جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

سائق التاكسي وقرار الحرب والسلام!

جلال عارف

الإثنين، 13 ديسمبر 2021 - 06:47 م

 

ليست المرة الاولى التى يتحدث فيها الرئيس الروسى «بوتين» عن تجربته الاليمة مع سقوط الاتحاد السوفيتى قبل ثلاثين عاماً. سبق أن وصف ذلك بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية فى القرن العشرين»، وتحدث طويلاً عن «المأساة» التى عاشها المواطنون الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وما تلاه من فوضى ومهانة ونهب منظم للمال العام وتهديد رهيب لأمن المواطنين.

بالأمس تم الكشف عن تصريحات جديدة لبوتين فى فيلم وثائقى عن روسيا، كشف خلالها بوتين أنه عقب انهيار الاتحاد السوفيتى اضطر للعمل كسائق تاكسى مؤكداً أن الحديث عن ذلك مازال مؤلماً بالنسبة له. وكاشفاً عن يقينه بأن انهيار الاتحاد السوفيتى كان يعنى انهيار روسيا، وأن دول الغرب كانت تستعد لتنفيذ مخطط لتفكيك روسيا نفسها فى تلك الأيام، وقبل أن يفاجىء «سائق التاكسى» بوتين الجميع بالصعود السريع ليقود روسيا فى رحلة صعبة لاستعادة الاستقرار والعودة كقوة اساسية فى العالم.

تأتي تصريحات «بوتين» فى ظل الأزمة الخطيرة حول «أوكرانيا» بين روسيا من جانب، وحلف «الناتو» ودول أوروبا والولايات المتحدة من جانب آخر، والتى لم تنجح الجهود السياسية حتى الآن فى إنهائها بما فى ذلك القمة عبر الفيديو التى انعقدت بين الرئيس الروسى والرئيس الأمريكى «بايدن» حديث بوتين يفسر بعض اسباب تشدد الموقف الروسى فى رفض تمدد «حلف الناتو» فى «أوكرانيا» واعتبار ذلك تهديداً مباشراً لأمن روسيا التى حشدت قواتها على الحدود، وسط تسريبات عن غزو محتمل وتهديدات غربية بالرد على ذلك بالتأكيد.. وروسيا تدرك جيداً عواقب الحرب، ولكنها لا تتحمل تعزيز حلف «الناتو» لتواجده على حدودها.

تريد ضمانات ترفضها أمريكاً وأوروبا بعدم ضم «أوكرانيا» للحلف. الموقف معقد لأن أوروبا أيضاً تخشى من صواريخ الدب الروسى على حدودها. الرغبة فى تجنب الصدام موجودة لدى الطرفين لكن الاخطاء فى الحسابات واردة إذا لم يراع كل طرف مصالح ومخاوف الطرف الآخر.

حديث «سائق التاكس» القديم فى هذا التوقيت يقول بوضوح إن الهواجس مازالت قائمة، والجرح القديم مازال حياً.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة