إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

مستر كيروش.. هى برأسك.. لا برأس عمرو !

إبراهيم المنيسي

الخميس، 16 ديسمبر 2021 - 06:07 م

لست من هواة قتل الحصان أو جلده لمجرد كبوة عارضة أو عثرة طريق، متجاهلين ما قطعه هذا الحصان من مسافات وما تحمله من صعاب وما بذله من جهد.. هؤلاء لا يرحمون !


حصاننا هنا هو البرتغالى كارلوس كيروش الذى قاد المنتخب الوطنى الكروى فى دورى أبطال العرب متحملًا غيابات المحترفين بالخارج وكثير من المميزين بالداخل، وسار بعربة الفريق حتى الأمتار الأخيرة مستعينًا على هذا بكثير من الوجوه الجديدة؛ حتى أن الكثيرين من ذوى الاختصاص لم يعرفوا شكل وأسماء هؤلاء .. ومن أى ناد جاءوا .. نزلوا علينا سهوا!


وما دمنا قد ودعنا الحلم العربي الجميل بصدمة قاتلة كانت فى وقت قاتل بهدف عكسي من رأس عمرو السولية الذى كان أفضل لاعبي المنتخب والبطولة وتميز بقدرات قيادية لافتة، لكن رأسه التى أهدت الأشقاء التونسيين بطاقة التأهل للنهائي لم تكن رأسه هو، بل رأس الخواجة كارلوس !


ولأنها بطولة فى الأصل تجرببية أرادها الفيفا فرصة لاختبار قدرات قطر التنظيمية كبروفة تحضيرية مهمة قبل المونديال. واستكشاف كافة الأمور والنواقص..،

وهى بالنسبة لمنتخبنا أيضا تجريبية لأننا مقدمون على مرحلة مفصلية فى مسيرة المنتخب قاريا وعلى طريق التأهل لكأس العالم ، فالواجب ضرورة النظر لتجربة كيروش مع المنتخب بالبطولة العربية ورأسه وما فيها من أفكار وأفراد وقرارات بشئ من التأمل ..

والمراجعة .. كيروش كان جريئا فى اختياراته للاعبين مغمورين قدمهم للمنتخب وتحدى بهم الاعلام والخبراء ورفض حتى مناقشة اختياراته وابداء اسبابها .. وهذا يحسب له واستحق منا التحية عليه وقتها .. لكن الآن وبعد التجربة لابد أن يعى ويتحمل نتيجة اختياراته ..

صحيح أن هناك من الوجوه الجديدة من نجح وقدم نفسه جيدا وهم الأكثرية. ، وهناك من ثبت أن قدراته لا تناسب المنتخب ولا يملك ما يؤهله لشغل مراكز هجومية مهمة بالفريق لأطول فترات البطولة رغم أن الحقيقة ظاهرة ..هى مسألة قدرات وامكانات وليس طعنا فى أحد . مش بالدراع هى أصلا !


وبجانب عملية الاختيارات هذه ؛ أثبت المدرب البرتغالى قدراته الفزورية المحيرة فى ادارته للمباريات .. فهو يبدل ويغير فى مراكز اللاعبين برغم علمه التام أنه لا الوقت يساعده على تحفيظ طرق لعب وأفكار تكتيكية جديدة ولا قدرات الوجوه الجديدة وخبراتهم الدولية المحدودة، وربما المعدومة لبعضهم، تساعدهم على تنفيذ هذه التعديلات فى المراكز والمهام من مباراة لأخرى بل وأحيانا من شوط لشوط ، مع الحرص الغريب على اشراك معظم اللاعبين فى غير مراكزهم وعندما يعيدهم لوضعهم الطبيعي يرتفع الأداء ويتحسن ، ثم نفاجأ بالخواجة يعيدهم تاليا لنفس اللعبة اللغز .

حتى أن نجوما كبارا ومحللين متميزين منهم وليد صلاح الدين وعماد متعب وحازم امام ومحمد زيدان صرخوا غير مرة : نفسنا بجد ندخل فى رأس مستر كيروش .. بس علشان نعرف بجد هو بيفكر ازاى .. وعايز ايه !!


قرارات كيروش وتغييراته أيضا كانت مثيرة أكثر للحيرة حتى أن لاعبا مثل أحمد رفعت لما تحصل خلسة على فرصة للعب أبدع وسجل هدفا لعله الأروع فى البطولة لكنه وجد نفسه خارج التشكيل الأساسي والتبديلات بعد ذلك ..

وأفشه صانع اللعب الذى اذا ما استطاع سهوا العودة لمكانه كلاعب رقم ١٠ ظهرت خطورته وفاعليته تجد الخواجة يتدخل سريعا إما باعادته لمحبسه بالجناح أو لاخراجه من الملعب.

ليجلس بجوار زميله المهاجم محمد شريف الذى بذل كيروش جهدا كبيرا فى ابعاده عن مركزه كرأس حربة بغرابة شديدة وغير مفهومة ..ناهيك عن التوظيف العجيب لكل من زيزو ومصطفي فتحى واللذين افتقد الفريق خطورتهما والاستفادة من قدراتهما فى المركز الطبيعي لكل منهما ..


والآن ، وانتظارا للقاء قطر غدا على المركز الثالث، نتمنى أن يهدأ كيروش ويضع كل لاعب فى مكانه ..


وبعدها وحفاظا على استمرار هذا المدرب العالمى الكبير معنا شريطة الاستفادة الحقيقية من تجارب ودروس كأس العرب وقبل الدخول فيما لا يقبل التجريب ،نتمنى على المهندس أحمد مجاهد أن يهتم بعقد اجتماع فنى مهم للمدير الفنى كيروش ومواطنه نيلو فينجادا المدير الفنى لاتحاد الكرة ويحضره بالضرورة معاونو كيروش ضياء السيد ومحمد شوقي ووائل جمعة والذين يهمل المدير الفنى وجودهم والاستماع لرأيهم .. مطلوب هذا الاجتماع لتقييم المشاركة العربية ودروسها وظروفها .. ليس تدخلا فى عمله وسطوا على اختصاصه لكن محاولة للتقييم وتفادى مثل هذه الأخطاء القاتلة مستقبلا فيما هو أهم .. وهى فرصة للدخول لرأس كيروش.. نشوف فيها إيه !


مستر كيروش .. كان بالإمكان تخطى تونس لولا أخطاء ادارة المباراة الخاطئة وتضحيتك دوما بالشوط الأول.. ودخولك للمباريات متأخرا. حتى كان الخروج بالهدف الذاتى فى الوقت القاتل .. ومن كرة ثابتة وهى بالحقيقة برأسك لا برأس عمرو !!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة