاح من بعض أبناء جلدته من هجوم وتجاوز بل « وقلة أدب « صلاح الساجد بعد كل هدف ،النموذج الأمثل للمسلم ، وأسرته المتماسكة المحترمة ينالها غباء وتطرف الحمقى ، فمن قدم منهم لمصر مثلما قدم صلاح ، ومن دعى للإسلام ممن هاجموه باسم الدين مثلما فعل ، يكفيه الإحصائيات التى كشفت تراجع الإسلاموفوبيا بسببه ، وكم أقدم على معرفة الإسلام حول العالم بفضله ، وإذا أردنا معرفة ما يقدمه لوطنه لن أتحدث عن مشروعاته الخيرية ولا أحلامه المستقبلية المرتبطة بمصر ، لكن أن يصفه رئيس الدولة على الملأ « بطل ودايماً مع مصر « فأى خبايا لا نعرفها عن مواقف صلاح ودعمه لوطنه ؟!
أيها الشاب المتوج على رؤوسنا ، الابن الذى يخلق بهجتنا وفرحتنا « حقك علينا «

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة