ماكيت مشروع التجلى الأعظم
خلال أيام.. انطلاق مشروع التجلى الأعظم برعاية الرئيس السيسى
الجمعة، 17 ديسمبر 2021 - 03:40 م
تحقيق:نجوى عبدالهادى
أيام وتنطلق الحملة الترويجية العالمية لمشروع «التجلى الأعظم» أكبر مشروع للسياحة الدينية بأرض السلام سيناء ومدينة سانت كاترين.. بدأ برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبالتنسيق بين وزارات الثقافة والسياحة والآثار ومحافظة جنوب سيناء.
وجاءت توجيهات الرئيس السيسى للأجهزة المسئولة بأن يكون تطوير منطقة سانت كاترين ومحيط جبل موسى فى إطار مشروع التجلى الأعظم بما يليق بالقيمة التاريخية لتلك البقعة المقدسة الفريدة ولتكون هدية مصر للإنسانية وشعوب العالم على النحو الأمثل وتعظيما للقيمة الروحية لأرض سيناء والتى تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية.
ومشروع التجلى الأعظم يشرق بأرض سيناء فى مرحلته الأولى والتى بدأت منذ شهور عبر 14 مشروعا بتكلفة تزيد على مليارى جنيه وتتكامل بنهاية عام 2022 لتسهم فى تحقيق إنجاز وهو تطوير المنطقة لتكون أكبر مشروع للسياحة الدينيةوتعظم الحدث الإيمانىالربانى والفريد فى الكون وهو مكان تجلى المولى عز وجل على سيدنا موسى فى رحلة عودته من مدين إلى مصر عبر سيناء وفى منطقة جبل موسى تحديدا حيث الوادى المقدس.
ومشروع التجلى الأعظم هو مشروع عمرانى تطويرى تتكامل فى إنجازه أجهزة الدولة مكلفة بتوجيهات الرئيس السيسى لإنجاز مشروع التطوير عبر مرحلته الأولى ثم تكون الحملة الترويجية لهذا المشروع الفريد معززة بدور ومكانة مصر التاريخية والجهد الدؤوب لقيادة مصر فى رسالة جديدة من مصر للإنسانية بأنها أرض الرسالات والسلام والتعايش وملتقى الأديان السماوية ومسرى عبور الأنبياء والرسل بداية من سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وحتى إشراقة دعوة الإسلام ورسالة سيدنا محمد خاتم المرسلين والرحمة المهداة.
لمشروع التجلى الأعظم مراحل وخطوات ورسائل من شعب ودولة مصر تبدو واضحة مهمة فى هذه المرحلة التى تعانى منها البشرية من كثير من الصراعات وضربات الإرهاب والفتن والمؤمرات تتعاظم بهذه الرسائل مكانة مصر الاستراتيجية والتاريخية والإنسانية تكلم عنها العلماء فماذا قالوا؟
المكانة الروحية لأرض سيناء مؤكدة منذ فجر التاريخ فهى ملتقى الأديان وعبور للأنبياء والرسل ثم تعاظمت مكانتها بالحدث الربانى حيث تجلى المولى عز وجل على جبل موسى فى رحلة سيدنا موسى قادما لأرض مصر.. ومع هذه المكانة حاولت قوى الشر أن تخطف هذا المعنى الروحانى لأرض سيناء وهى قلب العالم وقلب الشرق الأوسط وحاولت تحويلها إلى أرض التقاء لقوى الشر والفتن والإرهاب وجماعات الضلال والفكر التكفيرى والقتل والتهديد ثم كانت عناية الله عز وجل لمصر كلها ولأرض سيناء خاصة بأن وفق قيادتها الوطنية وشعبها الصامد المثابر كى تحدث أكبر عملية تطهير لأرض سيناء من قوى الشر والإرهاب.. وسارت قوات مصر الوطنية خلال السنوات السابقة لتبنى وتعمر فى اتجاه وتطهر الأرض المقدسة من فلول الإرهاب فى اتجاه آخر حتى بدأ شعب شمال سيناء فى العودة مرة أخرى إلى أرضه وبيوته فى العريش ورفح وغيرهما مسجلة قيادة مصر بذلك انتصارا جديدا على قوى الشر وعبورا جديدا لسيناء بسيطرة قواتنا المسلحة عليها وبدأ إعادة أهلها لأرضهم.
ثم كان العبور الآخر بإعداد مخطط تطوير الأماكن المقدسة والتاريخية والأثرية بجنوب سيناء فى شكل مشروع متعدد المراحل تجلى باسم «التجلى الأعظم» مستثمرا المعنى الروحانى والإيمانى لمنطقة جبل موسى ومدينة سانت كاترين.
وفى يونيو الماضى حددت توجيهات الرئيس السيسى للحكومة والأجهزة المسئولة خطوات انطلاق المرحلة الأولى للمشروع والتى بدأت بالفعل عبارة عن 14 مشروعا فى سانت كاترين وجبل موسى وحده تكلف ما يزيد عن مليارى جنيه.. ولتكون تمهيدا للمرحلة الثانية لتحول بها المنطقة إلى أكبر مزار سياحى دينى عالمى يخدم الجوانب الروحية لمحبى السياحة الدينية.
الخبراء أشاروا إلى القيمة الإنسانية والروحية لمشروع التجلى الأعظم وإنه كان حقا مؤكدا لأرض سيناء منذ سنوات لولا ما مرت به من أزمات وصراعات وضربات إرهاب متتالية.. وسيناء وآثارها تحتل مكانة مميزة فى التراث العالمى الإنسانى سجلت على قائمته فى 2002 وتحمل ما يزيد عن 6 محميات طبيعية فى جنوب سيناء وحدها.
نموذجا فريدا
وتنطلق حملة الترويج العالمى لمشروع التجلى الأعظم بجنوب سيناء بالتنسيق بين محافظة جنوب سيناء ووزارات الثقافة والآثار والسياحة لتقدم رسالة مصر الإنسانية لكل شعوب العالم.
وتشهد جنوب سيناء تحرك عمرانى وتنموى واسع لخدمة مشروع التجلى الأعظم فى مرحلته الأولى الذى يحقق هدف تفعيل مكانتها على قائمة التراث العالمى وأن تكون محافظة للسياحة الدينية والبيئة ومشروعات التنمية المستدامة والسياحة الجبلية والاستشفائية ويتضمن المشروع 14 مشروعا مبدئيا يتم بها تطوير الشكل العمرانى للمدينة مع الحفاظ على الطابع البيئى الطبيعى والنباتات النادرة المنتشرة بها.
ويضم المشروع تطوير مدينة سانت كاترين فى الدير والمحيط البيئى للدير والآثار ومداخل ومخارج جبل موسى وخلال إنشاء مخطط النزول البيئى الجديد بامتداد ساحة السلامة وتطوير النزل البيئى القائم.. وإنشاء فندق جبلى ومركز الزوار الجديد والمجتمع الإدارى الجديد وتطوير المنطقة السياحية وتطوير مركز البلدة التراثية وتطوير منطقة البيوت اليدوية وإنشاء المنطقة السكنية الجديدة.
وشبكة للطرق والمرافق ومشرعات للوقاية من السلوك وخدمات للنقل صديقة للبيئة وبحيرات وساحات للاحتفالات.
ويشمل المشروع تطوير موقع دير سانت كاترين وهو مسجل على قائمة التراث العالمى باليونسكو فى 2002 وبالتنسيق مع مشروعات الوادى المقدس وحماية المحميات الطبيعية والتأكيد على عدم إقامة أى مبان حديثة حفاظا على قدسية وأثرية المكان.. وكذلك ترميم كنائس دير سانت كاترين ووضع خدمات ونظم للإضاءة صديقة للبيئة وتطوير حرم الدير بداية من باب السلسلة ومحيط حرم الدير وجبل موسى لتصبح جميعها مزارا روحانيا دينيا وبيئيا بالحفاظ على الأشجار والنباتات النادرة وكفاءة الآبار والعيون ومزارع الزيتون بالإضافة إلى خدمات النقل وتطوير مطار سانت كاترين وتسويق جنوب سيناء كواجهة للسياحة الروحية وربطها بمدن شرم الشيخ ودهب والطور بخدمات للنقل والسياحة.. مع مشروعات الحفاظ على البيئة الطبيعية وتجنب المخاطر البيئية ومخرات السيول.
هدية للإنسانية
مشرعات التطوير بجنوب سيناء أهمها «التجلى الأعظم» تمثل هدية مصر للإنسانية وهى مكانة جديرة بها أرض سيناء فى رؤية الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.. فهى البقعة المقدسة ومكان تجلى المولى عز وجل على جبل سيدنا موسى وهى رحلة عبور الأنبياء والرسل منذ فجر التاريخ وسيناء هى الأرض الفريدة فى الكون بمكانتها الروحية والتاريخية والإنسانية وقلب الكرة الأرضية والشرق الأوسط وملتقى قارات العالم.
كُرمت سيناء وتشَرفت فى كل الأديان بعبور الأنبياء والرسل واحتضنت العائلة المقدسة فى لحظة وفودها إلى أرض مصر هربا من بطش قوى الشر بالشام وتشرفت برحلة السيدة زينب رضى الله عنها ومرافقوها هربا من الفتن على أرض جنوب العراق وكان دعائها المكرم لأرض مصر وأهلها هدية جديدة لشعب مصر.
سيناء هى موقع التجلى الأعظم وهى الأرض المختارة والمنارة لهذا الحدث الفريد وهى المكرمة المعززة فى الكثير من آيات القرآن الكريم لقوله تعالي: «والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين».
فهى موصوفة بالخيرات والروحانيات والمكارم وأنها البلد الأمين وكفاها شرفا رحلة الأنبياء والرسل وكفاها قداسة موقع التجلى الأعظم.
وسيناء أرض طيبة خيرة مباركة يحتاج للعشرات من المشروعات المميزة الفريدة تعزز مكانتها الروحية والدينية والإنسانية وهى المقدرة فى كل الأديان ولا توجد عقيدة لا تعرف شرف ومكانة أرض سيناء ذكرا محددا فكيف حاول الآخرون وصفها بخير ذلك.. حتى جاءت عناية المولى عز وجل مجدد لتعيد إليها عبر جهد ومثابرة قيادة وشعب مصر تعيد البريق والمكانة الروحية إليها من جديد.
مزار عالمي
كثيرة هى تجليات المولى عز وجل لأرض مصر المباركة التى حباها بالكثير من الخبرات والرموز التاريخية والأثرية والحضارية.
ووفق ما يراه الدكتور صلاح عبدالله نائب الاتحاد العربى للقومية العربية.. بأن أرض مصر تزخر بالعشرات من المواقع الأثرية والتاريخية التى تجعلها قلب العالم الإنسانى بحق روحيا وسياحيا ودينيا ومركزا ومزارا عالميا تخدم الإنسانية من كل الأديان السماوية من كل الشرائع.. وحديثا تشرق هذه الأفكار عبر مشروعات واعدة انطلقت إلى مراحلها بداية من مشروع مسار العائلة المقدسة الذى يضم تطوير 25 موقعا سياحيا سارت به أو عاشت عليه السيدة مريم العذراء مع وليدها السيد المسيح ومرافقوها هربا من بطش الرومان وطلبا للحماية والاطمئنان على أرض مصر.. إضافة للعديد من الآثار والمواقع المميزة لأصحاب العقائد السماوية الثلاثة.
وتشرق علينا سيناء بأكبر مشروع للسياحة الروحية الدينية هو نواة للعديد من المشروعات التى يجب أن تنطلق بأرض سيناء فى الجنوب حيث مدينة الطور ذات المكانة المقدسة ودهب ونويبع وآثار شرم الشيخ.. هذا غير الأماكن الأثرية بمحافظة شمال سيناء التى يحتاج إلى مشروعات عدة كى تحولها إلى تجمع سياحى عالمى يلقى الحب والترحيب من كل سكان العالم ومن كل الأديان.
ويرى أن الرسالة الرمزية لتلك المشروعات هى رسالة مصر للعالم بأنها أرض السلام والبناء والتعمير والمزارات السياحية والآثار الدينية وأرض مراكز العلاج والاستشفاء ومراكز التسوق العالمى من خلال تطوير الأسواق ومزارع النباتات والأشجار النادرة والمنتجات اليدوية والبيئية.
الأثر الممتد
ظلت سيناء لسنوات شبه بعيدة عن قلب مصر الأم وحاول البعض اختطافها لأشياء أخرى وهم يعلمون ما تحويه من مميزات وآثار مميزة ثم جاءت العودة الحميدة التى كلفت شعب مصر الكثير من دماء الشهداء الأبرار كى تعود أرض معززة ويسيطر عليها جيش مصر الوطنى ويعود أهلها إلى أرضهم وبيوتهم..
ومشروعات التطوير هى عظيمة الأثر الممتد منها يقول الدكتور صبرى عبدالعظيم أستاذ الدراسات الإسلامية.. بأن القيمة والمكانة الروحية والإنسانية لسيناء تفرض علينا أن نقدرها حق قدرها مثلما عظمها المولى عز وجل وكرمها فى كل الأديان وخلدت ذكرا فى الكثير من آيات القرآن الكريم.
والمشروعات العمرانية هى طاقة أمل لأهلى كى توفر لهم فرص العمل والاستثمارات وتحقق لهم الاستقرار.. حيث يعمل أبناؤهم فى المشروعات السياحية أو الفنادق الجديدة أو مراكز التسوق وبيع المنتجات اليدوية والبيئة.
المكانة العالمية لسيناء هى حق أصيل مثل مزارات بيوت الله فى أرض الحرمين الشريفين أو فى أرض القدس الشريف لا يجب أن تكون إلا مكانا لتلاقى الإنسانية والخير والزيارة الروحية الدينية وليست مكانا لأى شىء آخر.. نأمل فى عشرات المشروعات التى تعزز من مكانة سيناء إنسانيا وعالميا لخدمة البشرية وهذا هو دور مصر.