مصادفة أن يتزامن عيد ميلاد الفريق مهاب مميش في 6 أغسطس، مع عيد ميلاد القناة الجديدة في 6 أغسطس، صدفة خير من ألف ميعاد، لو خطط لها الفريق مميش ما صادفت حظاً، إنه لمن المحظوظين.. طالع علي « الفيس بوك « صفحة تحمل علي حائطها عنواناً لطيفاً «محبي الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بمدن القناة»، محبو الفريق مميش علي الصفحة ٥٨٤٥ محباً، الصفحة تجتذب محبين، الفريق مميش يحبه ملايين المصريين، وفي القلب منهم شباب مدن القناة، دشنوا الصفحة حباً، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
في زمن الإخوان، وعلي شط القنال والشمس إلي مغيب حمراء تسر الناظرين، أسرَّ لي الفريق مميش أن مشروع الإخوان لبيع قناة السويس إلي قطر لن يمر في القناة، ولو علي جثته، واستقالته في جيبه لا تفارقه، ولو مس الإخوان شعرة الأمن القومي في خط القنال، ما طاب لنا المقام، سندافع عن القنال حتي النصر  أو الشهادة، قالها بثقة في الله، وفي الشعب، وفي القلب منه الجيش مشروع الإخوان لن يمر،  وستري صباحا تحلم به مصر.
سنة مرت علي الوعد بالإنجاز، ووعد الحر دين عليه، كل يوم يمر علي مميش يقربه من الحلم، ويورثه قلقا علي قلق، قلق المجتهدين، ولولا ثقة في النفس بمس من ثقة في عون السماء، وثقة الشعب، وثقة السيسي في قدرة هذا القائد ومؤهلاته التي مكنته من قيادة القوات البحرية في ظرف دقيق تهددت فيه السواحل المصرية بالأساطيل الغربية تطرق الأبواب بعنف، كان أهلا للثقة ومحلاً للتقدير والتبجيل.
كان التكليف الرئاسي قاسياً، سنة واحدة لحفر القناة بأيد مصرية، علم وينفذ، لم يناقش، ولم يجادل، القائد الأعلي يثق في رجاله، ومميش يثق في جنوده، قَبِلَ المهمة المستحيلة، بثقة في الله وشعب مصر، وارتسمت القنال الجديدة في العيون أملاً، مشروع جبار لا يقدم عليه إلا من وثق في النصر، واستشهد حياً حباً في الوطن.. قدر مميش أن يكون علي رأس هيئة قناة السويس في هذا التاريخ الذي تشق فيه مصر شريانها الجديد، ولأن القدر بنا رحيماً هيّأ لمميش الأسباب، قائد ( السيسي) يعرف قدر رجاله، وشعب يموّل من قوته، وسواعد من فولاذ، مميش ليس شخص رئيس هيئة القناة، مميش وطني مصري مثله ملايين مبدورين في الأرض الطيبة، يحبون الحب في أهله، ويزرعون الحب في أهله، لولا الحب الذي ظلل حفر القنال ما كان الماء قد جري، بسم الله مجراها ومرساها.
مميش، مع حفظ الألقاب، نموذج ومثال للتفاني في حب الوطن، ويسهر علي حلم البسطاء، ليلة وراء ليلة، ترك حياته وأسرته خلف ظهره، وتوفر علي المهمة، العد التنازلي للحلم تبقي عليه أسابيع، الحلم الكبير، سيخلد في كتب التاريخ تحت قيادة وطنية، وبمشروع وطني، بتخطيط مصري وبرأس مال مصري، وبأيد مصرية، لو حلم مميش بمثل هذا اليوم ما كان صدق نفسه وخشي أن يبوح بالحلم.
نموذج في قيادة المشروعات العملاقة، هدوء وثقة وقدرة علي تذليل الصعاب، يقتطع من وقته الثمين سويعات يقضيها بين الشباب يحفرون القناة، أسعد لحظات مميش وهو يري البلدوزر يزمجر يشق الصخر، وأجمل لحن يسمعه عزف الكراكات تعمّق المجري، ينظر من شباك مكتبه في غبشة الفجر والشمس تغمر القنال بالضياء، يسجد لله شاكراً، ويتمتم سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين