صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«بوابة أخبار اليوم» تقتحم مملكة الشحاتين بقنا.. «ألف جنيه» حصيلة الطفل في اليوم

أبو المعارف الحفناوي

الخميس، 16 ديسمبر 2021 - 02:52 م

تسريح أطفال وتأجير عجائز ومعاقين لخداع أصحاب القلوب الرحيمة

ظاهرة التسول من أكثر الظواهر التى تحتاج للتصدى لها، لما لها من آثار سلبية على المجتمع، بدأت بالفعل محافظة قنا حربها ضد المتسولين، بتشكيل لجنة للقضاء عليها، وذلك بعد أن سادت حالة من الغضب لدى المواطنين، خاصة بعد بعد كشف حقيقة عدد كبير منهم، نجد الشوارع مليئة بالمتسولين منهم من يقوم بتسريح الأطفال والإتجار بهم، وغيرهم يقومون بتأجير سيدات كبار في السن، ومعاقين يسيرون في الشوارع ويجلسون في الطرقات والأماكن العامة، يستعطفون المارة، فضلا عن من يسير في الطرقات يحمل شهادات طبية، حاملا لطفلة يقول إنها مريضة، ليتسول بها، للحصول على مبالغ مالية من المارة...

ظاهرة التسول في قنا، يبدو أنها منظمة، وتدار بواسطة أشخاص، خاصة بعد أن أظهر التدخل من قبل وزراة التضامن الاجتماعي، حقيقة أطفال بلا مأوى، وسيدات يفترشن في الشوارع والطرقات، وغيرها من القصص التي تعاطف معها الأهالي دون دراية بحقيقة هؤلاء الذين تم وصفهم بأنهم "نصابين".


وفي الوقت الذي انتشرت حملة مكافحة التسول، في شوارع قنا، بدأت الحيرة والقلق، لدى فاعلي الخير، خاصة بعد أن اكتشفوا أن من يساعدونهم ويعطونهم الأموال، حقيقتهم على عكس ما كانوا يقصون عليهم، "ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة". 

 

«أخبار اليوم» اقتحمت مملكة الشحاتين، في قنا، فهنا يقوم أحد العاملين، بتسريح أطفال لا تتعدى أعمارهم 15 عاما، ليتسولوا في شوارع نجع حمادي، يرتدون ملابس قديمة، ويمشون حفاة، بحوزتهم مناديل أو مصاحف، كوسيلة للحصول على المال من المواطنين، مقابل الحصول على مبلغ 20 جنيها للطفل في اليوم الواحد، على أن يحصل من يقوم بتسريحهم على جميع المبالغ المحصلة، والتي تصل إلى أكثر من 1000 جنيها في اليوم الواحد. 

 

الأطفال ينطلقون من قرية نجع إبراهيم على حدود المدينة، ويتمركزون على كورنيش النيل وأمام المستشفيات والمحطات والبنوك ومحال الذهب، والشوارع الرئيسية، في رحلة تبدأ من الصباح حتى ساعات متأخرة من اليوم، يتركون التعليم ويخدعون المواطنين بجمل "هات حاجة لله .. أمانة جعان ومش لاقي أكل.. معايا أمي عيانة ومش لاقيين ثمن العلاج.. ساعدونا الله يساعدكم.. وهات حاجة ربنا يخليلك عيالك"، ثم يعودون إلى من قام بتسريحهم، ويعاودون الرحلة مرة أخرى يوميا. 

لم تكن هذه الجريمة هي الوحيدة في حق الأطفال، فرصدت «أخبار اليوم»، طفلة لا تتعدى 18 من عمرها، ترتدي عباءة، وتقلد لغة السوريات، لكسب تعاطف أهل الصعيد، وتجمع مبالغ مالية تصل إلى قرابة 200 جنيها في اليوم. 

 

الطفلة تخرج في رحلة يومية للتسول، تجوب شوارع المدينة، تخبر المارة، أنها سورية الجنسية، وأنها هنا في بلد غريب، قائلة: "مش معايا حد"، والظروف القاسية أجبرتها على التسول، فتقطن في منزل بالإيجار، وتحتاج لمصاريف لسد احتياجاتها. 

 

وتبين أنها من أبناء منطقة الساحل بنجع حمادي، وأنها تقوم بذلك بمعرفة والدتها وجدها، وأنها هربت من أهلها من قبل ثم عادت مرة أخرى، لتمارس جريمة التسول في شوارع المدينة، عندما علم أهالي نجع حمادي، بشخصية هذه الفتاة الحقيقة، رفضوا إعطائها المال، وبدأت تلجأ إلى الغرباء من المراكز المجاورة، لكسب تعاطفهم معها، حتى لا يفتضح أمرها. 

 

العجوز التي أثارت تعاطف المواطنين، والتي تجلس يومياً أمام كنيسة بنجع حمادي، تروي روايات تثير اهتمام المارة وتجذبهم للتعاطف معها، منها أنها وحيدة وليس معها من يعولها، وأنها مريضة وتحتاج ثمن العلاج.

 

تجلس العجوز ، تضع يدها على خدها، وبجوارها عصا، تخبر الناس أنها لا تستطيع التحرك، وأن ليس معها أحد ينفق عليها، ولكنها فى حقيقة الأمر تتحصل يوميا على أكثر من 500 جنيها، فضلا عن مساعدات عينية أخرى تأخذها من الأهالي. 

 

وبتتبع كاميرات المراقبة في المكان، تبين أن حفيدها يحضرها بتاكسي يوميا في الصباح، ويأتي إليها آخر الليل ليأخذها معها، ويأخذ منها ما جمعت من مال. 

اقرأ أيضًا..  تفاصيل مبادرة منع المتسولين من دخول برج البرلس| فيديو

 

أما قصة عبدالنبي، أخطر متسول متحرش بقنا، والذى أثار الرأي العام، بعد حالة الرعب التي عاشتها السيدات والفتيات، خشية مقابلته في الشارع، عقب محاولاته المكررة للتحرش بهن في محاولة لتخويفهن . 


يحمل عبد النبي، طفلة يقول إنها ابنته على كتفه يوميا، يهرول بها في الشوارع، وبحوزته شهادات طبية، مزورة، توضح للناس أنها تعاني من أمراض عدة، وليس معه ثمن علاجها، ويحاول ترهيب السيدات والفتيات بالتقرب منهن، في محاولة للتحرش بهن إذا لم يدفعن له مبالغ مالية، تم ضبطه بعد شكاوى عدة، بحوزته 500 جنيها، جمعها في يومين، وتبين أنه يقوم بتخدير هذه الطفلة، ويسير بها في الشوارع، لكسب المال عن طريق التسول .

 

المتسول الذي تم ضبطه، كان يعمل منذ سنوات، في تلميع الأحذية، وكان يجلس حاملاً لصندوقه الذي يستخدمه في عمله بالقرب من مقاهي المدينة المختلفة يومياً، إلا أنه توقف عن عمله في تلميع الأحذية منذ مايقرب من 5 سنوات على التوالي، ليمتهن التسول في شوارع المدينة.

 

محافظة قنا، اتخذت خطوات عديدة للقضاء على ظاهرة التسول، وشكلت لجنة بالقرار رقم 288 لسنة 2021، يتضمن تشكيل لجنة في كل مركز برئاسة رئيس الوحدة المحلية وعضوية ممثلين عن التضامن الاجتماعي، ولجنة حماية الطفل للمرور اليومي على الشوارع لمنع ظاهرة انتشارالمتسولين واستغلال الأطفال في أعمال التسول، عبر اتخاذ الإجراءات القانونية عقب فحص الحالات. 

 

الحملة ضبطت 71 متسولًا، بينما لاذ كثيرون بالفرار، عقب انتشار أخبار بقدوم الحملة إلى أماكن تواجدهم، خشية ضبطهم، وتبين أن هناك سيدة معها طفلة، تخدرها لتتسول بها، فضلا عن المخاوف التي بدأت لدى مستغلي الأطفال أو العجائز والمعاقين لإستخدامهم في التسول.

تابع| صور| نخترق «مملكة الشحاتين».. العالم الخفي لـ«الناس اللي بتاكلها بالساهل»

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة