آثار مصر المنسية
آثار مصر المنسية


آثار مصر المنسية.. كنوز دفنها الإهمال (١)

الأخبار

الإثنين، 13 ديسمبر 2021 - 08:17 م

طال التطوير والتحسين جميع مناحى الحياة فى مصر من «حياة كريمة» للارتقاء بمستوى حياة أكثر من ٦٠ مليون مواطن، ثم انتشار المشاريع الكبرى شمالاً وجنوباً من مدن جديدة إلى طرق وكبارى وشبكات الصرف الصحى وغيرها كل ذلك لم ينس الدولة اهتمامها بتاريخها وحضارتها المطمورة تحت التراب.. وما افتتاحية طريق الكباش إلا شاهد على عزم القيادة الواعية لإزالة الغبار عن آثار مصر وتراثها.

ومساهمة من «الأخبار» فى إلقاء الضوء على هذه الثروة، تنظم حملة صحفية للكشف عن الآثار المنسية فى المحافظات آملة أن تمتد إليها يد التطوير والتحسين والترميم لتضاف إلى الآثار الشاهدة على عظمة مصر.. ولجذب المزيد من السياح والزوار.. بدأنا الحملة ببعض المحافظات وستتوالى فى قادم الأسابيع بانتظار رد وزارة السياحة والآثار والتأكيد على أن آثار مصر تحظى باهتمامها ورعايتها.

تضم آلاف القطع الأثرية بالمخازن المتحفية 

«الشرقية»: 102 موقع أثرى تحتاج إلى اهتمام الدولة        

تزهو محافظة الشرقية بثرواتها الأثرية التى تنتشر فى جميع أرجائها، حيث تنفرد دون غيرها من محافظات الوجه البحرى بوجود ١٠٢ موقع أثرى تم التنقيب فى 80% منها والكشف عن آلاف من القطع الأثرية التى ترجع إلى العصور التاريخية المتعاقبة بدءاً من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر اليونانى والرومانى والتى تؤكد أن الشرقية كانت مقراً لإدارة شئون الحكم عبر ٤ عواصم مصرية قديمة.


وبالرغم من ذلك فإن العديد من أبناء المحافظات بصفة عامة والشرقية بصفة خاصة لا يعرفون شيئاً عن هذه الآثار والمواقع التاريخية.


ولم يتم وضعها على الخريطة السياحية أسوة بآثار الأقصر وأسوان لجذب السياحة الداخلية والخارجية لها، ولم يتم إنشاء متحف كبير لعرض آلاف من القطع الأثرية المشونة بالمخزن المتحفى بصان الحجر.


يقول الأثرى الدكتور متولى صالح سلامة مديرعام منطقة آثار شرق الدلتا والقناة، إن من أبرز تلك المناطق صان الحجر والمسماة (بتانيس) كانت عاصمة لمصر فى عصر الأسرة الـ٢١وتبلغ مساحتها ٥٢٠ فداناً وأطلق عليها العلماء (أقصر الدلتا) لما تحتويه من آثار فريدة متمثلة فى المقابر الملكية التى تمثل تحفة فنية رائعة تعكس تطور الفنون فى تلك الحقبة وكذلك ٥ معابد رائعة للاله آمون وزوجته موت ونجلهما خنسو والاله حورس والملك اوسركون بالإضافة إلى بحيرة مقدسة أشبه بالبحيرة الكائنة بمعبد الكرنك.


كما تضم ٢٢ مسلة فرعونية مصنوعة من الجرانيت ومدون عليها نقوش ترجع إلى عصر الملك رمسيس الثانى تم ترميم ١٠ مسلات منها ونقل ٦ منها إلى العاصمة الإدارية ومنطقة العلمين والمتحف الكبير وميدان التحرير ومطار القاهرة وتم وضع ٤ مسلات فى مدخل معبد آمون بصان الحجر.


وقد بدأت خطة تطوير هذه المنطقة الأثرية بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة ،حيث تم إنشاء سور بطول ٧ كيلو مترات حول المنطقة بالكامل ورصف الطرق المؤدية لها وإنارتها وتشجيرها ورفع الأتربة الناتجة من أعمال الحفر وإعداد لوحات إرشادية ورسومات تخطيطية عن الموقع موضحاً بها بيانات ومعلومات تاريخية.


كما قامت وزارة الآثار بإنشاء مخزن متحفى مزود بأجهزة مراقبة وأخرى إنذار ووسائل تأمين ضد الحرائق وهو يضم آلاف من القطع الأثرية الناتجة عن أعمال التنقيب فى المناطق الأثرية بشمال الشرقية.


وجار إنشاء مركز الزوار والذى سيكون بمثابة منارة ثقافية وتحفة معمارية لزوار المنطقة والذى يضم صالة كبيرة لعرض القطع الأثرية بشكل متميز وشاشات عرض عن تاريخ منطقة صان الحجر وتزويده ببوابات إلكترونية لتأمينه من اللصوص.


كما تم تطوير معبد آمون برفع المسلات والتماثيل على المصاطب الخرسانية وإقامة مظلة على مقبرة الملك شاشنق وبناء سور من الطوب اللبن حولها.


ومن المناطق الأثرية أيضا (تل بسطة) التى كانت عاصمة لمصر فى عهد الأسرة ٢٣وتقع فى الطرف الشرقى بمدينة الزقازيق وتبلغ مساحتها ١٢٤فداناً وتم التنقيب فى مساحة ٥٠فداناً فقط وتم الكشف عن المعبد الكبير للاله باستت الذى يضم العديد من التماثيل والأحجار ذات النقوش التى تحمل أسماء العديد من الملوك بدءاً من عصور الدولة الوسطى حتى الأسرة ٣٠.


كما تم الكشف عن اطلال معبد الملك بيبى الأول من الأسرة السادسة فى عصر الدولة القديمة وكذلك منطقة الجبانات للدولتين القديمة والحديثة وأساسات لقصر امنمحات الثالث للدولة الوسطى وتمثال للملكة ميريت ابنة الملك رمسيس ويبلغ طوله ٩أمتار ووزنه ٨٠طناً وهو من الآثار الفريدة فى الوجه البحرى.


كما عثر على ٣ مقابر منقوش عليها لكبار كهنة الإله باستت، وقد تم إعداد خطة لتطوير منطقة تل بسطة على مرحلتين شملت إقامة متحف مفتوح على مساحة ٤آلاف متر على غرار متحف اللوفر بفرنسا تم خلاله عرض ٥١قطعة أثرية من التماثيل والقطع الأثرية النادرة على قواعد خرسانية مدون عليها تاريخ الأثر وقيمته والمكان الذى عثر فيه من أبرزها تمثال الملك رمسيس المصنوع من الجرانيت الأسود ويرجع تاريخه إلى ١٣٠٠قبل الميلاد وكذلك تمثال للملكة ميريت المصنوع من الحجر الجرانيت الوردى هذا علاوة على مجموعة من الأعمدة وتمثال كبير لأميرة مجهولة.


كما تم إنشاء مخزن متحفى على مساحة ٩٠٠متر مشون به ٢٠ألف قطعة أثرية وتم تزويده بأجهزة إنذار ودوائر تليفزيونية ووسائل تأمين ضد الحرائق.


كما تم إنشاء متحف يضم أكثر من ١٠٠٠قطعة أثرية من مختلف التماثيل الفرعونية وإنشاء مزارات وشبكة طرق داخلية وبوابات حديدية حول المنطقة ونشر الأعمدة الكهربائية وإعداد دليل بثلاث لغات عن منطقة تل بسطة وتوزيعه على الشركات السياحية.


وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى للتطوير وجار استكمال المرحلة الثانية. وتضم منطقة تل بسطة البئر المقدسة التى انفجرت منها المياه عقب قيام اليسوع المسيح برسم دائرة بإصبعه بها ليروى عطشه بعد وصوله وأمه السيدة العذراء ويوسف النجار للمنطقة هرباً من بطش إمبراطور الروم الملك هيرودس الذى كان يقتل الأطفال حديثى الولادة خشية ضياع ملكه.


حيث وصلت العائلة المقدسة إلى تل بسطة فى ٢٤ بشنس وعندما وصلوا إليها جلسوا أسفل شجرة ليستظلوا تحتها من وهج الشمس وحرارتها...وفى فترة راحتهم من رحلة الهروب الشاقة طلب اليسوع المسيح من السيدة العذراء أن يشرب فحملته بين ذراعيها واتجهت إلى القرية المجاورة فلم يحسن أهلها استقبالهما فتألمت العذراء مريم وعادت حزينة بالطفل اليسوع دون أن يشرب.


فلما رأها اليسوع المسيح تبكى مسح دموعها بيديه الصغيرتين ورسم بإصبعه دائرة على الأرض فانفجر منها ينبوع مياه عذبة مذاقها حلو كالعسل ولونها أبيض كالثلج ووضع اليسوع يديه الطاهرتين فى الماء وقال (من يأت ويستحم فى هذه البئر يتم شفاؤه من جميع الأمراض وتكون صحة وشفاء للذين يشربون منها) .


ويقول المحافظ الدكتور ممدوح غراب لقد تم إعداد خطة عاجلة للتطوير والنهوض بمنطقة تل بسطة التى تعد إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة، حيث تم رفع كفاءة طريق بلبيس الزقازيق وإنشاء كوبرى الصدر وتنفيذ برنامج (أنا المصرى) لتنمية الوعى التراثى بين طلاب المراحل التعليمية المختلفة وأبناء المحافظة وتأهيل المجتمع المحلى بأهمية مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة.


كما تم إطلاق خريطة تراثية على البوابة الإلكترونية و زراعة ٦١٠ من أشجار النخيل المثمرة على امتداد ٥ كيلو مترات فى ثلاثة اتجاهات بدءا من العصلوجى حتى نهاية سور المنطقة الأثرية ومن مستشفى الصدر حتى كوبرى الزراعة ومن ميدان الزراعة حتى منطقة العباسية.


كما تقرر إقامة سور يحيط بمنطقة الزيارة مزود ببوابة وممر داخلى بها وتزويدها بالإنارة .. وإقامة ٤ برجولات خشبية إحداها للبئر المقدسة مزودة بشادوف .. كما تم رصف طريقى الزقازيق أبو حماد والزقازيق بلبيس ونشر لافتات بداخل منطقة تل بسطة وخارجها وعلى الطرق المؤدية لبئر المياه المقدسة وكذلك إعداد منشور معلوماتى باللغتين العربية والإنجليزية تحتوى على المادة العلمية والدينية لمسار العائلة المقدسة.
وكذلك تطهير البئر المقدسة ونشر أعمدة الكهرباء فى مسار العائلة المقدسة بالمحافظة.
 

«القليوبية»: أتريب تنتظر التطوير

تعتبر منطقة «أتريب» بمدينة بنها أحد أهم المناطق الأثرية فى مصر و يعود تاريخها إلى الأسرة الرابعة التى تم تأسيسها فى عهد الملك «سنفرو» فى عام ٢٦١٣ قبل الميلاد و كانت عاصمة الإقليم العاشر من أقاليم مصر السفلى وذلك منذ أكثر من ٤٥٠٠ عام. 

    
يقول أنورعبدالصمد مدير عام الآثار بالقليوبية إن منطقة أتريب الأثرية مازالت لها أهمية تاريخية واشتق اسم تل أتريب من الاسم القديم «حوت-تا - حرى - إيب» أى قلعة وسط الأرض لأنها تتوسط الجزء الجنوبى من الدلتا كما عرفت فى العصرين البطلمى والرومانى باسم «أتريبس» وفى العربية باسم «اتريب» وكانت مركزاً للصناعة والزراعة والتجارة فى العصرين اليونانى والرومانى لوقوعها على النيل وأضيفت كلمة تل لأنها تدل على الموقع الأثرى المرتفع عما حوله من أراض كما عرفت باسم «كا - كم» أى الثور الأسود
ويضيف عبدالصمد أن ترجمة النقوش أثبتت إطلاق اسم «كم - ور» على أقدم آلهة اتريب واعتباره رمزًا للإقليم وظهرت عبادة الإله «اوزير» فى اتريب منذ الدولة الحديثة بسبب الاعتقاد بأن قلب اوزير قد دفن فيه واكتشفت لوحة من الحجر الرملى تصور معبد اتريب وبداخله قلب اوزير يحيط به الالهان «تحوت وحورس».

وأوضح مدير آثار القليوبية أن اتريب تمتعت بالاستقلال القضائى والمالى خلال العصر الاهناسى ونالت المدينة اهتماما كبيرا من ملوك الدولة الوسطى وعاشت أزهى عصورها فى عصر الأسرة الـ 18 حيث شهدت نهضة معمارية ضخمة بسبب أن أحد أبنائها وهو «امنحتب بن حابو» تقلد العديد من المناصب المهمة فى عهد الملك امنحتب الثالث ثم اهتم بها الملك رمسيس الثانى من الأسرة الـ 19 وكذلك رمسيس الثالث من الأسرة الـ 20 ونالت المدينة اهتماما من ملوك العصر الصادى الأسرة الـ 26 كما كانت الأسرة الـ 30 بمثابة الزهرة الأخيرة فى بستان الحضارة المصرية القديمة.

وأشار إلى أنه تم اكتشاف العديد من الآثار المهمة بها مثل «حمامات اتريب» الرومانية بالإضافة إلى مقبرة من الحجر الجيرى لكبير كهنة اتريب «يا - إف - تاو - امون» ومازال التابوت بموقعه بالمقبرة ،وقال إنه تم اكتشاف بقايا مبان من الطوب اللبن تعود للعصر المتأخر وحتى العصر الرومانى بواسطة البعثات المصرية والأجنبية.


وأكد عبدالصمد أنه تم حصر المواقع الأثرية المهمة وخاصة منطقة اتريب يجرى الاهتمام بها والحفاظ عليها بصفة مستمرة من التلف والسرقة وفقا لتوجيهات د.خالد العنانى وزير الآثار ود.مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بالإضافة إلى كيفية استغلالها وتطويرها والاستفادة منها وإعدادها كمواقع مفتوحة للزيارة للتعرف على تاريخ الأجداد العظماء على أرض الواقع.

 وقال أحمد النادى مدير المعلومات والمترجم بآثار القليوبية إن منطقة تل اتريب تعد من أهم المواقع الأثرية بالمحافظة وتضم عددا كبيرا من الحمامات والمقابر الرومانية المعروفة بأسقفها المقببة مما يؤكد أن هذه المدينة كانت مليئة بالسكان فى تلك الحقبة من الزمن كما أن هناك بعض الآثار المنقولة من منطقة اتريب الأثرية إلى المتاحف منها تمثال من الحجر الجيرى للإله بباروكة من الأسرة الـ 18 وتابوت من الجرانيت للملكة «تاخورت» زوجة الملك «بسماتيك الثانى» من الأسرة الـ26 والعديد من الآثار بالعصور المختلفة.. مضيفاً أن أتريب القديمة التى اختفت على مر الزمان لم يتبق منها سوى أجزاء يسيرة ترتفع عن الأرض على شكل تلال ومن أهم المواقع الأثرية بها الحمامات والمقابر التى تعرضت للعوامل الجوية مما أثر على أجزاء كبيرة منها، كما تضم التابوت الأثرى الذى يحمل اسم «بف ثيو أمون» و يدعى «تا أم حر أمون» وكان يعمل مشرفا على الحريم الملكى و رئيس الخزانين وهو من الحجر الجيرى وفى حالة جيدة و يحمل شريطاً من الكتابة الهيروغليفية من جميع جوانبه والتى تعرض معظمها للتلف بسبب الأحوال الجوية.
 

مندس «تل الربع»عاصمة التحرير من الفُرس

«الدقهلية»: استثمار التل يجعله أول متحف مفتوح بالدلتا

أحد كنوز الحضارة المصرية القديمة التى تم إهمالها طويلاً.. فهى واحدة من أقدم مدن الدلتا ووصلت لدرجة عالية من الرخاء فى نهاية عصر الدولة القديمة وكانت عاصمة البلاد فى عصر حكم الأسرة التاسعة والعشرين وكان لها الفضل فى التخلص من الاحتلال الفارسى.

    
مدينة مندس أو «تل الربع» بالدقهلية والتى تعرضت للإهمال لفترة طويلة ولا تزال حبيسة أعمال الحفريات منذ عشرات السنين ولا يعلم أحد متى تنتهى ويظل التساؤل: متى سيتم وضعها على خارطة السياحة؟!


الأثرى رمضان أحمد السحراوى موجه التاريخ وأحد أبناء المنطقة يؤكد أن تل الربع أحد كنوز الدقهلية بل أحد كنوز مصر الأثرية المدفونة.. فالتل لم يستغل سياحيا رغم أهميته فهو قلب مندس التى كانت عاصمة للإقليم الـ16 من أقاليم الوجه البحرى ثم أصبحت عاصمة لمصر فى عصر الأسرة 29 الفرعونية.. كما كان يوجد أحد أفرع النيل القديمة التى تسمى الفرع المنديسى والذى كان يمر بين تل تمى وتل الربع علاوة على الآثار والمتحف الموجود بها.


وأبدى استغرابه لعدم وجود زيارات لهذا الموقع المهم وأن يظل محاطا بسور لمدة عشرات السنين لدرجة أن الطلاب فى قرية الربع والقرى المجاورة لا تعرف شيئا عن هذا التل الذى يمثل بقايا مدينة مصرية كانت فى يوم ما عاصمة لمصر.


أستاذ الآثار الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يشير إلى أن مدينة منديس الأثرية أو تل الربع كما يطلق عليها حاليا تقع على بعد 17 كم شرق مدينة المنصورة عاصمة المحافظة وموقعها الآن فى تلين متجاورين هما (تل الربع) و( تل تمى الأمديد) .


ويقع تل الربع تحت قرية الربع الحالية ويبعد عن تل تمى بحوالى نصف كيلو متر فقط . وكانت المدينة مقرًا لعبادة «الاله آمون- رع» فى صورة الكبش المقدس وعرفت عند الآشوريين باسم (نيتيتى) وعند اليونانيين باسم (مندس) والتى تعنى معبود المدينة أما العرب فأطلقوا عليها (تل ابن سلام) نسبة للصحابى الجليل عبد الله بن سلام والذى دفن فى هذه المنطقة والتى تقع حاليا فى زمام مركز تمى وعليه يعتقد أن تل تمى وتل ابن سلام ربما يمثلان موقعا واحدا وأن تل الربع ما هو إلا امتداد طبيعى لتل تمى.


الدكتور محمود المحمدى عضو اتحاد الأثريين المصريين يشير إلى أن منديس كانت منارة للحضارة فى مصر القديمة وربما ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات وتعد من أقدم مدن الدلتا.


وقد وصلت إلى درجة عالية من الرخاء فى نهاية عصر الدولة القديمة ثم أخذت شهرتها تتراجع فترة الدولة الوسطى وفترة احتلال الهكسوس وازدهرت مرة أخرى فترة حكم الأسرة 26 .


وتعود مرة أخرى هذه المدينة لكى تكون عاصمة للبلاد فترة حكم الأسرة الـ29 والتى خلصت مصر من الفرس على يد الملك نفرتيس الأول ابن المدينة.


وقد أعاد الملك بطليموس الثانى بناء معابد هذه المدينة واحتفل بتنصيب الكبش معبود مدينة مندس وخلد ذلك بإقامة لوحة مندس.


وبعد ذلك تصبح المدينة مركزا لصناعة العطور وظلت المدينة فى هذا الازدهار إلى أن حدث جفاف لفرع النيل المنديسى فهجرها سكانها عام 200 قبل الميلاد.


ويتساءل المحمدى: لماذا تظل هذه العاصمة منسية ولا يتم وضعها على خريطة السياحة رغم وقوعها بالقرب من مواقع أثرية أخرى كغزالة والسمارة؟ 


ولماذا لا تسارع وزارة الآثار بالانتهاء من أعمال الحفائر بها أو على الأقل تقوم بتحديد منطقة الحفائر وفتح بقية المنطقة للزيارات السياحية؟ 


ويضيف: يجب على محافظة الدقهلية مخاطبة وزارة السياحة لكى تضع هذه العاصمة على خريطة السياحة الداخلية والخارجية ووضعها ضمن برنامج استكشف واستثمر.. فيمكن استغلال هذه المنطقة لكى تكون أول متحف مفتوح بمنطقة الدلتا ويمكن عمل رحلات بواسطة البالون الطائر لمشاهدة هذه الأماكن الأثرية خاصة أنها محاطة بحقول ومزارع تجعلها مزارا سياحيا بديعا.


ولتكن هذه البداية لهذه العاصمة المنسية والتى إذا تم استثمارها سوف تمثل مصدر دخل لا يستهان به كما ستتيح فرص عمل لكثير من شباب المنطقة.
 

«الأقصر»: حقيقة 3 معابد مهملة فى أرمنت والطود والمدامود    

قد يكون هناك آثار منسية أو مهملة فى صحراء مصر الشرقية أمر يتقبله البعض ، لكن من العار أن تكون هناك آثار منسية فى الأقصر مدينة المدائن الأثرية أو منارة العالم السياحية والأثرية وإن كان الأمر كله مخزياً فالأقصر هى مهد الحضارة وتحمل بين جنباتها أعظم كنوز أثرية عرفها الإنسان واستطاع أن يؤرخ لها من خلال أثاره المنتشرة بطول البلاد وعرضها ، ومن الصعب أن نقول إن هناك آثارا منسية فى الأقصر ولكننا بالطبع لا نستطيع أن ننكر ذلك ،والنسيان قد يكون أخف وطأة من الإهمال والإثنان لا يليق بهما أن يظهرا فى الأقصر والإهمال أحد نواتج النسيان فلقد نسينا كثيرا الحفاظ على الأثر.


فى هذا التحقيق ننشر بالكلمة والصورة الآثار المنسية والمهملة فى الأقصر والتى يستحق أن يحاسب بقوة القانون من يقصر فى دوره فى الحفاظ على كنوز مصرالتى هى تاريخ أقدم حضارة عرفها الإنسان.


ويرجع سبب الإهمال إلى تجاهل المسئولين لحقيقة وظائفهم التى جعلت للحفاظ على الأثر و صيانته وتطوير المناطق المحيطة به وإزالة التعديات عليه ومن يفعل ذلك بحقه يكون حفظاً لمصر مكانتها وللإنسانية جميعا حقها فى حضارتها فالعربى القديم ربط صيانة الأثر بالحفاظ على العرض حينما قال أحد شعراء العربية القدامى من صان تاريخ قومه فقد صان عرضه إلا أن كثيرا ممن تبوأوا مناصبهم فى المجلس الأعلى للآثار يجهلون تلك الحقائق إما عن جهل بحقيقة مسئوليتهم عن إرث مصر الذى لا يعوض أو ربما لضعف إمكاناتهم بعد أن تبوأوا مناصب لم يكن يحلموا بها فى وقت من الأوقات أو لتسليطهم الضوء على منطقة بعينها دون الأخرى من أجل «اللقطة» وحب الظهورالذين اعتادوا عليه واستطيع أن أقول إن وزارة الآثار ومن قبلها المجلس الأعلى للآثار لم يكونا يوليان الآثار حقها من الاهتمام سواء فى المناطق الأثرية داخل الأقصر أو المناطق المحيطة بها.


فى البداية يقول محمود خوفو مدير عام المخزن المتحفى لآثار الطود إن المناطق المنسية فى الأقصرسببها قلة الإمكانات طبعا ربما لبعدها عن المدينة أو لتعرض تلك المناطق لعوامل التعرية أو التعدى من قبل الأهالى عليها فى السابق والحاضر ومنها تلك المعابد الثلاثة التى تقع حول مدينة الأقصر اثنتان منها يقعان جنوب المدينة وهى معبدى أرمنت و الطود والثالث يقع شمال الأقصر وهو معبد المدامود فالحقيقة أن إقليم طيبة القديم وكان يسمى (واست) كان عبارة عن أربع مدن هى الطود و المدامود و أرمنت والأقصر ذاتها وفى كل مدينة من هذه المدن كان يوجد بها معبد للإله المعبود انذاك و يسمى بالاله مونتو الذى كانت معابده تنتشر فى كل بقاع طيبة وكان يسمى إله الحرب والضراوة عند قدماء المصريين وتحديدا كان منشأة مدينة أرمنت المنشقة اصلا من الكلمة الفرعونية بيرمونتو والتى تعنى بيت الاله مونتو أو مدينة الاله مونتو.


والمعبد موجود اطلال منه لأنه مع الأسف فى نهاية القرن الـ 18 استخدمت أحجاره فى بناء البيوت الأهلية المحيطة بالمعبد نفسه والجزء الأكبر تم استخدامه عند تشييد و بناء مصنع السكر بأرمنت، حيث تم تفكيك الأحجار و استخدامها فى عملية البناء بالرغم من أن هذا المعبد كان من المعابد المهمة جدا والنادرة حيث كان يتكون من طابقين فى الوقت التى كانت كل معابد مصر تتكون من طابق واحد و قيل إن الملكة كليوباترا و ابنها قيصرون وملوك عظام قد زاروا هذا المعبد كما قيل إن الحملة الفرنسية قد اهتمت تماما بهذا المعبد و أعدت له أعظم الرسومات والمناظر ،وأكد المؤرخون أن الفترة بين وصول الحملة الفرنسية و تدهور المعبد كانت تتم بصورة متسارعة جدا حيث كان اهتمام المصريين فى ذلك الوقت بآثارهم من العدم و لم يكن هناك مجلس أعلى للآثار ولا أى جهة من شأنها الحفاظ عليها.


وتعتبر مدينة أرمنت هى منشأ أحد أعظم مهندسى العمارة فى مصر القديمة كما يقول الأثرى الدكتور منصور بريك مدير عام آثار مصر العليا الأسبق وهو المهندس المصرى العبقرى «سنموت» الذى بهر العالم ولايزال بتشييده معبد الملكة حتشبسوت الذى يعد هو التصميم النادر و الوحيد فى الحضارة المصرية القديمة المحفور فى باطن الجبل ويتكون من 3 طوابق.


كما أن بعض الكتب تؤكد أن سيدنا موسى «عليه السلام» من أبناء أرمنت وأن أمه ألقت به فى التابوت عندما خافت عليه من فرعون مصر و جرفه التيار إلى قصر فرعون بمدينة طيبة آنذاك ليأخذه فرعون و يربيه كما ذكر ذلك القرآن الكريم وأحد الروايات يؤكد ذلك أن مدينة أرمنت مدينة فى غاية الأهمية فى التاريخ المصرى القديم و هى المدينة الرئيسية للإله مونتو حتى أن كهنة الإله آمون لم تستطع أن تنسى الناس هيمنة الإله مونتو وتغلغله فى قلوب المصريين و لذلك كانت آثاره تنتشر فى ربوع مصر و خصوصا بلادها الأربعة حتى أن آمون نفسه سمح لكهنة مونتو أن يبنوا له معبدا بجوار معبده الضخم بمجموعة معابد الكرنك يقع فى الجزء الشمالى من المعبد حاليا.. أما معبد الطود فهو أيضا للإله مونتو والكلام على لسان الأثرى محمود خوفو وأنه صغير الحجم نسبيا وهو يقع فى منطقة أهلية و يتعرض للإهمال الشديد بسبب تصرف المياه الجوفية و مياه الصرف الصحى التى كانت إلى وقت ليس ببعيد تتغلغل فى مبانيه كعادة كل المعابد المصرية خاصة وأن مساكن الأهالى تحيط به من كل جانب.


ويضيف محمود خوفو أن منطقة الطود الأثرية تحوى ثلاثة مواقع أثرية متفرقة أولها معبد الطود ويضم بقايا عناصر معمارية و أثرية منذ عصر الدولة القديمة وبالتحديد الأسرة الخامسة عصر» اوسركاف» و ربما أقدم من ذلك ومرورا بالدولة الوسطى الأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة آثار تعود للمناتحة وسنوسرت الأول والثالث ثم مقصورة تعود لعصر الدولة الحديثة (تحتمس الثالث) من الأسرة 18 ورممها الملك (رمسيس الثالث) من الأسرة الـ20 مرورا بالعصر المتأخر حتى عصر الأسرة 30 عصر الملك( نختنبو الأول).


أما الموقع الثانى فهو معبد يعود للعصر اليونانى الرومانى ثم بقايا كنيسة تعود للعصر القبطى حتى العصر الإسلامى والمعروف أن بداية أعمال الحفائر والتنقيب الأثرى بمعبد الطود بدأت عام 1934 بمعرفة العالم الأثرى (روك) ثم بعثة متحف اللوفر منذ عام 1974 وحتى عام 1984 ثم أعمال النشر العلمى منذ عام 1999 وحتى عام 2002 بمعرفة المركز المصرى الفرنسى للآثار الشرقية (العالم كريسوف تيير)الغريب أنه منذ عام 2002 لا توجد أعمال حفائر أو تنقيب رغم أن المنطقة تحوى شواهد كثيرة يمكن أن تضيف إلى المنطقة أهمية كبرى ثالث هذه المناطق.. وثالث هذه المواقع الأثرية بالطود هى منطقة مقابر العمال وتعود لعصر الدولة الوسطى وهى تبعد حوالى كيلومتر واحد من معبد الطود عند بداية حافة الظهير الصحراوى.


أما معبد المدامود فيقول أحد المصادر رفض ذكر اسمه إنه أكثر المعابد إهمالا حيث إن عدداً كبيراً من أحجاره فى موسم الصيف كان تغوص فى المياه الجوفيه حيث يقع فى منطقة منخفضة نسبيا عن مساكن المدينه فتتجمع فيه المياه الجوفية و تتركز فى جزء معين من المعبد وكذلك تنتشر فيه زراعات الهيش والحلف والعقول ونفس الشىء يحدث أن تتحول الأحجار إلى بودرة  أو مسحوق إذا تعرضت لحريق يتم إطفاؤه بالماء البارد.


لذلك فهو يطالب الوزارة نفسها بالدعم الفورى ورصد مبالغ مالية قادرة على صيانة آثار مصر وإن كان الأمر خاصة وأن الدولة تتجه بكل إمكاناتها فى الوقت الحالى إلى إعادة الأقصر إلى سابق عهدها كـ «منارة « للعالم أثريا وسياحيا ولابد من تدخل الدولة فى حل هذه المشكلة برصد جزء لهذه الموارد على ان تستردها عندما تحل الأزمة و يتوفر مورد للوزارة كما أنه لابد أن يكون لرجال الأعمال دورا فى المساهمة فى إنقاذ آثار وحضارة بلادها مثلما يحدث فى الدول الكبرى وثالث الآراء أن يتم عمل صندوق لمحبى الآثار المصرية القديمة يجمعون فيه المبالغ اللازمة لصيانة الآثار وآخر الآراء أن تتبرع البعثات الأجنبية القادمة للعمل فى مصر سواء بمواد الترميم أو بمبالغ نقدية من أجل الصيانة.

والحقيقة المرة أن المعابد البعيدة التى نطلق عليها معابد منسية فهى منسية بالكلية وعلى الإطلاق لا يوجد فيها عناية ولا مواد ترميم ولا عمال ولا يحدث فيها أعمال ترميم أو تطوير بعكس المعابد المفتوحة للزيارة فى البرين الشرقى والغربى بالأقصر والمفروض كما يقول الأثرى محمود خوفو إننا مطالبون بأن نولى الاهتمام بمنطقة الطود كما تم مؤخرا الاهتمام بمعبد أرمنت التى تقوم إحدى البعثات مؤخرا بعمل حفائر فيه حيث المصرى الفرنسى بينما توقف عمل البعثات المتخصصة فى معبد الطود رغم أن المنطقة هناك غنية بمقابر العمال التى لم تكتشف بعد ومنطقة الوطواطة والفاخورة والتى يوجد بها أفران كبيرة متعددة وبها جبل من تربة الصلصال والكثير من كسرات الفخار وكشفت البعثات الأثرية السابقة عن وجود خطابات بين بابل ومصر حيث كانت مصر وقتها أكبر مورد للفخار إلى هذه البلدان حيث كانت المنطقة مستخدمة لفترات طويلة حيث تم العثور على صناديق بها أوان من الفضة والبرونز بعض منها محفوظ فى متحف الأقصر والآخر بالمتحف البريطانى وبه أوان من جزر كرييت وقبرص وهو ما يدل على العلاقات الخارجية بين مصر والعالم الخارجى ومن ضمن تلك المقتنيات كانت مجموعة من الخطابات الطينية المكتوبة باللغة المسمارية وفيها يطلب حاكم بابل من حاكم الطود مجموعة من الأوانى الفخارية للمعابد فى بابل وهذا دليل على أن منطقة الطود كان بها مصنع للفخار وربما مجموعة مصانع ليست للاستخدام الداخلى فقط وإنما للتصدير.


ولو تجولت فى الظهير الصحراوى ستجد باطن هذه الجبال مازالت تحمل الكثير من الكنوز وفى انتظار اكتشافها بعمل مشروع كبيرلإعادة الاكتشاف خاصة أن مقابر العمال تثبت أن الحضارة المصرية بعمارتها الفريدة لم تبن بالسخرة بمنظومة جماعية تبدأ بالقاعدة وهم العمال حيث خصص الملوك لهم أماكن للدفن.
 

«الوادى الجديد»: تعانى من إهمال السياحة الصحراوية                                  

منذ أكثر من عشر سنوات ..توقفت السياحة الصحراوية بالوادى الجديد الذى يضم واحات الخارجة الداخلة الفرافرة باريس وبلاط .. بسبب الإرهاب والمشاكل الخاصة بتأمين الحدود مع كل من ليبيا والسودان تحديدا ...والآن وبعد أن استقرت الأوضاع وعودة الأمن والاستقرار هل يتم استمرار حظر دخول الأفواج السياحية إلى المناطق الصحراوية التى تعد أكبر نوع من السياحة يجلب الدخل  والعملة الصعبة إلى مصر .


لقد حان الآوان لإعادة وضع خريطة سياحية جديدة إلى محافظة الوادى الجديد بعيدا عن سيوه والبحرية ومطروح حتى لاتختلط الأمور ... فواحات الوادى الجديد آمنة ومؤمنة وأهلها مسالمين ولم يعرف عنهم الغدر أو الخيانة ؟


يقول وليد عزت رئيس مجلس إدارة إحدى  الشركات السياحية بمدينة الداخلة ... بإننا كشركات سياحية تقدمنا بمذكرة جماعية  إلى وزير السياحة خالد العنانى وتم طرح العديد من المبادرات لإعادة تشغيل السياحة الصحراوية المؤمنة بخطوط سير يتم الاتفاق عليها مع الجهات الأمنية كوزارة داخلية وقوات مسلحة وهو الأمر الأول وكذلك عمل خطوط سير داخل المدن للمواقع السياحية الأثرية داخل مدن الوادى الجديد إذا تعثر وضع برامج لخطوط السير داخل الصحراء ( لمنطقة الصحراء البيضاء أو الجلف الكبير ) .


يقول وليد عزت بإن مصر خسرت طوال الفترة السابقة دخلا كبيرا يقدر بحوالى 500 مليون يورو نتيجة عدم الالتفات إلى تصحيح الأوضاع ومنها ضرورة وضع خريطة سياحية لمحافظة الوادى الجديد التى ضاع عليها أكثر من 350 مليون يورو طوال العشر سنوات الماضية ، مشيرا إلى أن افتتاح الرئيس السيسى لطريق الكباش فى الأقصر كان بمثابة جرس فى آذان المسئولين عن عودة السياحة وانتعاش الأسواق وحركة المطارات فى مصر عامة .مطالبا بأن يتم عمل خطوط  سير داخل مدن الوادى الجديد والسماح للأفواج السياحية التى تزور الوادى الجديد للذهاب من خلال موافقات رسمية من الوزارات المعنية وعدم منع الأفراد أو الأفواج للذهاب إلى الوادى الجديد .

يقول صلاح الدهبى أحد المهتمين بالشأن السياحى بالوادى الجديد بإن المنشآت السياحية وعددها أكثر من 20 فندقا سياحيا مصنفا أو غير مصنف بالإضافة إلى أكثر من 8 شركات سياحية تعمل بالوادى الجديد بالإضافة إلى وجود سياحة متفردة ومتنوعة تجمع بين المغامرات والراليات والمعابد والكنائس والأديرة والمساجد  بالإضافة إلى سياحة الطبيعة .. كلها توقفت بسبب عدم السماح بزيارة الأفراد أو المجموعات للوادى الجديد . فى حين يتم السماح لهم بزيارة الأقصر وأسوان والبحر الأحمر ؟ وهو يسأل سؤالا منطقيا أليس من الممكن إعادة السياحة إلى الوادى الجديد فإجمالى الليالى السياحية طوال العام الماضى لم تتجاوز 5 آلاف ليلة سياحية وهو رقم ضعيف للغاية ؟ 


وأنه من الممكن رسم خريطة سياحية إذا ماتم السماح أولا للأفواج السياحية بزيارة الوادى الجديد وفتح السياحة الصحراوية ورسم خطوط سير مؤمنة والتزام الجميع بها  ،مشيرا إلى أن الافواج السياحية تزور مناطق مثل الواحات البحرية وسيوة  ومطروح عن طريق الطرق غير الشرعية والملتوية وهؤلاء هم من يسيئون لسمعة السياحة فى مصر عامة وإلى الوادى الجديد .


ومن جهة أخرى يطالب سيد على من أهالى مدينة الخارجة وزير السياحة بأن يتم وضع أجنده سنوية لإقامة احتفال بالوادى الجديد يتم التسويق له بشكل جيد كما حدث فى طريق الكباش بالأقصر وأن محافظة الوادى الجديد لديها مواقع سياحية متفردة ومنها الصحراء البيضاء بالفرافرة أو قرية القصر الإسلامى أو مقابر البجوات أو معبد هيبس.


الأخبار تنشرهذا الموضوع باعتبار أن الوادى الجديد مظلوم بسبب عدم فهم وعدم تبسيط الإجراءات التأمينية الخاصة بالأفواج السياحية إلى الوادى الجديد الذى يتم حسابه إلى مناطق الواحات البحرية وسيوة ومطروح ، تلك المناطق التى تمنع منها زيارة الوادى الجديد ويتم توجيه السياحة لهم من الطرق الخلفية ، كما تضع الأخبار الحلول أمام رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة بعقد اجتماعى يضم وزراء أو ممثلين عن القوات المسلحة والداخلية والسياحة وأصحاب الشركات السياحية بالوادى الجديد ومحافظ الوادى الجديد اللواء محمد الزملوط لوضع آلية جديدة لتنظيم الرحلات إلى واحات الوادى الجديد المظلوم .
 

«بنى سويف»: تاريخ ينتظر من ينقذه                        

تعتبر محافظة بنى سويف متحفا تاريخيا لكل العصور نظرا لما تحتويه من العديد من كنوز وآثار مصر مرورا بالعصر الفرعونى واليونانى والرومانى حتى العصر الإسلامى الحديث وعلى رأسها هرم ميدوم ثانى أقدم هرم مدرج فى العالم وتمثال سونسرت الثالث و منطقة أبو صير الملق والتى تحتوى على مجموعة من الجبانات لعصور ما قبل الأسرات ومن الأسرتين الأولى والثانية ومن الدولة القديمة وبعض مقابر الدولة الحديثة وقد خرج منها تابوت ( بتاج ناقاى ) والذى يعود إلى العصر الصاوى والموجود حالياً فى متحف ستراسبورج.. ومنطقة آثار الحيبة والتى تقع شرق النيل والتى كانت تسمى قديماً باسم حات بنو وسميت فى العصر اليونانى باسم هيبونوس وقد عثر بها على بردية تحوى القصة الشهيرة المعروفة باسم مغامرات وين آمون ويوجد بها العديد من الآثار المكتشفة فى المنطقة قديماً بالمتحف المصرى ومتحف برلين ورويكس ومتحف هلد يهايم إلا أن هناك بعض الآثار المنسية التى لا يعرفها الكثيرون من داخل وخارج المحافظة والتى بمجرد أن تطأ قدمك أرضها تستنشق عبق الحضارة يفوح من بين جنباتها والذى يتجسد فى معالم التاريخ بآثاره الفرعونية النادرة.


وعلى رأس تلك المناطق الأثرية مدينة اهناسيا غرب المحافظة والتى كانت عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين، كما كانت عاصمة لمصر فى عصر الأسرتين التاسعة عشرة، والعاشرة الفرعونيتين ومن بين جدران معابدها خرجت العديد من الأساطير الدينية القديمة، ففيها يدخل الهواء ليفصل بين السماء والأرض فى أسطورة خلق الدنيا، وفيها توج الإله أوزيريس ملكاً على الدنيا، وقد ترك لنا بها رمسيس الثانى بالمنطقة تمثالين يرتفع أحدهما 4.4 متر، والثانى 8.2 متر، كما ترك تمثالاً مصغراً وهو جالس على عرشه، فى مدخل معبد الإله «حرى شف» بالمنطقة، كما عثر على مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22، و بها نقوش مختلفة، ومازالت بقايا أعمدة المعبد الرومانى موجودة حتى الآن بالمنطقة.. يقول عمر زكى، مدير عام آثار بنى سويف: أتاح الموقع الجغرافى الاستراتيجى لإهناسيا أن تلعب دوراً مهماً فى تاريخ مصر، وكان الإله المحلى لها هو «حرى شوف» الذى يعنى «الذى هو فوق بحيرته»، وعندما دخل اليونانيون مصر شبّهوا هذا الإله بهرقل لهذا أطلقوا على المدينة اسم «هيراكليوبوليس» أى مدينة الإله هرقل، وورد اسم إهناسيا وإلهها على حجر (بالرمو) منذ الأسرة الأولى، واستمرت إهناسيا تلعب دوراً مهماً حتى نهاية العصر الرومانى وقد ظلت طوال العصور الفرعونية مشهورة بالعديد من القصص والأساطير المصرية ولعل أشهرها تلك التى تتحدث عن هلاك البشر وأخرى تفيد أن الشمس قد ظهرت لأول مرة فى إهناسيا.


وتابع «زكى» قائلاً: عرف ملوك الأسرتين التاسعة والعاشرة جميعهم باسم «خيتى» وكان مؤسس الأسرة التاسعة هو «مراى إيب خيتى الأول» ولعل التراث الذى تركته هاتان الأسرتان تمثل بشكل واضح فى قصة (القروى الفصيح ونصائح مرى كارع) وكانت إهناسيا آنذاك هى مقر الملك، وأهم ما اكتشف قديماً بالمنطقة هو بقايا معبد الإله «حرى شف» الذى أكمله رمسيس الثانى فى الدولة الحديثة فوق بقايا معبد منذ عصر الدولة الوسطى، كما كشف عن بقايا معبد يعود إلى العصر اليونانى ويعرف باسم «البازيلكا» ويتبقى من هذا المعبد أربعة أعمدة وهى من الجرانيت الأحمر، مشيراً إلى أن العديد من البعثات الأجنبية عثرت على العديد من الآثار بعضها فى متاحف العالم.. كل هذه الآثار لم تكن شفيعة لتلك المناطق لتحميها من النسيان والإهمال الذى أصابها لتتحول إلى مقالب قمامة ومأوى للكلاب الضالة وتتعرض لتعديات وانتهاكات ليس لها مثيل.
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة