صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات الحوادث| اليتيمة.. والعشيق المدمن

علاء عبدالعظيم

الخميس، 16 ديسمبر 2021 - 08:03 م

تولت عمتها رعايتها بعدما توفيا والديها، وأصبحت لا سند لها غيرها، وما إن اشتد عودها  واكتملت أنوثتها تملكتها رغبة من الاستقلال بنفسها، وأصبحت صاحبة القرار دون الالتفات إلى نصائح أو توجيهات عمتها .


تعود أحدث الواقعة عندما ساقت الصدفة الفتاة وتعرفت على أحد الشباب، والذي اعتقدت بأنه فارس أحلامها، وأخذ يمطرها بكلمات العشق واللوع، وبعدما اعترفت له بحبها الدفين، ونجح في نسج خيوطه حولها، ولم تكن تعلم بأنها ستصبح ضحية رغباتها، وسيلقى بها في صندوق القمامة.


تعددت اللقاءات بينهما، وانساقت معه في تدخين المخدرات، وسقطت في علاقة غير شرعية، وسط دخان السجائر المحشوة بالحشيش، وجرعات الهيرويين، وفي آخر لقاء بينهما، حدث مالم يحمد عقباه، حيث انتفض العشيق من فوق السرير، تتسارع دقات قلبه، وبنظرات جامدة تائهة، أخذ يقلب في الفتاة الممددة بجواره يمينا وبسارا، لكنها لم تحرك ساكنا، ازدادت دقات قلبه وهو يجثم على ركبتيه يراقب أنفاسها، وتملكته رعشة شديدة تراود مخيلته أسوار السجن، ويعتريه الذهول.


جلس يتنفس الصعداء، يحمل بيده رأسه التي أثقلت بالتساؤلات، كيف ينجو من هذا المأزق الذي لم يحسب له من قبل، وفجأة هداه شيطانه إلى حيلة للتخلص من الفتاة، وانتظر حتى خيم الصمت على المكان، وأسدل الليل ستائره، وحملها كشاة مذبوحة  وبخطوات مثقلة، وهدوء يشوبه رعب وهلع، ألقى بها في صندوق ق قمامة عمومي، وهرول مسرعا معتقدا الهرب من عدالة السماء، وتركها تلاقي مصيرها مع القطط والكلاب الضالة، والذين كانوا سببا في اكتشاف الجثة.


وماإن تم إخطار اللواء اسماعيل حسين مدير أمن دمياط حينها، أصدر تعليماته بسرعة كشف لغز الجريمة، وعمل تحريات موسعة ومكثفة على وجه السرعة، وافحص جثة الفتاة تبين عدم وجود أية إصابات ظاهرية، وكما أكدت التحريات بأن الفتاة كانت من متعاطي المخدرات، وتقيم نع عشيقها بإحدى الشقق بمدينة دمياط.


وتم فحص الكاميرات القريبة من مسرح الجريمة، تمكن رجال المباحث من تحديد هوية العشيق المدمن، وحلقي القبض عليه، واعترف بجريمته، وأن الفتاة تناولت جرعة زائدة من المخدرات، ولم يتمكن من إنقاذها، وخشي من اكتشاف أمره فألقى بها في صندوق القمامة العمومي.


صرحت النيابة بدفن جثة الفتاة بعرض العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبس العشيق المدمن ٤ أيام على ذمة التحقيقات.



اقرأ أيضاً : 11 يناير.. الحكم في أكبر قضية للإتجار بالأعضاء البشرية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة