جلال عارف
جلال عارف


الأمان للجميع أو «تسونامي» كورونا!

جلال عارف

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 05:55 م

 

من لطف الله أن متحور كورونا الأحدث «أوميكرون» يسبب أعراضاً مرضية أقل حدة من سلالات سابقة، وإلا كان العالم قد واجه ورطة كبرى مع القدرة الفائقة لهذا المتحور على الانتشار والتى تفوق ثلاثة أمثال المتحور «دلتا» الذى مازال يسيطر على العالم.

الأعراض الأقل حدة للمتحور الجديد «أوميكرون» كانت سبباً ـ حتى الآن ـ فى عدم زيادة الحالات الخطرة وقلة أعداد الوفيات. لكن ذلك لا يعنى أن المخاطر قليلة أو أن التهاون فى المواجهة لن تكون له عواقبه الوخيمة.

هيئة الصحة العالمية تحذر من «تسونامى كورونا» إذا حدث التهاون. قدرة «أو ميكرون» على الانتشار الواسع تعنى أعداداً من الإصابات يمكن أن تقوض أى نظام صحى. وبقاء أجزاء كبيرة من العالم دون نسبة معقولة من «التلقيح» تزيد المخاطر، وتخلق بيئة يمكن أن تنمو فيها سالات جديدة أخطر وأوسع انتشاراً.

من الأخبار الجيدة تأكيد المنظمة العالمية والخبراء أن اللقاحات مازالت فاعلة وبنسبة كبيرة ولم تقل فعاليتها إلا بنسبة قليلة جداً فى مواجهة «أوميكرون». ومن الأخبار الجيدة أيضاً تأكيد شركة «فايزر» على أن التحاليل النهائية لأول علاج بالأقراص ضد «كورونا» يثبت فعالية تقترب من ٩٠٪ وأنها مستعدة لتجهيز ١٨٠ ألف جرعة قبل نهاية العام مع إنتاج ٨٠ مليون جرعة فى العام القادم.

أنباء جيدة لكن تواجهها مشكلة انعدام العدالة بين دول العالم سواء فى توزيع اللقاحات أو فى التعامل مع الأدوية الجديدة التى لن تتاح لفقراء العالم قبل سنوات إذا استمرت الأوضاع كما هى، وإذا لم يتحرك العالم لفرض التنازل المؤقت عن حقوق الملكية الفكرية بالنسبة للقاحات أولاً ثم للأدوية المعالجة بعد ذلك، ليتمكن العالم من القضاء على الوباء. على أن تتكفل الدول الغنية بالإسهام ـ من خلال صندوق عالمى ـ فى تعويض شركات الأدوية الكبرى تعويضاً عادلاً.

الحقيقة التى لا ينبغى أن ينساها الجميع.. أنه كان فى مخازن الدول الثرية ١,٢ مليار جرعة من اللقاحات حين فاجأتهم سلالة «أوميكرون» لتقول لهم: لا أحد سيحصل على الأمان إلا إذا حصل عليه العالم كله!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة